الإعلامي الحكومي بغزة يفضح “الأكاذيب الكبرى” لنتنياهو ويدعو العالم لتصحيح المسار التاريخي
فلسطين المحتلة | وكالة الصحافة اليمنية
أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بياناً تحليلياً، اليوم الجمعة، فضح فيه أكاذيب خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الأمم المتحدة تحت المجهر، واصفاً إياه بالخطاب “المضلل” المنضمن لـ”سلسلة من الأكاذيب والتناقضات الصارخة”. وأشار المكتب إلى أن الخطاب احتوى على محاولة “بائسة لتبرير جرائم الحرب والإبادة الجماعية” المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، مركزاً على رصد “ثماني كذبات كبرى إلى جانب عشرات الادعاءات الواهية”.
وفي سياق كشف الوقائع وتأكيد المسؤوليات، نسف المكتب مزاعم نتنياهو، مؤكداً أن هذه الأكاذيب لن تغير من الحقيقة شيئاً. وتحدى المكتب في بيانه زعم نتنياهو بأنه لم ينسَ “الرهائن” في غزة، مشيراً إلى أن “الوقائع على الأرض تثبت أن حكومته المجرمة تسعى لتحقيق أهداف وزراء حكومته المعلنة، وهي: القتل والإبادة، التدمير الشامل، والتهجير القسري، دون أي اكتراث بحياة الأسرى”.
كما فند المكتب ادعاء رئيس وزراء سلطات الاحتلال بأن قادة كثيرين دعموا كيانه بعد السابع من أكتوبر، مشيراً إلى أن إقراره بتبخر هذا الدعم يثبت أن “الغالبية الساحقة من دول العالم لم ولن تدعم جريمة الإبادة الجماعية، بل إن الاعترافات الدولية المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني جاءت كنتيجة طبيعية لفضح رواية الاحتلال “الإسرائيلي” الزائفة”. وهذا يتقاطع مع زعمه بأن القادة خضعوا “لضغط الإسلاميين المتطرفين”، حيث أكد المكتب أن الحقيقة هي أن “الرأي العام الدولي بات يدرك حجم التضليل الذي مارسه الاحتلال لعقود طويلة، وبدأت الدول تصحح أخطاءها التاريخية عبر الاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني”.
وفيما يتعلق بوصف الحرب، أشار المكتب إلى أن نتنياهو تحدث عن حرب على “سبع جبهات” ووصفها بمحاربة “الإرهاب”. إلا أن البيانات الميدانية والأرقام التي أوردتها منظمات دولية تؤكد أن “الحرب كانت ضد السكان المدنيين والأعيان المدنية”. ويؤكد المكتب هذه الحقيقة من خلال الإشارة إلى أن 94% من الشهداء الفلسطينيين مدنيون، بينهم أكثر من 30,000 طفل وامرأة، إضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية والمستشفيات والمدارس، والذي تجاوز 90% من إجمالي القطاعات المختلفة في قطاع غزة.
وإزاء تناقض نتنياهو حول حركة السكان، حيث ادعى “منع المقاومة سكان غزة من مغادرتها” وفي الوقت نفسه تحدث عن نزوح 700 ألف إنسان، أكد المكتب أن هذا يكشف “زيف روايته وعدم اتساق خطابه”، مشدداً على أن الأجهزة الحكومية قدمت المساعدة والمساندة للنازحين. كما رد المكتب على زعم الاحتلال بأنه لم يسعَ للإبادة الجماعية “لأنه طلب من المدنيين المغادرة”، مؤكداً أن “الوقائع تثبت أن الاحتلال ارتكب إبادة جماعية مكتملة الأركان” عبر إسقاط أكثر من 200,000 طن من المتفجرات، وما نتج عنه من استشهاد أكثر من 64,000 مدني وإبادة آلاف العائلات.
وفي إطار سياسة التجويع وهندسة الفوضى، فند المكتب زعم نتنياهو بأن “المقاومة تسرق المساعدات” وأن الاحتلال هو من يقدم الغذاء، مشيراً إلى أنه “اعترف بنفسه برعايته لعصابات إجرامية تمدها حكومته بالسلاح واللوجستيات”. ولفت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أشرف على “مصائد الموت” التي استهدفت المجوعين، ما أدى إلى استشهاد مئات المدنيين جوعاً، بينهم 147 طفلاً، واستشهاد وإصابة واختطاف آلاف المجوعين على عتبات هذه المصائد القاتلة.
واختتم المكتب تفنيده بالرد على الزعم الذي مفاده أن اعتراف دول جديدة بالدولة الفلسطينية “يشجع قتل اليهود”، مؤكداً أن هذا الاعتراف “استحقاق قانوني ودولي، ويعكس فهماً متأخراً من المجتمع الدولي للحقوق التاريخية المشروعة لشعبنا الفلسطيني بعد 77 عاماً من المعاناة”.
وفي ضوء كل هذه الوقائع، أدان المكتب الإعلامي الحكومي خطاب نتنياهو ووصفه بأنه محاولة للهروب من المسؤولية القانونية عن جرائم ترقى إلى “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية موصوفة وفق القانون الدولي”. وحمّل المكتب سلطات الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الواقع الكارثي، مطالباً العالم أولاً بوقف الإبادة والقتل، ثم “بإرغام الاحتلال على الانسحاب من قطاع غزة وفتح المعابر وإدخال الغذاء والدواء واستكمال خطوات الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال من الأراضي الفلسطينية”.