برعاية أمريكية.. النظام السوري الجديد يفتح أبواب التطبيع مع إسرائيل على مصراعيه
تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن فتح إسرائيل لقنوات دبلوماسية هادئة مع الحكومة السورية الجديدة، وذلك في ظل تحول التحالفات الإقليمية والدعم الأمريكي المتغير.
وذكرت الصحيفة أن كبار المسؤولين في “الجيش الإسرائيلي” ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي قد عقدوا اجتماعات مع مسؤولين من الحكومة السورية في العاصمة الأذربيجانية باكو، مما يشير إلى مستوى متقدم من التواصل بين الطرفين.
وترى أوساط إسرائيلية رفيعة، وفقًا للتقرير، أن قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يمثل خطوة إيجابية نحو دمج سوريا في “اتفاقيات إبراهام”، وهي سلسلة من اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع عدة دول عربية بدعم من الولايات المتحدة.
ويُنظر إلى هذا التطور على أنه يعكس تحولًا في السياسة الإقليمية، حيث تسعى إسرائيل إلى توسيع دائرة علاقاتها وتطبيع الأوضاع مع دول عربية وإسلامية أخرى.
وفي سياق متصل، أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن إسرائيل حافظت على قنوات اتصال مع فصائل متمردة سورية خلال سنوات الحرب “الأهلية” التي شهدتها البلاد، وأن بعض هذه الفصائل كانت لها صلات بـ “الشرع”، في إشارة محتملة إلى تنظيمات القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من الفصائل التكفيرية.
كما كشف التقرير عن قيام إسرائيل بعلاج آلاف الجرحى التابعين للفصائل التكفيرية المقاتلة في سوريا في مستشفياتها خلال فترة النزاع، وهو ما يعكس دورًا إنسانيًا وسياسيًا لإسرائيل في الأزمة السورية.
بدوره أوضح وزير الخارجية السوري أن الجانب الأمريكي دعم الكثير من نقاط المسار الذي ننتهجه منذ سقوط النظام، وتم الاتفاق على تشكيل فرق تقنية وسنلتقي بعد أسبوع مع الجانب الأمريكي.
وقال إن: “الجانب الأمريكي أكد أن سوريا دولة فاعلة لا هامشية وأمنها مهم لأمن واستقرار العالم”.. مضيفا: “نريد رؤية سوريا وقد تمت فيها إعادة الإعمار قبل نهاية ولاية ترمب وعاد إليها جميع السوريين”.
وأشار إلى أنه ومنذ 8 ديسمبر بدأت حكومته تطبيع العلاقات مع جميع الدول العربية والأجنبية ومع الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى وجود مصالح تحكم العالم ونحن ننطلق في هذا الشأن من مصالح شعبنا.
وأكد وزير الخارجية السوري أن سوريا سيكون لها مستقبل مشرق وستنافس في المنطقة بعد إزالة العقوبات الأمريكية.
من جهته، سلط المحلل السياسي في “يديعوت أحرونوت”، إيتمار إيخنر، الضوء على بروز شخصيتين إقليميتين مؤثرتين في المشهد الحالي للشرق الأوسط، وهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويرى إيخنر أن هذين الزعيمين، جنبًا إلى جنب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يلعبون دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل المنطقة، سواء فيما يتعلق بتطبيع وضع أحمد الشرع (الجولاني) في سوريا أو في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
وفي تحليله، لفت إيخنر إلى أن إسرائيل تبدو حاليًا على الهامش في هذه التطورات الإقليمية الكبرى، حيث تنشغل بأزمات سياسية داخلية معقدة وبإدارة ائتلاف حكومي يواجه تحديات متزايدة.
بالإضافة إلى ذلك، تستمر حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي يزداد الجدل الداخلي في إسرائيل حول جدواها، مع ارتفاع الأصوات المطالبة بإنهاء المجازر الوحشية بحق الفلسطينيين.
وفي ختام تحليله، طرح إيخنر تساؤلًا حول ما إذا كان الرئيس ترامب قد تخلى عن إسرائيل وتركها تواجه مصيرها بمفردها في ظل هذه التحولات الإقليمية.
وخلص إلى أن الإجابة على هذا السؤال معقدة ومتعددة الأوجه، مما يفتح الباب لمزيد من التساؤلات حول مستقبل دور إسرائيل في المنطقة في ظل هذه الديناميكيات الجديدة.