المصدر الأول لاخبار اليمن

المحافظات الجنوبية وخطر توظيف أبنائها في تنفيذ المشروع ” الإسرائيلي “

تقرير خاص | وكالة الصحافة اليمنية |

خاص | تمر اليمن في الوقت الراهن بمنعطف خطير يختبر مواقف ومبادئ أبنائها الدينية والوطنية الثابتة، لا سيما في ظل استمرار المجازر الصهيونية بحق إخواننا في غزة، التي تبرز بصفتها قضية مصيرية تحدد دور وموقف أبناء المحافظات الجنوبية من أي محاولة لاستغلال أراضيهم كمنصة للعدوان على اليمن، أو التطبيع مع الكيان الصهيوني، حتى لا تشكل تلك المواقف صفحة سوداء في تاريخهم النضالي.

اشتهرت القبائل اليمنية في المحافظات الجنوبية، وابنائها بتاريخ نضالي مشرف حافل ضد الاحتلال البريطاني والهيمنة الخارجية، وموقفهم الداعم للقضية الفلسطينية حضور متجذر في وعيهم الجمعي، يستند إلى القيم العربية والإسلامية وإلى الأعراف القبلية الأصيلة التي ترفض التواطؤ مع العدو، وخيانة الوطن ستبقى وصمة عار في صفحات التاريخ.

جرس إنذار واستغلال ممنهج

لذلك هناك محاولة سعودية وإماراتية لجر تلك المناطق إلى دائرة التعاون مع المشروع الصهيوني، مع أن أبناء القبائل الجنوبية تدرك تماما أن تلك التحركات ليست فقط خيانة للقضية المركزية للأمة، وإنما هي أيضا طعنة في ظهر تاريخهم وتراثهم، ووصمة عار لا تغتفر سيتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل.

وعلاوة على ذلك، تقود دول التحالف، السعودية والإمارات، سياسة ممنهجة عبر توظيف الظروف المعيشية الصعبة لأبناء الجنوب واستغلال أوضاعهم لتجييشهم في صراعات لا تعنيهم، مستغلة حاجتهم المادية، والوعود الكاذبة بالخدمات والتنمية التي لم يتحقق منها شيء، قد انكشفت تلك الذرائع، حين أصبحت المناطق الجنوبية لليمن ساحة مفتوحة للاستخبارات الدولية بما فيها “الإسرائيلية”، كما ظهر جليا في زيارة الجاسوس الإسرائيلي “جوناثان سباير، إلى عدن وأبين وشبوة، خلال يوليو الماضي، الذي يجب أن يكون جرس إنذار للجميع، فاستغلال الحاجة لا يبرر التواطؤ مع عدو الأمة.

تهديد وجودي للموقف الوطني المشرف

حقيقة تاريخ القبائل الجنوبية لليمن، حافل بالتصدي للغزاة والمقاومة لكل الاطماع والاجندات الخارجية، ما يؤكد انتماءها الوطني والقومي أقوى من أي إغراءات مالية مؤقته، وتشبهم بهويتهم وكرامتهم والروابط الاجتماعية والعادات، سيكون حاجزا منيعا ضد أي محاولة لجعلهم أداة في أيدي أعداء الأمة الإسلامية، حيث لا يمكن أن تتحقق المصلحة الحقيقية لأبناء المحافظات الجنوبية بالانبطاح للمشروع الصهيوني، بل بالتمسك بسيادة اليمن واستقلاله ووحدته مهما كانت الخلافات الداخلية، فالتعاون مع العدو سيحولهم إلى أدوات مستهلكة ودرع بشري، وسيلحق بهم وصمة عار تاريخية، بينما يجب أن يكونوا ضمن سياق الموقف الوطني المشرف في الدفاع عن عزة وكرامة الامة ومقدساتها.

وبالتالي، ترفض الأعراف القبلية الأصيلة والضمير الجمعي لأبناء المحافظات الجنوبية، رفضا قاطعا أن يكون ابنائها جنودا وكباش فداء للمشروع الصهيوني، من منطلق الشرعية الأخلاقية والاجتماعية، وقد اتضح ذلك جليا أمام التهديد الصهيوني المتمثل في التصريحات الاستفزازية، من قبل “وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس”، نهاية الأسبوع الماضي، والتهديد برفع العلم الإسرائيلي في صنعاء، لم يكن تهديد وجودي لمكون أنصار الله أو لبعض القبائل في مناطق سيطرة صنعاء بل هي لكل اليمنيين شمالا وجنوبا على حد سواء، يستدعي وحدة الموقف وترك الخلافات الداخلية في وجه تلك التهديدات.

تلك المواقف لخصها الشيخ القبلي والقيادي في “المقاومة الجنوبية”، سالم أبو زيد الخليفي، أحد وجهاء قبيلة بني هلال في شبوة، الذي أعلن رفضه لكافة التحالفات البحرية والبرية الموجهة ضد حكومة صنعاء، من قبل “إسرائيل”، الذي أكد استعداده للدفاع عن عاصمة اليمن ردا على التهديدات التي أطلقها “كاتس”، برفع العلم الصهيوني في صنعاء، حيث دعا الشيخ الخليفي أبناء القبائل اليمنية إلى الالتفاف حول حكومة صنعاء، وانهاء كافة الخلافات الداخلية اليمنية لمواجهة العدوان الحقيقي للأمة، انطلاقا من الأعراف والاسلاف القبلية اليمنية التي لا ترضى أبدا التواطؤ مع العدو، لان التاريخ والاجيال القادمة ستلعن كل الخونة والعملاء.

مقايضة قذرة للكرامة والسيادة

وأمام استمرار المجازر الصهيونية في غزة، يجعل من المسؤولية الوطنية والإسلامية ثقيلة جدا على أبناء اليمن وفي مقدمة ذلك، يجب على أبناء المحافظات الجنوبية، ونخبهم القبلية والاجتماعية، اسناد المواقف الشعبية المؤيدة للعمليات العسكرية للقوات اليمنية في صنعاء الموجهة نحو العدو الصهيوني، البحرية منها أو التي تضرب عمق الكيان، وذلك برفض توظيف الصراع الداخلي خدمة للأجندات “الإسرائيلية”، والأمريكية، عقب فشل كل تحالفاتهم السابقة ايقاف عمليات دعم وإسناد غزة، ولأن أنصار الله في صنعاء يقفون شوكة في حلق التطبيع السعودي مع الكيان.

إلا أن ظهور بعض الدعوات السياسية والإعلامية لترويج التطبيع مع الكيان الصهيوني الإرهابي، من بعض أصوات النشاز، لا يمثلون أبناء المحافظات الجنوبية وقبائلها، الذي يجب ايقافهم عند حدهم ووضع قائمة سوداء بالعملاء والخونة، باعتبارهم خارجين عن الاجماع الوطني لابناء اليمن، التي وصلت الجرأة برئيس الانتقالي، “عيدروس الزبيدي”، التلويح في 2020، بفتح سفارة للكيان وسط عدن، إرضاء الكفيل الإماراتي، في مقايضة قذرة للكرامة والسيادة مقابل وعود وهمية استباحت الأرض وجعلت منها قواعد عسكرية واستخباراتية للعدو الخارجي.

الكرامة ليست للبيع والمساومة

لم يكن أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا بمعزل عن بعضهم البعض اطلاقا، فهناك قواسم مشتركة من المبادئ والقيم لا يمكن التنازل عنها مهما كان الثمن، وبلغت التضحيات، التي تؤكد على ضرورة مواجهة العدو المشترك للأمة، الذي يتخذ من فصائل التحالف جبهة متقدمة لتنفيذ أجنداته تحت عناوين ومصطلحات مختلفة، مستغلا الخلافات التي اصطنعها تحالف العدوان منذ الحرب على اليمن، بالإضافة إلى ما تسعى إليه ما يطلق عليها الشارع الجنوبي “عصابة7/7” التي اعادتها إلى قصر معاشيق في عدن، تحت غطاء جديد لإعادة الهيمنة الخارجية التي انهكت الجسد اليمني لعقود، وكما يقال “العدو المشترك للأمة لا يحالف”.

خلاصة القول، يحتم على أبناء المحافظات الجنوبية أمام تاريخهم النضالي اليوم أن يكونوا سدا منيعا في وجه الأجندات والمخططات “الإسرائيلية” التي أصبحت واضحة للعيان، التي من خلالها أثبت الأحرار في جنوب اليمن في مختلف مراحل نضالاتهم التاريخية، أن دماءهم ليست للبيع، وأن كرامتهم ليست للمساومة، وأن أرضهم اليوم وغدا لن تدنس ممن يعملون لتنفيذ الأجندات الصهيونية، وأن وقوفهم مع الحق في فلسطين اليوم هو امتداد للوقوف مع كرامة اليمن نفسه عبر التاريخ، لأن التاريخ لا يرحم أحد.

قد يعجبك ايضا