المصدر الأول لاخبار اليمن

السيد عبدالملك الحوثي: لا تهاون مع من يخرق الحظر البحري.. وعملياتنا مستمرة حتى كسر العدوان على غزة

صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية//

شنّ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، هجومًا لاذعًا على المجتمع الدولي، متهمًا إياه بالسكوت عن أبشع جريمة في تاريخ البشرية المعاصر، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرًا من أن هذا الجيل سيشهد أكبر فضيحة تاريخية لانهيار الضمير الإنساني.

وقال السيد عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة، إن “المجتمع البشري يشاهد اليوم أكثر من مليون إنسان من أطفال ونساء ومرضى يتعرضون للإبادة الجماعية والتجويع والعطش على أيدي الصهاينة، وسط صمت عالمي مخزٍ”.

فضيحة العصر.. الغرب راعٍ للإبادة

واتهم السيد عبدالملك الحوثي الولايات المتحدة والغرب بتوفير كل أدوات القتل والمجازر للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن “الطاغية الأمريكي شريك كامل في العدوان، رغم ادعائه زعامة العالم الحر”.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم “التجويع ومصائد الموت” كسلاح للإبادة، مضيفًا أن “سعر الطحين في غزة أصبح أعلى بثلاثة آلاف مرة من قيمته، وهو بالأصل ممنوع من الدخول”.

وكشف الحوثي أن الأسبوع الجاري وحده شهد استشهاد وإصابة أكثر من 3700 فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، مع استمرار العدو في تدمير المنازل وتهجير السكان قسرًا بهدف خلق “بيئة معدومة صحياً”.

مخططات خبيثة.. “الإمارات التسع”

وتوقف السيد عبدالملك الحوثي عند مخطط إسرائيلي جديد يحمل عنوان “الإمارات التسع”، ويهدف إلى خلق عملاء فلسطينيين لتنفيذ مشاريع التهجير والتقسيم، محذرًا من خطورة هذا المشروع، لكنه عبّر عن ثقته بفشله.

وفي السياق ذاته، اتهم السيد عبدالملك الحوثي الاحتلال بمواصلة الجرائم اليومية في الضفة الغربية، من قتل واعتقالات وتجريف أراضٍ وبناء مستوطنات، إلى جانب انتهاك حرمة المسجد الأقصى وتهويد القدس وهدم منازل الفلسطينيين.

صمود غزة وإبداع المقاومة

أشاد السيد عبدالملك الحوثي بالعمليات الجهادية التي تنفذها الفصائل الفلسطينية في غزة، واصفًا إياها بأنها مظهرٌ للثبات والروح المعنوية العالية، رغم خذلان العالم.

وأبرز عمليات كتائب القسام خلال الأسبوع، حيث نفذت 16 عملية نوعية، بينها 10 هجمات استهدفت آليات الاحتلال و5 عمليات قصف وكمين بيت حانون، الذي وصفه بـ”ذروة الإبداع القتالي المقاوم”.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي “فشل في تحقيق أهدافه رغم امتلاكه أحدث التقنيات والدعم الأمريكي غير المحدود”، مشيرًا إلى أن جنود الاحتلال الإسرائيلي “يرتكبون الجرائم ضد المدنيين بوحشية، لكنهم يظهرون الرعب والخوف عند مواجهة المجاهدين”.

ساحات الاشتباك تمتد إلى لبنان وسوريا

وفي لبنان، حذر السيد الحوثي من محاولات الاحتلال فرض معادلات جديدة عبر التصعيد العسكري، مشيدًا بالموقف الرسمي اللبناني الرافض لهذه الضغوط.

وقال إن “سلاح المقاومة هو الحامي الحقيقي للبنان، ورفض الإملاءات الصهيونية ضرورة وطنية وقومية”.

وفي الملف السوري، أشار إلى تصاعد الاعتداءات “الإسرائيلية”، والتي وصلت مؤخرًا إلى مناطق قريبة من العاصمة دمشق، مؤكدًا أن ذلك يكشف زيف مشاريع “التطبيع” العربي مع الاحتلال.

تواصل الإسناد العسكري اليمني

وفي ما يخص الجبهة اليمنية، أكد السيد عبدالملك الحوثي أن العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي مستمرة وبزخم متصاعد، حيث نفذت القوات اليمنية خلال الأسبوع الماضي 45 عملية متنوعة، شملت إطلاق صواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيرة وهجمات بحرية.

وأشار إلى أن العمليات استهدفت عمق الكيان الإسرائيلي من يافا المحتلة “تل أبيب” وعسقلان وأسدود إلى أم الرشراش “إيلات”، ما أدى إلى تعليق مؤقت للرحلات الجوية في مطار اللد “بن غوريون”، وهروب آلاف المستوطنين إلى الملاجئ.

وأوضح أن بعض شركات النقل البحري خالفت قرار الحظر على ميناء أم الرشراش “إيلات”، لكنها تلقت ردًا حازمًا من خلال عمليات إغراق سفينتين في البحر الأحمر، محذرًا جميع شركات الشحن من مغبة التعاون مع الكيان الإسرائيلي.

موقف لا يتزحزح رغم الاستهداف

ورغم الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة، أكد السيد عبدالملك الحوثي أن موقف اليمن في إسناد غزة سيظل ثابتًا، معتبرًا أن هذا الموقف ديني وأخلاقي وإنساني، ومشدداً على الاستعداد لمزيد من التضحيات مهما بلغت التحديات.

وأضاف أن “كل تضحيات الشعب اليمني هي في سبيل الله، ولن تذهب سُدى”، متعهداً بمواصلة المعركة حتى تحقيق النصر ورفع الحصار عن غزة.

العزة مقابل الرعب

وختم السيد عبدالملك الحوثي كلمته بالإشادة بالزخم الشعبي اليمني، قائلاً إن “خروج الشعب اليمني في مسيرات يوم الجمعة، التي بلغت الأسبوع الماضي 1239 مسيرة ووقفة، يعكس عظمة الموقف اليمني”.

وأشار إلى المفارقة بين الخروج الطوعي لشعبنا في مسيرات العزة والكرامة والخروج المذعور للصهاينة إلى الملاجئ عند إطلاق الصواريخ اليمنية.

وأكد أن اليمن يمثل رقمًا صعبًا في معادلة الصراع، مضيفًا أن صمود الشعب اليمني شعبياً وعسكرياً يضعه في كفة وحده أمام بقية شعوب العالم.

قد يعجبك ايضا