السيد عبدالملك الحوثي: الاحتلال دمّر 90% من غزة.. ويجرّ المنطقة إلى “معادلة الاستباحة”

أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمة متلفزة مساء اليوم الخميس، أنّ العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 703 أيام يمثل “جريمة القرن” الماثلة للعيان، حيث ارتقى خلالها أكثر من 20 ألف طفل و12 ألفًا و500 امرأة شهيدة، وسط صمت دولي مخزٍ وتواطؤ أمريكي معلن.

وأشار إلى أنّ الاحتلال يمارس الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بكل الوسائل، من القصف والتدمير والتجويع والتعطيش، وصولًا إلى تهجير مئات الآلاف قسرًا وحشرهم في مناطق ضيقة تُعلن زورًا “آمنة” قبل أن تُستهدف من جديد.

وأضاف: “العدو دمر 90% من العمران في القطاع ويسعى إلى محو معالم الحياة، مستخدمًا القنابل الأمريكية والجرافات والتجريف، ومستهدفًا الأبراج والمساجد والمستشفيات ومؤسسات التعليم”.

وشدد السيد الحوثي على أن جريمة التجويع التي يشهد بها العالم أجمع هي أبشع صور الإبادة، حيث يُترك أكثر من مليوني إنسان، معظمهم من الأطفال، للموت البطيء، في مشهد لا مثيل له في المعمورة.

وعن التطورات الإقليمية، أوضح أن العدوان الإسرائيلي على قطر، باستهدافه مقر حركة حماس في الدوحة، يعكس توسع “معادلة الاستباحة” لتشمل دول الخليج والعالم العربي بأسره، معتبرًا أن ذلك الاعتداء المزدوج “ضرب للسيادة القطرية واستهداف للعملية التفاوضية”، وهو ما لم يكن ليحدث لولا الغطاء الأمريكي الكامل.

وانتقد الحوثي اقتصار المواقف العربية والإسلامية على بيانات الشجب، معتبرًا إياها “استراتيجية غباء مفرط” تزيد من شهية الاحتلال في التوسع. وقال: “لا دولة من دول التطبيع قطعت علاقتها بالكيان رغم مجازره، والعدو وداعموه يعرفون أن السقف لا يتجاوز الورق”.

وفي ما يخص الضفة الغربية والقدس، لفت إلى أن الاحتلال يواصل يوميًا عمليات القتل والهدم والاعتقال، بالتوازي مع الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والحفريات في محيطه، ضمن خطة تهويد شاملة تستهدف تغيير الهوية الإسلامية للمدينة ومحو معالمها التاريخية.

وأكد أنّ المشروع الصهيوني يتجاوز فلسطين ليستهدف لبنان وسوريا والأردن ومصر والعراق، فيما تلعب واشنطن دور الشريك العقائدي والسياسي في تمكين “إسرائيل الكبرى”، معتبرًا أنّ “الموقف الأمريكي ليس سياسيًا عابرًا بل منطلق من خلفيات دينية صهيونية”.

وعن الدور اليمني، شدّد السيد السيد عبدالملك الحوثي على أن الشعب اليمني يخوض معركة صادقة لنصرة الشعب الفلسطيني، وقدّم المئات من الشهداء والجرحى، ونفذ خلال الأسبوعين الماضيين 38 عملية بصواريخ ومسيرات استهدفت موانئ ومطارات وأهدافًا عسكرية إسرائيلية، مؤكدًا أن “الإسناد اليمني للقضية الفلسطينية خيار إيماني وواجب ديني وأخلاقي”.

ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي باستهداف حكومة مدنية ومقرات إعلامية ومنازل المدنيين ليس انتصار عسكري بل جرائم تضاف إلى سجله الاجرامي.

واختتم السيد عبدالملك الحوثي كلمته بدعوة الأمة الإسلامية إلى التحرر من وهم الرهان على أمريكا ومشاريع التسوية العقيمة، والتمسك بخيار المقاومة والجهاد كخيار وحيد لحماية الحقوق والمقدسات وكسر معادلة الاستباحة الصهيونية.