أثبتت معارك غزة أنها أكثر من مجرد ساحة قتال عادية، حيث تحولت إلى آلة استنزاف منهجية لقدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يواجه واحدة من أخطر أزماته التاريخية على صعيد القوى البشرية .
ووفق تقرير حديث لمعهد دراسات الأمن القومي في كيان الاحتلال فأن جيش الاحتلال يواجه “واحدة من أخطر أزمات القوى البشرية في تاريخه” وهو بحاجة ماسة إلى عشرات الآلاف من الجنود الجدد لتعويض النقص الحاد في ظل الاستنزاف المستمر والقتال على جبهات متعددة .
وحسب المعهد فأن نتائج الاستطلاع بشأن التجنيد، أشارت إلى أن 71 بالمئة من المستوطنين، يعتقدون أن إعفاء معظم (الحريديم) من الخدمة سيلحق ضررًا بدوافع الخدمة، و42 بالمئة من المستوطنين يعتقدون أن إعفاء (الحريديم) سيؤثر على تشجيع أبنائهم للخدمة .
وحسب تقارير الاعلام العبري فان إجمالي الخسائر منذ أكتوبر 2023:
– 890 جندياً قتيلاً
– 10,000 جندي مصاب
– 44 حالة انتحار في صفوف الجنود بسبب الصدمات النفسية
خسائر عام 2025
– 50 قتيلاً و118 جريحاً منذ بداية العام حتى 8 يوليو
– 20 قتيلاً في يونيو وحده، مما جعله أكثر شهر دموية في 2025
– 15 حالة انتحار منذ بداية 2025 (بعد 21 حالة في 2024)
خسائر العمليات الأخيرة:
– كمين بيت حانون: مقتل 5 جنود وإصابة 14
– عملية خان يونس في 24 يونيو: مقتل 15 جندياً
– عملية ناقلة الجند: مقتل ضابط و6 جنود
هذه الأرقام الرسمية المعلنة من قبل الجيش “الإسرائيلي” نفسه قد تكون أقل من الواقع، حيث تؤكد المقاومة الفلسطينية أن الخسائر الفعلية أعلى بكثير .
وتكشف الأزمة الحالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن مفارقة تاريخية، حيث أن أحد أكثر الجيوش تطوراً من الناحية التكنولوجية في المنطقة يعاني من أزمة وجودية في قوته البشرية الأساسية.
ويبدو أن المقاومة الفلسطينية في غزة نجحت ليس فقط في إحداث خسائر مادية في صفوف الجيش الإسرائيلي، بل أيضاً في زعزعة الثقة في المنظومة العسكرية ككل، وهو انتصار استراتيجي قد تكون تداعياته أعمق وأبعد مدى من أي انتصار تكتيكي على الأرض .