غزة/وكالة الصحافة ليمنية//
كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن حصيلة مروعة لضحايا ما بات يُعرف بـ”مصائد الموت”، في إشارة إلى المواقع التي يستهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء تجمع المدنيين للحصول على المساعدات الإنسانية، لا سيما شمال قطاع غزة.
ووفق الإحصائية الصادرة، بلغ العدد الإجمالي للضحايا منذ 27 مايو 2025 وحتى اليوم، 995 شهيدًا و6,011 جريحًا، إضافة إلى 45 مفقودًا، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن الذين توافدوا نحو نقاط توزيع الإغاثة في محاولة يائسة للحصول على الطعام.
في السياق ذاته، أفاد مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن المستشفيات استقبلت منذ فجر اليوم فقط 86 شهيدًا، بينهم 76 من شمال القطاع، فضلًا عن أكثر من 150 إصابة، بينها حالات حرجة للغاية، وسط ظروف طبية كارثية ونقص حاد في المستلزمات العلاجية.
وتأتي هذه الجرائم ضمن سلسلة من الانتهاكات المستمرة التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر، حيث يتم استهداف الطوابير الطويلة للمواطنين الذين ينتظرون لساعات من أجل الحصول على كميات محدودة من الغذاء أو المياه، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
دعوات للتحقيق الدولي
وأثارت الحصيلة المتصاعدة موجة تنديد واسعة في الأوساط الحقوقية والإغاثية، وسط مطالبات بإجراء تحقيق دولي عاجل في هذه “المجازر الممنهجة”، التي تُرتكب في ظل صمت دولي مريب وعجز أممي عن توفير ممرات إنسانية آمنة لتوزيع المساعدات.
من جهته، اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي أن استمرار استهداف المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات “يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان”، داعيًا المجتمع الدولي، ومؤسسات حقوق الإنسان، إلى التحرك الفوري لحماية السكان المدنيين وتجريم قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
كارثة إنسانية تتجاوز حدود الصمت
تتزامن هذه التطورات الدامية مع انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في القطاع، وارتفاع معدلات المجاعة، خصوصًا في شمال غزة، حيث يعيش مئات آلاف المواطنين على فتات المساعدات أو الأعشاب البرية، في ظل حصار مطبق ومنع دخول الغذاء والدواء.
ويُحذر أطباء في غزة من أن استمرار هذا النمط من الاستهداف سيؤدي إلى مضاعفة أعداد القتلى خلال الأيام القادمة، في غياب أي تدخل جاد لوقف العدوان، وتأمين عمليات الإغاثة العاجلة.