منعت إسبانيا طائرات وسفن الجيش الأمريكي من تمرير أسلحة ومعدات إلى “إسرائيل” عبر قاعدتي “روتا” و”مورون” الواقعتين في جنوب غرب البلاد، وفق ما أوردت صحيفة “إل بايس” الإسبانية نقلا عن مصادر مطلعة على أنشطة الآلية المسؤولة عن العلاقات العسكرية اليومية بين الإسبان والأمريكيين.
تقع قاعدة البحرية “روتا” قرب مدينة قادس على سواحل المحيط الأطلسي، فيما تقع القاعدة الجوية “مورون” قرب مدينة إشبيلية، وكلاهما في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة الإيبيرية. قاعدة “روتا” تخضع للسيادة الإسبانية، لكنها تُستخدم بشكل رئيسي من قبل قوات الجيش الأمريكي المتمركزة في المنطقة، إذ يتمتع الطيارون الأمريكيون بحرية تحرك شبه كاملة مقارنة بالطيارين من جيوش أخرى الذين يحتاجون للحصول على إذن لاستخدام القاعدة.
وقالت المصادر لصحيفة “إل بايس”: “روتا ومورون ليستا مجرد مصافي، هذه القواعد تحت سيادة إسبانيا، وكل ما يمر من خلالها يحتاج إلى إذن من السلطات”. وأشاروا إلى حالة حدثت في بداية العام، حين نقلت الولايات المتحدة ست طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى “إسرائيل”، حيث قرر الأمريكيون التوقف مؤقتا في قاعدة عسكرية في جزر الأطلسي التابعة للبرتغال قبل متابعة الرحلة عبر مضيق جبل طارق نحو إسرائيل.
وأكدت المصادر أن إسبانيا تواجه معضلة سياسية، فهي ملتزمة بالاتفاقيات والعلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه، تمرير الأسلحة عبر أراضيها يُعد “قضية مثيرة للجدل” ويخضع لـ”قيود”.
وتشير هذه القيود إلى اتفاقية الدفاع الموقعة بين إسبانيا والولايات المتحدة عام 1988، والتي تنص على أن القوات الأمريكية يمكن أن تعمل في قواعد إسبانية تحت “قيود معينة”، وأحد بنود الاتفاقية ينص على أن نقل الركاب أو المعدات المصنفة كـ”مثيرة للجدل” يتطلب موافقة محددة من السلطات الإسبانية.