خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
منذ سقوط نظام الأسد في سوريا وسيطرة الجماعات المسلحة على الحكم في ديسمبر 2024، لم يتغير شيء في السياسية الإسرائيلية العدوانية تجاه دمشق، بل زادت وتيرة العدوان والاحتلال، ما يؤكد أن “إسرائيل” لا تعترف بأي حكومة عربية، حتى تلك التي تعلن استعدادها للتعاون معها، ولا تقيم وزنًا لأي كيان وإن جنّد نفسه لخدمتها.
ورغم تدمير “إسرائيل” لمقدرات الجيش السوري في العملية التي أطلقت عليها “باشان” واحتلال أجزاء واسعة من الاراضي السورية عقب سقوط نظام الأسد، أعلن رئيس السلطة السورية الجديدة أحمد الشرع( الجولاني)، بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام” على الحكم، أن سوريا “ليست بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل” باعثًا بذلك رسالة سلام إلى تل أبيب، غير أن “إسرائيل” لم تعر هذه الرسالة أي اهتمام، وزادت من وتيرة هجماتها وتدمير ما تبقى من قوة عسكرية لسوريا، في سعي لفرض معادلة الاستباحة بغطاء أميركي وتطبيق لمعادلة عدم “التعامل مع أي حكومة عربية إلا من منطق القوة والمصالح، حتى وإن أعلنت استعدادها للخضوع والاستسلام.
التطبيع ليس هدفا
وفق تقرير نشرته قناة الجزيرة في الـ 13 من مايو الماضي، يرى الباحث في معهد كارنيغي للدراسات مهند الحاج علي، أنه خلافا لما يتم تداوله في وسائل الإعلام حول سعي “تل أبيب” لتوسيع “الاتفاقيات الإبراهيمية” (اتفاقيات التطبيع) في المنطقة، فإن “التطبيع” مع سوريا ليس هدفًا لـ “إسرائيل”، التي تنطلق في تعاملها مع الوضع السوري الجديد من مقاربة أمنية بحتة.
هذه المقاربة تبدو أكثر واقعية من الخطابات الدبلوماسية؛ فرغم كل التصريحات الإيجابية تجاه الاحتلال الإسرائيلي التي أطلقها أحمد الشرع منذ سيطرته على الحكم عن عدم الرغبة في الدخول بحرب مع “إسرائيل” واصل الاحتلال عدوانه على سوريا بلا توقف.
كما ورفضت حكومة بنيامين نتنياهو الانسحاب من الأراضي التي أحتلتها قواته عقب سيطرة هيئة تحرير الشام على دمشق، وعززت وجودها الاحتلالي في تلك المناطق، ما أكد أن حربها الشعواء التي أطلقتها على سوريا لم تكن رد فعل أمني كما تدعي، بل حرب ممنهجة لتدمير أي أمل في قيام دولة موحدة في سوريا حتى إن كانت هذه الدولة خاضعة لتوجيهات “إسرائيل”.
رؤية “إسرائيل” لسوريا الجديدة
منذ سقوط نظام الأسد كانت رؤية “إسرائيل” بخصوص سوريا الجديدة واضحة، فهي لم تنظر إلى سوريا كدولة ذات سيادة، بل كساحة لتنفيذ مشروعها التوسعي والأمني الذي يشمل السيطرة على المنطقة كلها، يكون فيه الجنوب السوري خطوة أولى، فيما تسير تدريجيًا إلى مناطق نفوذها، وتفتيت ما تبقى من الدولة إلى كيانات طائفية وإثنية ضعيفة متناحرة لا تمثل أي تهديد لـ “إسرائيل” في الوقت الراهن والمستقبل القريب.
ورغم العدائية المفرطة من قِبل “إسرائيل ” تجاه سوريا ورؤيتها التدميرية ظلت حكومة الشرع تنشد ود “تل أبيب” وتقدم التنازلات تلو التنازلات وصولًا الى موافقتها على الدخول في اتفاقيات أمنية مع “إسرائيل” وإبدأ الاستعداد للتطبيع الشامل، والموافقة على أن تكون أداة لتنفيذ المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة، والقضاء على ما تبقى من محور المقاومة، وهو ما ظهر واضحًا من خلال موقفها تجاه حزب الله.
كل هذا لم يغير موقف “إسرائيل ” تجاه سوريا؛ فما أن بدأت حكومة الشرع هذا الأسبوع في التحرك في السويداء، وما صاحب هذا التحرك من انتهاكات بحق الأهالي من الطائفة الدرزية، والتي عزتها دمشق إلى عناصر خارجة عن القانون، حتى سارعت حكومة نتنياهو لاستغلال الفوضى، فانطلقت طائرات الاحتلال لمهاجمة القوات السورية واستهداف وزارة الدفاع في دمشق، متوعدة الحكومة السورية الجديدة بدفع ثمن باهض إذا لم تنسحب من السويداء، وهذا ما أكده وزير الحرب “الإسرائيلي” يسرائيل كاتس، في تصريحاته اليوم.
حقيقة حماية الدروز