دمشق/وكالة الصحافة اليمنية//
في ظل تنامي ظاهرة الانفلات الأمني وانتشار العصابات المنظمة في العاصمة السورية دمشق، شهد حي المالكي، أحد أكثر الأحياء رقياً وتحصيناً أمنياً، جريمة مروعة هزت الرأي العام المحلي، بعد قيام عصابة مسلّحة باقتحام منزل عائلة التاجي، المالكة لمعمل “أسيل” الشهير في قطاع النسيج.
وأسفرت الجريمة التي وقعت مساء الخميس الماضي، عن مقتل الدكتورة أمل البستاني، والدة السيدة أسيل التاجي صاحبة معمل “أسيل”، بالإضافة إلى مقتل خادمة المنزل، وذلك بعد تعرّضهما لإطلاق نار مباشر خلال عملية اقتحام عنيفة نفذها مسلحون مجهولون، وفق ما أكده “المرصد الديمقراطي السوري”.
وأوضح المرصد أن العصابة قامت بنهب كامل محتويات المنزل، بما في ذلك خزانة الأموال، قبل أن تلوذ بالفرار من المكان الواقع في قلب حي المالكي، المعروف بكونه مقراً للسفارات وكبار الشخصيات السياسية والاقتصادية.
وتُعدّ الدكتورة أمل البستاني من الشخصيات النسائية الدمشقية المعروفة بالأعمال الثقافية والمساهمات الخيرية، حيث ساهمت مع زوجها الراحل رياض التاجي في تأسيس معمل “أسيل” العالمي لصناعة النسيج قبل أن تسلّم إدارته لابنتهما أسيل التاجي، التي تُعد اليوم من أبرز الصناعيين السوريين في قطاع النسيج.
كما كانت الراحلة ناشطة بارزة في العمل الإنساني والاجتماعي داخل دمشق.
ظاهرة متصاعدة
وفي سياق متصل، حذّر “مرصد الساحل السوري لحقوق الإنسان” من تزايد حالات استهداف رجال الأعمال في دمشق ومناطق أخرى من البلاد، مؤكداً أن الحادثة الأخيرة ليست سوى حلقة في سلسلة متصاعدة من جرائم الابتزاز والخطف.
وكشف المرصد أن رجل الأعمال الدمشقي المعروف هاشم أنور العقاد، المختطف منذ أكثر من أربعة أشهر، لا يزال مجهول المصير، رغم دفع أسرته فدية مالية ضخمة قُدرت بنحو 5 ملايين دولار أميركي، في محاولة فاشلة للإفراج عنه.
كما رُصدت خلال الفترة الماضية واقعة اختطاف أخرى طالت رجل الأعمال يوسف حسن الأصفر في مدينة حماة، في مؤشر مقلق على تفشي ظاهرة الخطف المنظّم التي تستهدف الأثرياء بهدف الابتزاز المالي.
تساؤلات عن دور الأجهزة الأمنية
وأثارت هذه الجرائم تساؤلات واسعة في أوساط الشارع السوري حول فعالية الأجهزة الأمنية، لا سيما أن بعضها وقع في مناطق شديدة التحصين وتخضع لرقابة أمنية مكثفة.
كما أبدى ناشطون مخاوف من وجود تواطؤ أو غضّ طرف من جهات نافذة تجاه هذه العصابات، خصوصاً في ظل غياب محاسبة حقيقية للمجرمين وتكرار مثل هذه الحوادث دون الكشف عن منفذيها.
رسالة تهديد ضمنية؟