حماس: العدوان على غزة حرب إبادة شاملة فشلت في تحقيق أهدافها رغم دعم واشنطن
غزة/وكالة الصحافة اليمنية
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الثلاثاء، أن أولويتها في هذه المرحلة هي الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على قطاع غزة، مجددةً تمسكها الكامل بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن أرضه وتطلعاته نحو التحرير والاستقلال.
وقال القيادي في الحركة فوزي برهوم، خلال مؤتمر صحفي عُقد في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، إن الشعب الفلسطيني في غزة “عانى على مدار عامين من حرب إبادة وتجويع وتدمير شامل وتطهير عرقي، في عدوان هو الأبشع في التاريخ الحديث”.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي “فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافه العدوانية، بما في ذلك محاولات التهجير القسري واستعادة الأسرى بالقوة، وزرع كيانات بديلة عميلة، رغم ما ارتكبه من مجازر ممنهجة بحق المدنيين”.
وأوضح برهوم أن العدوان على غزة خلفت أكثر من 67 ألف شهيد و170 ألف جريح، و15 ألف مفقود معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني نتيجة التجويع المتعمد، مشيرًا إلى الشراكة الأمريكية الكاملة والعجز الأممي الفاضح تجاه هذه الجرائم.
ولفت إلى أن 95% من الضحايا هم من المدنيين العزّل، معتبرًا أن ما يجري “وصمة عار أبدية على جبين الكيان الصهيوني وكل الداعمين له والصامتين عن جرائمه”.
وشدد برهوم على أن المقاومة “ستبقى متمسكة بخيارها المشروع في مواجهة الاحتلال حتى نيل الحرية والاستقلال”، مؤكدًا أن تضحيات الشعب الفلسطيني لن تذهب سدى.
وأشار إلى أن الضفة الغربية والقدس المحتلتين “تواجهان أجندة فاشية توسعية تسعى للضمّ والتهجير والاستيلاء الكامل على الأرض وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى”، معتبرًا أن ذلك يثبت أن الاحتلال “قوة غاشمة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.
كما تطرق إلى أوضاع الأسرى الفلسطينيين، مؤكدًا أنهم “يواجهون جحيمًا من التعذيب والتنكيل الممنهج”، وأن 80 أسيرًا قضوا داخل السجون، بينهم 50 من قطاع غزة، نتيجة “الإهمال الطبي والحرمان من الغذاء والدواء”.
وأوضح برهوم أن العدوان الإسرائيلي خلال العامين الماضيين “لم يكن موجهة ضد حماس فقط، بل ضد الوجود الفلسطيني برمته”، مشيرًا إلى أن الاحتلال “يسعى لطمس القضية الفلسطينية وشطب حق العودة، في إطار مشروع استعماري توسعي يمتد على حساب أراضي وسيادة دول عربية وإسلامية”.
وجدد تحميل حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية “المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية الكاملة عن جرائم الإبادة في غزة”، مؤكدًا أن معركة طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي وكشفت “وجه الاحتلال الفاشي وعزلته المتزايدة”.
وقال برهوم إن الحركة تعاملت “بمسؤولية عالية مع كل مقترحات وقف إطلاق النار”، مشيرًا إلى أن وفد حماس في مفاوضات القاهرة يعمل على تذليل العقبات أمام اتفاق يلبي طموحات الشعب الفلسطيني، وفي مقدمها:
وقف دائم وشامل لإطلاق النار،
انسحاب كامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة،
إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود،
عودة النازحين،
البدء بإعمار القطاع تحت إشراف هيئة وطنية فلسطينية،
إبرام صفقة تبادل أسرى عادلة.
وحذر من “محاولات نتنياهو المتكررة لإفشال المفاوضات”، مشددًا على أن الاحتلال “فشل رغم الدعم الأمريكي غير المحدود في إحراز أي نصر ميداني أو سياسي”.
وأشاد القيادي الحمساوي بمواقف الدعم والمساندة التي تبديها قوى المقاومة في اليمن ولبنان وإيران، إضافة إلى جهود الوسطاء في قطر ومصر وتركيا، مشيرًا إلى أن تلك المواقف “جسدت وحدة الموقف العربي والإسلامي في مواجهة العدوان”.
وختم برهوم بالتأكيد على أن جرائم الاحتلال “موثقة بالدليل القاطع ولن تسقط بالتقادم”، داعيًا المجتمع الدولي إلى “تحرك عاجل يوقف الإبادة الجماعية ويحاسب قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام العدالة الدولية”.