في شهادة دامغة على وحشية العدوان وتواطؤ الصمت العالمي، كشفت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، اليوم الخميس، عن تقرير حقوقي صادم بعنوان “طغيان الغارات ونزيف الدماء” يوثق جريمة القصف الإسرائيلي الذي حوّل أحياء العاصمة اليمنية صنعاء إلى مسرح دماء وركام في الـ25 من سبتمبر الماضي.
وأوضحت المنظمة في التقرير، أن الطيران الإسرائيلي استهدف بشكل متعمد منازل المدنيين في شارع الرقاص وحي المدرسة بصنعاء القديمة، وامتد قصفه إلى محطة ذهبان ومبنى إصلاحية السجناء ومنطقتي السبعين والوحدة، ما أسفر عن مجازر مروّعة راح ضحيتها نساء وأطفال أبرياء.
التقرير الذي وُصف بأنه الوثيقة الأشد إدانة منذ بدء العدوان، قدّم توثيقاً مفصلاً لشهادات الناجين وشهود العيان الذين عايشوا لحظات الرعب والانفجارات المتلاحقة، إلى جانب إحصاءات دقيقة لعدد الضحايا والخسائر المدنية، مؤكداً أن ما جرى لم يكن عملاً عشوائياً، بل هجوماً منظّماً يستهدف الإنسان اليمني وحقه في الحياة.
وأكدت منظمة “انتصاف” أن ما أقدمت عليه إسرائيل يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن التقرير حلّل الأبعاد القانونية للجريمة واستند إلى نصوص واضحة من المواثيق والاتفاقيات الدولية، لتؤكد أن استهداف الأحياء السكنية لم يكن سوى فصل جديد من فصول الإبادة بحق الشعب اليمني.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكل المنظمات الحقوقية الحرة إلى كسر حاجز الصمت والتواطؤ، والتحرك العاجل لـ محاسبة مرتكبي الجريمة ورفع الحصانة عن القتلة، مؤكدة أن استمرار تجاهل هذه الجرائم يمنح الضوء الأخضر لمزيد من الدماء في اليمن والمنطقة.
واختتم التقرير بالقول: “إن صنعاء الجريحة ما تزال تنزف، فيما العالم يكتفي بالمشاهدة، محذّراً من أن صمت العدالة أخطر من القنابل نفسها”.
