المصدر الأول لاخبار اليمن

مؤتمر حل الدولتين: تسوية للقضية الفلسطينية أم تصفية للمقاومة

خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

في الوقت الذي كان من المنتظر أن تلعب فيه السعودية دورًا حاسمًا في الضغط لوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي في غزة سواء من خلال نفوذها في العالم الإسلامي، أو باستخدام أوراقها الاقتصادية والسياسية مع الحلفاء الدوليين ، سلكت السعودية مساراً مختلفاً تماماً عبر توجهها لعقد مؤتمر ما يسمى بحل الدولتين ، متجاهلة المجازر والكارثة الإنسانية في غزة ، وهو ما أثار العديد من الاسئلة حول دوافع السعودية من عقد هذا المؤتمر في هذا التوقيت .

 

الحقيقة أن ما يسمى المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين الذي استضافته نيويورك برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، وشاركت فيه دول اعربية يخفي في جوهرة  أجندة خطيرة تهدف إلى تصفية المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، عبر الضغط لنزع سلاحها ، بدعوى دعم إقامة دولة فلسطينية  وتسوية القضية الفلسطينية  ، وما يؤكد ذلك أن المؤتمر أظهر تناقضاً واضحاً بين خطاب يدعي السعي للسلام عبر ما يسمى حل الدولتين وممارسات تهدف الى تفكيك المقاومة الفلسطينية لصالح التسوية الامنية ” الاسرائيلية ” حيث طالب الاعلان الصادر عن المؤتمر بصراحة بإزاحة حركة حماس عن المشهد السياسي وتسليم أسلحتها لما يسمى بالسلطة الفلسطينية ، التي هي في الحقيقة غير موجودة  وليس لها أي سيادة على الضفة الغربية التي تتجه “إسرائيل ” لفرض سيادتها عليها ، وهو ما يجعل من الحديث عن حل الدولتين مجرد وهم تسوقه السعودية لاستهداف المقاومة الفلسطينية وتحقيق أهداف “إسرائيل ” المتمثل في نزع سلاح حماس وتلبيسه بدعاوى تحت عنوان دعم فلسطين والاعتراف بها .

 

الحقيقة ان ما خرج به المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين من مطالبة  بنزع سلاح حركة “حماس” – خاصة في هذا التوقيت الذي تشهد فيه غزة واحدة من أعنف الهجمات في تاريخها – لا يمكن تفسيرها سوى باعتبارها خيانة للشعب الفلسطيني ومقاومته. فبدلاً من دعم صمود المقاومة وتوفير الحماية الدولية للشعب الواقع تحت القصف، تأتي الدعوات ومن دول عربية مثل ” السعودية ”  لتجريده من وسيلة دفاعه الوحيدة، في تماهٍ واضح مع المصالح  “الإسرائيلية ” .

 

ما حدث في نيويورك لم يكن مجرد مؤتمر، بل كان مؤشرًا خطيرًا على تحول في الأولويات، وانحراف عن المسار الأخلاقي والسياسي المطلوب تجاه فلسطين ، وتجاهل للمجازر ، وتآمر على المقاومة، وتسويق مبادرات وهمية  لا تخدم سوى الاحتلال “الاسرائيلي” .

قد يعجبك ايضا