في مشهد أشبه بأفلام الخيال العلمي، دوّى انفجار هائل فوق بحر جاوة ، مساء الليلة الماضية، بعدما اخترق نيزك ضخم الغلاف الجوي للأرض وسقط قبالة السواحل الإندونيسية، محدثاً وميضاً ساطعاً وهزات أرضية شعر بها السكان في مدينتي كونينغان وتشيربون.
وأكدت الهيئة الوطنية للبحوث والابتكارات في إندونيسيا أن الجسم الفضائي الذي رُصد في الخامس من أكتوبر بين الساعة 18:35 و18:39 بالتوقيت المحلي كان “نيزكاً كبيراً نسبياً”، بينما وثقت كاميرات المراقبة لحظة احتراقه وانفجاره المدويّ فوق البحر.
وقال أحد علماء الفلك في الهيئة لصحيفة جاكرتا غلوب: “كان النيزك ضخماً بالفعل، لكن الانفجار والضوء الساطع لم يشكّلا أي تهديد مباشر للسكان.”
ومع ذلك، سجلت وكالة الأرصاد اهتزازات قوية أعقبت الحادثة، ما أثار قلق الأهالي من احتمال سقوط شظايا على اليابسة.
ويحذر علماء الفلك من أن مثل هذه الأجسام، رغم ندرتها، قد تشكل خطراً حقيقياً إذا كان قطرها يتجاوز عشرات الأمتار، على غرار نيزك تشيليابينسك الذي سقط في روسيا عام 2013 وأصاب أكثر من 1600 شخص.
ويقول الفلكي الروسي ليونيد يلينين إن الأرض تتعرض شهرياً لاقتراب عشرات الأجرام الصغيرة، “لكن المشكلة تكمن في أن نصفها فقط يُكتشف بعد فوات الأوان”.
وأضاف: “حتى الأجسام الصغيرة يمكن أن تُحدث دماراً هائلاً إذا اخترقت الغلاف الجوي بزاوية منخفضة، لذا يجب تطوير أنظمة إنذار مبكر لحماية السكان.”
وتشير الإحصاءات إلى أن كوكب الأرض يتلقى سنوياً وابلًا من النيازك تصل كتلته الإجمالية إلى أكثر من 21 طناً، إلا أن واحداً فقط من كل مئة ألف نيزك يمتلك طاقة تدميرية كبيرة كفيلة بإحداث انفجار بحجم ما شهدته سماء إندونيسيا.