صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية//
أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في كلمة متلفزة مساء الخميس، أن قطاع غزة يشهد تصعيداً دموياً هو الأكبر منذ أكثر من 19 شهراً، في ظل عدوان إسرائيلي متواصل يستهدف النازحين والآمنين بالقنابل الأمريكية، وسط حالة انهيار في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الإحصائية الأكبر.. والأعداد تحت الأنقاض
وقال السيد عبدالملك الحوثي: إن إحصائية هذا الأسبوع تُعد الأكبر منذ عام ونصف عام تقريباً، مشيراً إلى أن أعداداً من الشهداء لا يزالون تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي الطرقات، حيث تعجز الطواقم الطبية والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف الكثيف.
استهداف متعمّد للنازحين وخيام الإيواء
وأوضح أن العدو الإسرائيلي يركز هجماته على النازحين، مستخدماً قنابل أمريكية حارقة ضد خيامهم، في سياسة وصفها بأنها “جريمة حرب مكتملة الأركان”.
وأشار إلى أن الاحتلال يواصل الضغط باتجاه التهجير القسري من شمال القطاع، ما يزيد من معاناة المدنيين، خاصة كبار السن والأطفال.
واتهم السيد عبدالملك، قوات الاحتلال باتباع سياسة “الأرض المحروقة” لتأمين تقدمه، قائلاً: “العدو يهلك الحرث والنسل، ويجرف كل ما أمامه، فقط ليتمكن من التقدم بضعة أمتار في بعض الجهات، لكنه لا يصمد طويلاً أمام صمود المجاهدين”.
المقاومة تلقن العدو الهزائم
وأشار إلى أن عناصر المقاومة الفلسطينية يفاجئون قوات الاحتلال بظهورهم المفاجئ من الأنفاق أو من تحت الأنقاض، مما يدفع الجنود “الإسرائيليين” إلى الهروب والانهيار.
وقال: “ما يحصل لجيش العدو الإسرائيلي يدل على الفاعلية العالية لأداء إخوتنا المجاهدين وما منحهم الله من عون وتأييد”.
وأوضح أن هناك عمليات مشتركة بين القسام وسرايا القدس، خاصة في شرق غزة، أظهرت تنسيقاً عالياً بين فصائل المقاومة، مؤكداً أن “العدو بات يعترف بضعفه أمام هذه الفاعلية، حتى أن وزير الحرب الإسرائيلي غالانت وصف استمرار سيطرة حماس بعد 591 يوماً من القتال بأنه فشل ذريع”.
ونوّه إلى أن كتائب القسام تنفذ عمليات دقيقة وكمائن نوعية في خان يونس ومدينة غزة، حالت دون تموضع دائم للقوات الإسرائيلية.
كما أشار إلى تصدي سرايا القدس لمحاولة توغل صهيونية في خزاعة شرق خان يونس، وتفجير حقلين من العبوات البرميلية برتل عسكري.
جيش منهار نفسياً
وتطرق السيد عبدالملك الحوثي، إلى الوضع النفسي المتدهور داخل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ناقلاً عن ضباط صهاينة قولهم إن التدقيق في الوضع النفسي للمجندين قد يُفرغ الجيش من الجنود.
وأضاف: “العديد من جنود الاحتلال مصابون بأمراض نفسية حادة، وهذه نتيجة طبيعية للانهزام المتكرر أمام رجال المقاومة”.
جبهة اليمن.. عمليات نوعية تؤرق العدو
وقال السيد عبدالملك الحوثي إن جبهة الإسناد اليمنية نفذت هذا الأسبوع عمليات مهمة بـ8 صواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيّرة، استهدفت مواقع استراتيجية في عمق الأراضي المحتلة، منها 3 صواريخ باتجاه مطار اللد “بن غوريون”، مؤكداً أن صفارات الإنذار دوّت في معظم المدن والبلدات الإسرائيلية.
غارات الاحتلال فشلت في ردع اليمن
وأكد أن الغارات الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت موانئ الحديدة بـ22 غارة لم تُفلح في وقف العمليات اليمنية.
وقال إن تصريحات قادة العدو تكشف عجزهم عن التأثير على الموقف اليمني أو ردعه، مشيراً إلى أن الملايين من المستوطنين فروا إلى الملاجئ مع كل عملية تُنفذ من اليمن.
تواطؤ عربي وتخاذل رسمي
واستنكر السيد عبدالملك الحوثي، مشاركة دول عربية، بينها المغرب، في تدريبات جوية مع العدو الإسرائيلي، معتبراً ذلك “سقوطاً أخلاقياً وخيانة للمظلومية الفلسطينية”، كما كشف عن استمرار سفن عربية وإسلامية في تزويد كيان الاحتلال الإسرائيلي بالبضائع عبر البحر الأبيض المتوسط، واصفاً الأمر بأنه “مؤلم ومخزٍ”.
وانتقد بشدة حالة الصمت والتقاعس في العالم العربي، معتبراً ذلك نتيجة “نقص كبير في الوعي وتراجع عظيم في القيم”، داعياً إلى تحرك شعبي واسع في العواصم العربية والإسلامية، قائلاً: “نتمنى أن نرى مظاهرات بمستوى ما يحصل في بعض البلدان الغربية”.
الدعم الأوروبي لا يرقى إلى مستوى الجريمة
وفي الشأن الدولي، أكد السيد عبدالملك الحوثي أن بعض المواقف الأوروبية جاءت “فوق المعتاد”، لكنها لا ترقى إلى مستوى الجرائم المرتكبة في غزة، مطالباً بوقف تسليح “إسرائيل” وفرض عقوبات حقيقية وقطع العلاقات الاقتصادية معها.. وعلّق بالقول: “لا يكفي الاستنكار والتنديد.. المطلوب هو الفعل”.
حادثة السفارة وتضخيم إعلامي مريب
وسخر السيد عبدالملك الحوثي من التهويل الأمريكي لحادثة مقتل عنصرين من موظفي السفارة “الإسرائيلية” في واشنطن، قائلاً إن الولايات المتحدة تحاول توظيف الحادثة لصرف الأنظار عن الإبادة الجماعية في غزة.
ترومان الأمريكية تغادر تحت عنوان الفشل