المصدر الأول لاخبار اليمن

دلالات الانجازات الأمنية لصنعاء في مواجهة (الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية).. !؟

تحليل |عامر الفايق| وكالة الصحافة اليمنية

أعلنت وزارة الداخلية بحكومة صنعاء، في بيانٍ اليوم السبت نجاح عمليةٍ أمنيةٍ نوعيةٍ أطلقت عليها مسمى (ومكرُ أولئِكَ هو يبور)، أسفرت عن إلقاءِ القبضِ على شبكةٍ تجسسيةٍ تتبع «غرفةَ عملياتٍ مشتركةٍ» بين المخابراتِ الأمريكية (CIA) والموسادِ الإسرائيلي والمخابراتِ السعودية، يتم إدارتها من داخلَ الأراضي السعودية.

وأكدت وزارة الداخلية إنّ التحقيقات والتحرِّي والخبرات العملياتية كشفَتْ شبكةً مُنظَّمةً من خلايا صغيرة متعددةً تعملُ منفصلةً وتتلقّى توجيهاتٍ وتدريباتٍ وأجهزةَ تجسُّسٍ متطوِّرةً من «الغرفةِ المشتركة». مشيرة إلى أنّ التدريب تمَّ، على أيدي ضباطٍ من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، وأنّ هذه الخلايا قامت بأعمال رصدٍ للمواقع العسكرية والمدنية وجمع إحداثيات استُخدمتْ في استهداف منشآتٍ مدنيةٍ يمنيّة.

وأضاف البيان تأكيدات بأنّ بعضَ هذه الخلايا ساهمتْ «بسفكِ دمِ المدنيين» عبر تزويدِ العدوِّ بمعلوماتٍ وإحداثياتٍ عن منشآتٍ خدميةٍ واستهدافها مما أضرَّ بالمصالحِ الاقتصاديةِ والمعيشيةِ لليمنيين.

موقف ونداء لليقظة

قدّم البيانُ صورةً لنجاح أمنيٍ يعزز ثقةِ الشعبِ اليمني بقدرات الأجهزة الأمنية، ودعا المواطنينَ إلى اليقظةِ والتعاونِ مع الأجهزةِ حفاظًا على الأمنِ والاستقرار، مؤكِّدًا استمرارَ جهوزيّتِه في مواجهة أيِّ تهديدٍ خارجيٍ أو داخلي.

 

تميز وفرادة تاريخية حقيقية

هذه العملية المتميزة والناجحة تضاف إلى سجل نجاحات وانجازات الجهات الأمنية المعنية في ضبطِ «شبكاتِ التجسُّسٍ» التي تديرها جهاتٌ دولية و إقليميةٌ تستهدف اليمن وشعبه وقياداته وشؤونه الداخلية؛ فخلال العامين الماضيين دأبت الاجهزة الأمنية على اعتقال شبكات تجسسية تتبع المخابرات الأمريكية والسعودية عملتْ داخل البلاد تحت غطاءٍ إنسانيّ أو كموظفين امميين ومنظمات اجنبية أو خاصة. و معظمها تتبع الولايات المتحدة والسعودية، إضافة لاسرائيل ما يوضّحُ استمرارَ حالةِ استهداف اليمن برغم الهدن والتفاهمات المعلنة.

الدلالاتُ السياسيةُ

على المستوى الإقليمي والدولي فإن هذه الإنجازات تُعدّ صفعةً للنزعاتِ المعادية والاستخباريةِ لليمن وتحرج السعودية والولاياتِ المتحدة وإسرائيل، بل وتكشف مساعيها الشريرة أمام قواعدِ الرأي العام العربي والاقليمي والدولي.
أيضا فإن هذا الانجاز يُعزز صورةِ الأجهزةِ الأمنيةِ في صنعاء ويمثل رسالةٍ تطمئِنُ الشعب اليمني بقدرات صنعاء في حمايةِ أمنهِا، إضافةً إلى انها تعزز الوحدة الوطنية ووحدة الأمة و دور اليمن واهميته ونجاحاته في مناصرة القضايا المصيرية للأمة ومنها القضية الفلسطينية واسناد غزة ومواجهة الأعداء.

منهجية الشفافية كأهم اعتبار

اعلانات وزارة الداخلية في حكومة صنعاء بشأن كشفِ شبكاتٍ تجسسيةٍ بشفافية وبشكل متلاحق يستندُ إلى معطيات سابقة حقيقية وواقعية وملموسة للمواطن والرأي الشعبي في الداخل والخارج باستمرار منهجية الأعداء باستهداف اليمن وتأكيدُ تورّطِ الجهات الاستخباريةٍ الأجنبيةٍ المعروفة كحقائق بإمكان الجهاتُ القانونية والحقوقية الدولية التحققِ منها خاصة مع استمرار لعب الجهات السياسية للدول الممولة والمجندة للجواسيس لأدوار الخداع والمراوغة ونشر الاكاذيب والتضليل والتزييف للواقع وللحقائق والتهرب من استحقاقات الهدن المعلنة واحقية اليمن وشعبه بوقف العدوان وفك الحصار والدخول في تنفيذ الجوانب الانسانية من التفاهمات ثم نحو الحلول السياسية.

وفي الأخير فإن الإعلانُ عن هذه العمليّةٍ النوعيةٍ (ومكرُ أولئك هو يبور) يقرأُ في أي مستوى على أنه : بيانُ قوةٍ داخليةٍ يؤكد للجهات المعادية لليمن (الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية) على القدرات الأمنية التي تمتلكها صنعاء رغم الاستهداف وكبر حجمه ومن يقف وراءه ويظهر قدرةِ جهاتِ صنعاء الامنية على حمايةِ الداخلِ برغم استهداف الخارج ؛ وفي الوقتِ نفسهِ هو رسالةٌ سياسيةٌ موجهةٌ للخصومِ الإقليميين والدوليين بأنّ صنعاء ترصدُ وتتصدى «للمؤامرات الاستخباراتيةِ» التي تُحاكُ ضدّها. وتبقىُ الحقيقةُ أن توالي هذه الانجازات واعلانها، يمثل معيارِ صادق مع وجود مايثبت الوقائعِ ولاتستطيع هذه الجهات نفيها أو التشكيك في مصداقيتها.

قد يعجبك ايضا