المصدر الأول لاخبار اليمن

اقتصاد “إسرائيل” يحتضر.. عزلة خانقة تطارد “نتنياهو” من غزة إلى باب المندب فالمقاطعة الأوروبية

فلسطين المحتلة | وكالة الصحافة اليمنية

 

تعيش حكومة بنيامين نتنياهو أسوأ مراحلها الاقتصادية والسياسية، بعدما بدأت المقاطعة الأوروبية تضرب صادرات “إسرائيل” وتجمّد اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات، بالتوازي مع شلّ الملاحة الإسرائيلية في باب المندب بفعل العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة والتي أغلقت الشريان البحري الأهم نحو آسيا وأفريقيا.

مجلة “فورين بوليسي” الأميركية كشفت أن نتنياهو اعترف بعجز حكومته عن مواجهة العزلة الاقتصادية، ملوّحاً بالتحول إلى “اقتصاد قائم على الاكتفاء الذاتي”، وهو ما وصفه خبراء (إسرائيليون) بـ“الوهم”، مؤكدين أن “إسرائيل” تعتمد على الخارج في أكثر من 90% من وارداتها الغذائية والصناعية.

في المقابل، تتسع رقعة المقاطعة الأوروبية من الجامعات إلى الموانئ وصناديق التقاعد، وسط دعوات في بروكسل لتجميد اتفاقية الشراكة التجارية وفرض رسوم إضافية على البضائع الإسرائيلية، ما دفع الأسواق في “تل أبيب” إلى التراجع الحاد خلال الأيام الماضية.

وأوضحت المجلة أن نتنياهو، الذي طالما تباهى بقدرته على “تحصين الاقتصاد الإسرائيلي”، اضطر أخيراً إلى الاعتراف بواقع العزلة قائلاً: “سيتعين علينا التكيف مع اقتصاد قائم على الاكتفاء الذاتي، وهي الكلمة التي أكرهها بشدة.”

لكن المجلة وصفت هذا الطرح بأنه “اعتراف بالعجز لا خطة إنقاذ”، مشيرةً إلى أن “إسرائيل” ليست دولة صناعية قادرة على إنتاج احتياجاتها، وأن مشاريعها الدفاعية الكبرى مثل “سهم” و”مقلاع داود” تعتمد على شراكات وتوريدات أميركية وأوروبية.

وبينما تحاول حكومة نتنياهو امتصاص آثار المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية الأوروبية المتصاعدة، كشفت تقارير أن المفوضية الأوروبية تبحث تعليق أجزاء من اتفاقية الشراكة التجارية مع “إسرائيل”، ما سيؤثر على نحو 37% من صادراتها إلى أوروبا، ويكبّدها خسائر تتجاوز مليارات اليوروهات سنوياً.

وتزامناً مع انكماش الصادرات الدفاعية، يواجه الكيان تحدياً أخطر في البحر الأحمر، حيث فرضت قوات صنعاء اليمنية قيوداً شبه كاملة على الملاحة الإسرائيلية في باب المندب، ما قطع شرياناً حيوياً لمرور السفن التجارية والطاقة، وعمّق أزمة العزلة الاقتصادية.

وتنقل “فورين بوليسي” عن الباحث الإسرائيلي مايكل ميلشتاين أن رؤية نتنياهو المسماة بـ”إسرائيل سبارتا” ليست سوى نزعة انعزالية تحوّل الكيان إلى “دولة عسكرية محاصرة”، مشيراً إلى أن معظم الإسرائيليين “لا يريدون أن يعيشوا في نموذج يشبه كوريا الشمالية”.

وحذّر المدير التنفيذي السابق لمعهد دراسات الأمن القومي، مانويل تراجتنبرغ، من أن عزل “إسرائيل” اقتصادياً سيؤدي إلى “انخفاض حاد في مستوى المعيشة، ويهدد قدرة الجيش على الحفاظ على قدراته العملياتية”.

ويرى مراقبون أن المشهد الراهن يرسم ملامح حصار ثلاثي الأبعاد: مقاطعة اقتصادية متصاعدة، عزلة سياسية متنامية، وحصار بحري فعلي بفعل العمليات اليمنية، ما يضع نتنياهو أمام أخطر اختبار لبقائه في الحكم منذ عقود، في ظل احتمالات انهيار الائتلاف الحاكم وتفجر أزمة داخلية غير مسبوقة.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن نتنياهو يقف أمام أخطر اختبار اقتصادي في تاريخ الكيان، بينما تتحوّل “إسرائيل”، شيئاً فشيئاً، من دولة تعتمد على الانفتاح التجاري إلى كيان يعيش عزلة خانقة في البر والبحر والسياسة.

قد يعجبك ايضا