المصدر الأول لاخبار اليمن

تحول في الوعي.. العرب يتطلعون لليمن كقوة حاسمة في مواجهة “إسرائيل”

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية

من الواضح بداية تشكل ملامح مرحلة جديدة في الوعي العربي، عنوانها تقدم اليمن إلى موقع القيادة في معركة الأمة ضد “إسرائيل” وداعميها، وهو ما أكد عليه البيان الختامي للمؤتمر القومي العربي في دورته الـ34 المنعقدة في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث حظي الدور اليمني بإشادة لافتة واعتراف واسع بمكانته المتقدمة في مواجهة العدوان “الإسرائيلي” على غزة .

 

ففي بيانه الختامي، عبّر المؤتمر القومي العربي عن تقديره العميق للدعم الذي تقدمه قوات صنعاء للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، مؤكداً أن اليمن اليوم يمثل نموذجاً عربياً فريداً في الصمود والمبادرة والفعل المقاوم .

 

ووصف المؤتمر العمليات في البحر الأحمر بأنها تحوّل نوعي أعاد تشكيل موازين القوة البحرية الإقليمية، مشيراً إلى أن البحر الأحمر بات ساحة استراتيجية تتحكم فيها صنعاء، وأن هذا التحول الاستراتيجي نقل اليمن إلى موقع الفاعل الرئيسي في معادلة الردع الإقليمي .

 

وأكد البيان أن الموقف اليمني في دعم غزة ومواجهة “إسرائيل” والولايات المتحدة فتح آفاقاً جديدة أمام حركة التحرر العربية، وأعاد تعريف مفهوم قوة الدولة، ليس بقدرتها الاقتصادية أو العسكرية فحسب، بل بقدرتها على التأثير في الميدان وفرض إرادتها السيادية في وجه القوى الكبرى .

 

وبهذا الموقف، بدا واضحاً أن العرب باتوا ينظرون إلى اليمن كقوة طليعية وقائد فعلي في معركة الأمة ضد “إسرائيل” بعد أن استطاعت صنعاء أن تفرض حضورها في المشهد الإقليمي وتعيد الثقة بقدرة الأمة على المقاومة وصناعة النصر .

 

واللافت أكثر في أعمال المؤتمر القومي العربي بدورته الـ34 لم يكن فقط الإشادة بقوات صنعاء ودورها في دعم فلسطين، بل انطلاق أعمال المؤتمر بكلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وهو ما عُدّ سابقة في تاريخ المؤتمرات القومية العربية ، فقد مثّل هذا الحدث إشارة رمزية قوية إلى التحول في المزاج العربي العام، الذي بات يرى في اليمن – وبالأخص صنعاء – مركزًا جديدًا للمبادرة والموقف المبدئي في مواجهة “إسرائيل” وداعميها.

 

ويعكس منح الكلمة الافتتاحية للسيد عبدالملك الحوثي إدراكًا متزايدًا لدى النخب القومية بأن صنعاء أصبحت اليوم فاعلًا مركزيًا في معادلة القوة الإقليمية، وأن خطابها المقاوم لم يعد معزولًا، بل بات يحظى بتقدير واسع في الأوساط العربية والإسلامية .

 

بهذا المعنى، يمكن القول إن اليمن تحولت إلى رمز قيادي في محور المواجهة مع “إسرائيل” وهو ما تجلّى بوضوح في البيان الختامي للمؤتمر وفي مستوى التفاعل الشعبي والإعلامي العربي مع الموقف اليمني من العدوان على غزة .

قد يعجبك ايضا