تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
في خطوة تُوصف بأنها ضربة قاصمة للاقتصاد الإسرائيلي وتُعتبر انتصاراً استراتيجياً لليمنيين الذين نجحوا في تعطيل ميناء أم الرشراش عبر عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر، حيث أعلن الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي عن إغلاق الميناء الاستراتيجي بشكل نهائي ابتداءً من الأسبوع المقبل بسبب تراكم الديون ورفض الحكومة تقديم دعم مالي كافٍ يقدر بـ15 مليون شيكل فقط.
كما وصف المسؤول الإسرائيلي نجاح اليمن في شل حركة الميناء بأنه “إنجاز دولي هائل” لم يحققه أي من أعداء إسرائيل سابقاً.
وفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، فإن إغلاق ميناء إيلات يأتي نتيجة مباشرة لهجمات قوات حكومة صنعاء على السفن المتجهة إلى الميناء، مما أدى إلى شل حركته بالكامل منذ نوفمبر 2023، وهو ما يُترجم النجاح الكامل لـ”جبهة الإسناد” التي أعلنتها صنعاء نهاية العام الماضي لدعم المقاومة الفلسطينية وقطع الإمدادات عن إسرائيل.
ويحمل إغلاق الميناء تبعات كارثية على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث يُعتبر إيلات البوابة الوحيدة لإسرائيل مع شرق أفريقيا وآسيا، وسيؤدي توقفه إلى شل 50% من تجارة السيارات في إسرائيل، وتعطيل حركة مليوني و100 ألف طن من البضائع سنوياً، بالإضافة إلى توقف تصدير 50 ألف حاوية بقيمة 6 مليارات دولار على أقل تقدير.
كما سيفقد الكيان الإسرائيلي إيرادات تصدير الفوسفات والبوتاس، حيث لا تملك موانئ أخرى قادرة على تصدير هذه المواد، مما يعني خسارة صافية تقدر بـ4.1 مليار دولار سنوياً.
ومن التداعيات الخطيرة أيضاً إغلاق ورشة صيانة السفن في الميناء، ما يحرم إسرائيل من عائداتها بملايين الدولارات، بالإضافة إلى توقف ثلاث خطوط ملاحية مباشرة بين ميناء إيلات وميناء جبل علي في الإمارات، وارتفاع تكاليف الشحنات القادمة من آسيا وشرق أفريقيا بنسبة تتجاوز 25%.
كما سيؤدي الإغلاق إلى تسريح مئات العاملين في الميناء، مما يزيد الأزمات المعيشية للمستوطنين، ويهدد بإغلاق المنطقة الحرة في إيلات، ما يحرم إسرائيل من مليارات الدولارات ويُعرّض 45 ألف عامل وعائلاتهم لفقدان مصدر دخلهم.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل ستخسر 15% من دخلها من الثروة السمكية بسبب هذا الإغلاق، بالإضافة إلى تأثيرات غير مباشرة على قطاعات النفط والسياحة والبناء.
وقد كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية أن الميناء مغلق فعلياً منذ 19 شهراً بسبب التهديدات اليمنية، بينما قامت بلدية إيلات بالحجز على الحسابات البنكية للميناء بعد تراكم الديون وعدم سداد ضريبة الأملاك.
ونقلت صحيفة “كالكاليست” العبرية عن إدارة الميناء تذمرها من إهمال الحكومة، قائلة: “الدولة ترمينا كالكلاب، هذا أمر فظيع، إنه انتصار للحوثيين في الحرب ضد إيلات واقتصاد إسرائيل”، فيما أشارت إلى أن الهيئة الوطنية للطوارئ حذرت من أن الإغلاق سيعطل خط أنابيب آسيا-أوروبا الذي ينقل النفط من إيلات إلى عسقلان، ويُعيق تصدير البوتاس من مصانع البحر الميت، كما سيوقف الدعم لسلاح البحرية الإسرائيلي في البحر الأحمر.
يُذكر أن ميناء إيلات لم يشهد أي حركة فعلية منذ نوفمبر 2023 بسبب التهديدات اليمنية، ما تسبب بتراجع إيراداته بنسبة 80%، ورغم الدعم الحكومي المحدود بـ15 مليون شيكل، إلا أن إدارة الميناء اعتبرته غير كافٍ، مؤكدة أن الإغلاق هو اعتراف ضمني بنجاح اليمنيين في تحقيق ما لم تحققه أي قوة معادية لإسرائيل من قبل، مما يضعف مكانة الكيان العسكرية والاقتصادية ويعزز موقف المقاومة في المنطقة.