خطاب لاذع لترامب.. هاجم الأمم المتحدة وقضية تغير المناخ

ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، خطاباً نارياً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مستغلاً المنصة الدولية لمهاجمة الحكومات الغربية التي اعترفت مؤخراً بدولة فلسطينية، واصفاً ذلك بأنه “مكافأة” لحماس. ترامب، في أول خطاب له بالجمعية منذ عودته إلى البيت الأبيض، أصر على مزاعم له بضرورة توحيد الجهود لإطلاق سراح الأسرى فوراً، بدلاً من الرضوخ لما أسماه “مطالب الفدية”.

في كلمته، انتقد ترامب الدول التي اتخذت خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشدداً على أن هذه الخطوة لا تخدم ما وصفه بـ “قضية السلام”، معتبراً أن ما يجري يصب في تعزيز موقف حماس. وقد لاقى هذا الموقف تصفيقاً حاراً من الحضور، في إشارة إلى وجود تأييد دولي لسياساته. وزعم ترامب أن 38 من الأسرى قد لقوا حتفهم، وانتقد بشدة أي صفقات جزئية، مؤكداً على ضرورة عودتهم جميعا دفعة واحدة.

لم يقتصر خطاب ترامب على الصراع في غزة، بل امتد ليشمل هجوماً مباشراً على الأمم المتحدة نفسها. اتهم المنظمة الدولية بتمويل “غزو المهاجرين”، وحذر الدول التي تستقبل “المتسللين” من أن مصيرها “الذهاب إلى الجحيم”. كما وصف قضية تغير المناخ بأنها “أكبر عملية احتيال على الإطلاق”، مهاجماً النشطاء البيئيين وزاعماً أن مزاعمهم ستؤدي إلى فشل البلدان.

الخطاب، الذي استمر لأكثر من 56 دقيقة متجاوزاً المدة المعتادة، لم يخلُ من المواقف المثيرة للجدل، حيث تباهى ترامب بإنجازات قال إن أمريكا حققتها خلال ولايته، بما في ذلك “إنهاء سبع حروب” لم تفعل الأمم المتحدة شيئاً بشأنها. كما تطرق إلى العلاقات مع روسيا وأوكرانيا، وهاجم عمدة لندن المسلم، صادق خان، واصفاً إياه بـ “العمدة السيئ”.

في سياق متصل، من المتوقع أن يلتقي ترامب بمجموعة من القادة والمسؤولين من الدول العربية والإسلامية، من بينهم قطر والإمارات ومصر والأردن. يأتي هذا الاجتماع على هامش تقارير عن مقترح جديد لصفقة الاسرى، يتضمن خططاً أمريكية لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة كجزء من اتفاق مستقبلي، مع إشراك الدول العربية في تمويل إعادة الإعمار وإرسال قوات عسكرية لتسهيل عملية الانسحاب.

جاء خطاب ترامب بعد كلمات قادة دوليين آخرين، منهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اللذان انتقد كل منهما “الفظائع” التي ترتكبها سلطات الاحتلال في غزة. وقد دعا غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيراً إلى أن حجم الدمار يتجاوز أي صراع آخر شاهده.

الجدير بالذكر أن خطاب ترامب يتزامن مع ضغوط دولية متزايدة على سلطات الاحتلال، خاصة بعد اعتراف عدة دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، وهو ما تصفه سلطات الاحتلال بـ”مكافأة حماس”، وهو الموقف الذي يتفق مع خطاب الرئيس الأمريكي.