“نتنياهو” بين نصر وهمي وتضحية بالأسرى.. لا صوت يعلو فوق طبول الحرب
تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
أزاح رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، في سلسلة من التصريحات الصادمة، الستار عن ملامح المرحلة المقبلة في العدوان على قطاع غزة، رافعًا راية “النصر المطلق” على حركة حماس، ولو على حساب أرواح الأسرى الصهاينة، ومستقبل أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون التهجير والموت والجوع والدمار.
رهان “نتنياهو”
“لن نوقف الحرب”… عبارة قالها “نتنياهو” بوضوح، مضيفًا أن حكومته قد توافق على وقف إطلاق نار مؤقت إذا أعادت فصائل المقاومة الفلسطينية عددًا من الأسرى، لكنها ستستأنف القتال بعد ذلك “حتى النهاية”.
هذا التصريح يكشف بجلاء حجم التراجع في أولويات “حكومة نتنياهو”، التي لم تعد ترى في ملف الأسرى قضية وطنية عاجلة، بل ورقة تفاوضية يمكن تجاوزها لتحقيق أهداف عسكرية أوسع.
ما يثير القلق لدى كثير من المستوطنين الصهاينة – فضلًا عن المجتمع الدولي – أن “نتنياهو” لم يطرح أي تصور جاد لتسوية سياسية أو إنسانية، بل بدا وكأنه يؤسس لعدوان طويل الأمد، تغلّب عليه منطق القوة على أي حسابات استراتيجية أو أخلاقية.
التهجير كخيار معلن
في خطوة لا تخلو من دلالات خطيرة، ألمح “نتنياهو” إلى قبول سيناريو التهجير الجماعي لسكان غزة، معترفًا بأن المشكلة تكمن في “عدم وجود دول تستقبلهم”، قبل أن يضيف: “ما أعرفه أن نحو 50% من أهل غزة سيخرجون”.
هذا التصريح يضع حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة اتهامات دولية متصاعدة بمحاولة فرض وقائع تهجير قسري، يعيد إلى الأذهان نكبة 1948 لكن هذه المرة بغطاء رسمي ومباشر.
معركة خارج الحسابات
تحمل تصريحات “نتنياهو” مؤشرات على أن المرحلة القادمة من العدوان ستكون أشد فتكًا، لكنها في الوقت ذاته تكشف مأزقًا داخليًا يتفاقم.. فتهم الفساد التي تلاحقه، والتظاهرات المتكررة ضده، والانقسامات السياسية العميقة، كلّها أسباب تدفعه للرهان على استمرار العدوان كوسيلة للهروب إلى الأمام.
غير أن هذا الرهان محفوف بالمخاطر، خاصة في ظل تعالي أصوات عائلات الأسرى المطالبة بصفقة تبادل تُنقذ أبناءهم، وارتفاع الكلفة السياسية والعسكرية لعدوان بات بلا سقف زمني، ولا هدف واضح سوى “تحقيق نصر” يبدو بعيد المنال.
العدوان مستمرة.. لكن بأي ثمن؟