المصدر الأول لاخبار اليمن

قطر في متغير الموقف الصهيوني: من وسيط موثوق إلى “محور شر جديد”

الدوحة | وكالة الصحافة اليمنية

 

في تطور يعكس تصاعد التوتر في المنطقة، أدلى ما يسمى بوزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية في سلطات الاحتلال، عميخاي شيكلي، بتصريحات حادة ومثيرة للجدل، استهدفت بشكل مباشر دولة قطر وبعض الدول الأوروبية، وكشفت عن عمق التناقضات داخل المحور الذي يصفه الاحتلال بـ”الداعم له”. التصريحات التي نُشرت، أمس الأربعاء، في مقابلة مع موقع “Ynet”، لم تقتصر على اتهامات سياسية واقتصادية، بل تعدّتها إلى دعوات صريحة لليهود بالهجرة إلى الكيان الإسرائيلي.

كشفت تصريحات شيكلي عن تحول جذري في موقف سلطات الاحتلال تجاه قطر، فبعد أن كانت الدوحة وسيطًا رئيسيًا في العديد من الملفات، بما فيها عمليات تبادل الأسرى، يصفها شيكلي اليوم بأنها “دولة عدوة مُنهكة” وجزء من “محور شر جديد” يضم أيضًا تركيا وسوريا.

وزعم شيكلي أن قطر “اشترت سياسيين في الولايات المتحدة” وشخصيات مؤثرة مثل “تاكر كارلسون”، واتهمها بأنها “ذراع حماس الرسمية”، مشيرًا إلى أن مقر الحركة قد ينتقل إلى تركيا. هذه التصريحات تكشف عن فشل سياسات الاحتلال في السيطرة على الرأي العام الدولي، وتؤكد أن الكيان لا يطيق ولن يقبل بأي مواقف لا تتوافق معه بشكل كامل، حتى لو كانت صادرة عن دول طبعت بعض أنواع العلاقات معه وتستضيف وفوده.

لم تكن قطر هي الهدف الوحيد لتصريحات شيكلي، بل امتدت انتقاداته لتشمل دولاً أوروبية كبرى مثل بلجيكا وفرنسا وبريطانيا، حيث اتهم شيكلي القوى الأوروبية بـ”التهاوي” تحت وطأة “الهجرة الإسلامية”، زاعمًا أن بلجيكا “انتهت بالفعل” وأن العيش فيها لم يعد آمنًا لليهود. هذه التصريحات تستدعي دعوات صريحة لليهود في أوروبا بـ”الهجرة” إلى أرض فلسطين كحل وحيد لما يصفه بـ”تنامي معاداة السامية”.

تجسد هذه التصريحات عمق الأزمة الداخلية لدى سلطات الاحتلال وشعورها بالعزلة المتزايدة، فبعد أن كانت تعتمد على الدعم المطلق من حلفائها الغربيين، بدأت تظهر عليها علامات القلق من تنامي الأصوات المطالبة بوقف العدوان في غزة، وتزايد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يفسره شيكلي بأنه “تآمر” ضد الكيان.

وفي سياق آخر، كشف شيكلي عن موقف متشدد من الفن والثقافة، حيث انتقد بشدة اختيار فيلم “البحر” لتمثيل الكيان في حفل جوائز الأوسكار. الفيلم الذي يتناول قصة طفل فلسطيني، اعتبره شيكلي “خيانة ثقافية عميقة” و”بيعًا للروح للشيطان”؛ تصريحات تكشف عن عقلية الاحتلال التي لا تقبل أي تعاطف مع الفلسطينيين حتى في سياق فني، وتؤكد على سعيها الدائم للسيطرة على السردية الثقافية وتوجيهها لخدمة أهدافها السياسية والعسكرية. شيكلي يرى أن الأحق بالتمثيل في المحافل الدولية هي “قصص غزة ولبنان وقصص الرهائن” فقط، بما يتسق مع أيديولوجيا الاحتلال التي تنكر الوجود الفلسطيني، وتعمل على محو أي أثر له.

 

قد يعجبك ايضا