المصدر الأول لاخبار اليمن

ترامب ونتنياهو طلاق خَلعي أم انفصال مؤقت؟.. إسرائيل ككيان تبقى في وجدان أميركا

كتب/د.إسماعيل النجار/وكالة الصحافة اليمنية//

وقعت بين ترامب ونتنياهو الواقعه وتدحرجت كرة الثلج إلى إن بلغت حجماً يُعجَز عن حمله، إذ تشير المصادر إلى وجود خلافات متزايدة بين الرئيسين الحليفين حيث يشعر ترامب بخيبة أمل من نتنياهو وقرر التحرك في قضايا الشرق الأوسط دون التنسيق معه بعدما تمادَىَ النتن بضروب جنونه في فلسطين وحولها، فتدهور العلاقة الشخصية بين الرجلين مع تبادل مشاعر الإحباط، واعتقاد ترامب أن نتنياهو يتلاعب به، وهو ما يثير غضبه،
الخلاف بينهما يتركز على اختلاف الرؤى الاستراتيجية، حيث تسعى واشنطن إلى مفاوضات مع إيران وتهدئة الأوضاع في غزة، بينما تتصرف تل أبيب بعدوانية تجاههم واتجاه لبنان وسوريا وتعارض بعض الاتفاقات التي لا تخدم مصالحها السياسية، وعدم إطلاعها على تفاصيل اتفاق الهدنة مع الحوثيين أثار غضبها، الأمر الذي إنعكس توتراً بين الطرفين،
خيبة أمل ترامب من نتنياهو تتركز على عدم وفائه بوعوده واتخاذ قرارات حاسمة بملفات التطبيع مع الدول العربية، ورفضه دعم خطوات أمريكية سلمية ضد إيران، لذلك زيارة ترامب المرتقبة للشرق الأوسط لن تشمل إسرائيل، ما يعكس تراجع التنسيق بينهما إلى الدرجة صفر، والخلافات تعكس توتراً استراتيجياً بين واشنطن وتل أبيب، حيث ترى واشنطن أن استمرار مصالحها في المنطقة يتطلب تغييرات في الحكومة الإسرائيلية، بينما تحاول تل أبيب تأجيج التوترات لمنع واشنطن من المضي قدماً بدونها.
باختصار الخلاف بين الرجلين يتجلى في تباين في الاستراتيجيات الإقليمية، وفقدان الثقة، وغياب التنسيق في ملفات حيوية مثل إيران، وغزة، والتطبيع مع الدول العربية، هذه الأمور أدَّت إلى قطع الاتصال الذي سيؤثر إيجاباً على السياسات الأميركية في الشرق الأوسط وترامب يعتزم المضي قدماً في خطوات إقليمية دون انتظار أو تنسيق مع إسرائيل، ما يعني تحرك واشنطن بشكل مستقل في ملفات مثل وقف إطلاق النار في غزة أو التعامل مع الحوثيين، رغم عدم رضا تل أبيب.
تهميش إسرائيل هذا في صنع القرار الأمريكي يقلل من تأثير نتنياهو على السياسة الأميركية، ويعكس رغبة ترامب في فرض رؤيته الخاصة للشرق الأوسط بعيداً عن المساومات الإسرائيلية. في هذه الأحوال إن فقدان التنسيق بين الطرفين قد يؤدي إلى تنفيذ طروحات أميركية أحادية الجانب وفرضها كواقع، بالتالي قطع الاتصال مع نتنياهو يعكس أزمة ثقة وتبايناً في المصالح، ويجعل السياسات الأميركية أكثر انفرادية في المنطقة، مع احتمال تصاعد التوترات بين واشنطن وتل أبيب حول الملفات الحساسة، هذه المسألة دونها مخاطر ونتائج وخيمة على تل أبيب من قِبَل واشنطن، مثل إتخاذ إجراءآت بوقف الدعم العسكري حالياً، وتوقف أميركا عن الدفاع عن سمعتها السيئة عالمياً، وفرض عزلة دولية من حولها، وربما تكون هناك قَبَّة باط أميركية لتصعيد إقليمي ضدها من قِبَل إيران وحزب الله وحماس قد تؤدي إلى حرب إقليمية أوسع، وتؤثر داخلياً على المجتمع الإسرائيلي وعلى أمنهِ، أيضاً،، التوتر الحاصل بينهما هو عنصر قوة لإعداء إسرائيل وقد يؤثر على أمنها القومي وعلى التنسيق الأمني والأستراتيجي، ويؤثر على قدرة إسرائيل على مواجهة التهديدات الإقليمية في ظل ما تعانيه من اليمن.
تغيير أولويات واشنطن هذه الأيام سببها أن إدارة ترامب وجهت التركيز على إعادة بناء غزة بعد الحرب ودعم جهود السلام مع الفلسطينيين، بينما إسرائيل تعارض هذا التوجه، ما يزيد من الخلافات ويؤثر على الدعم الأمريكي المستقبلي لأمن إسرائيل.

صحافي وباحث سياسي لبناني.

قد يعجبك ايضا