المصدر الأول لاخبار اليمن

“إسرائيل الكبرى”.. خرافة تحولت لمشروع دموي يهدد الأمن القومي العربي

خاص | وكالة الصحافة اليمنية

تُعدّ فكرة “إسرائيل الكبرى” من أكثر الأطروحات التي أثارت الجدل في العالم خلال القرون الأخيرة،  فهي ليست مجرد عقيدة دينية، بل مشروع سياسي استعماري بُني على نصوص محرّفة وتفسيرات متعمدة للتوراة، استخدمها اليهود والصهيونيون لتبرير التوسع والسيطرة، ولإقناع بعض المسيحيين الغربيين بأن دعم الكيان الصهيوني واجب ديني.

وتؤكد جميع المصادر التاريخية أن كذبة “إسرائيل الكبرى” لم تكن يومًا حقيقة دينية أو تاريخية، بل صناعة بشرية خالصة أبدعها اليهود عبر تحريف التوراة وتطويع النصوص المقدسة لخدمة أطماعهم .

ومن خلال المصادر التاريخية يتضح  أن مرحلة السبي البابلي كانت نقطة الانعطاف الكبرى في تاريخ اليهود الديني؛ إذ ضاعت التوراة الأصلية التي أنزلها الله على موسى عليه السلام، وجاء الكهنة بعد العودة ليكتبوا نصوصًا جديدة ممزوجة بأساطير بابلية، ومفصّلة على مقاس أطماعهم السياسية، حيث أصبحت هذه التوراة المحرّفة لاحقًا أساس العقيدة الصهيونية التي بررت احتلال الأرض وأخرجت كذبة “إسرائيل الكبرى” .

تطويع المسيحية لخدمة المشروع

 الواقع أن اليهودية والمسيحية كانتا على طرفي نقيض، لكن بحنكة سياسية وخبث مدروس، تمكن اليهود من تطويع جزء من المسيحية الغربية وتحويلها إلى “صهيونية مسيحية” تطورت لاحقًا لتصبح تيارًا سياسيًا مؤثرًا في أمريكا وبريطانيا، يدعو إلى دعم “إسرائيل” باعتبارها تحقيقًا لنبوءات كتابية ، حيث أصبح ملايين المسيحيين  (خصوصًا في الولايات المتحدة) يؤمنون أن قيام “إسرائيل” ضرورة دينية تمهد لعودة المسيح ، وبذلك اصبح ملايين المسيحيين أنفسهم خدما للمشروع الصهيوني الاستعماري .

كذبة “إسرائيل الكبرى “

من أبرز الأكاذيب التي روّجت لها الحركة الصهيونية خرافة “إسرائيل الكبرى” الممتدة من النيل إلى الفرات، المستندة الى ادعاءات اليهود الاسطورية والموجودة في النصوص الملفقة للتوراة المحرفة التي صاغها اليهود  بما يخدم نزعتهم العنصرية ، ونفسيتهم التواقة للسيطرة على الشعوب واستعبادها .

في العصر الحديث، أعادت الحركة الصهيونية في القرن التاسع عشر إحياء هذه الادعاءات، لتجعلها أساسًا لمشروعها الاستعماري، مقدّمة ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى” كحق توراتي، بينما هو في الحقيقة غطاء أيديولوجي لتوسيع نفوذها السياسي والعسكري على حساب شعوب المنطقة، وبذلك تحولت الأسطورة إلى أداة سياسية خطيرة، تستعمل لتبرير الاحتلال والتهجير وفرض الهيمنة، لا سيما في فلسطين وما حولها، في انسجام كامل مع الأطماع الاستعمارية الغربية التي تبنت هذا المشروع وروّجت له .

واليوم على العرب جميعا ً أن يعو إن ما تقوم به “إسرائيل” وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب  ليس مجرد صراع سياسي أو تنافس على النفوذ، بل هو مشروع استعماري يستند إلى معتقدات دينية راسخة تُضفي على العدوان شرعية زائفة ،وإن الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، واستباحة الشعوب العربية، ليست محطة عابرة، بل هي جزء  من مخطط أكبر يُراد له أن يمتد إلى كل المنطقة تحت مسمى “إسرائيل الكبرى”،وما يزيد خطورة الموقف هو أن قادة “إسرائيل”باتوا يعلنون هذه الأطماع صراحة،ومن الجهل والسذاجة التعامي عن هذه الحقيقة ، وعدم إستشعار هذا الخطر  الذي أصبح تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي .

قد يعجبك ايضا