المصدر الأول لاخبار اليمن

مخابرات حماس تخترق قوات الاحتلال لسنوات بطريقة لا تخطر على بال

إسرائيل تستيقظ متأخرة..

فلسطين المحتلة | وكالة الصحافة اليمنية

 

بعد سنوات من الطمأنة والغرور، استيقظت قوات الاحتلال الإسرائيلي على صفعة استخباراتية مدوّية بأن حركة المقاومة الفلسطينية حماس كانت تراقب كل شيء تقريبًا، الجنود، القواعد، الدبابات، وحتى مجموعات الواتس آب التي يتبادلون فيها النكات!

حيث اعترف تحقيق عسكري “إسرائيلي” بنبرة أقرب للبكاء منها للبحث، أن حماس بنت خلال سنوات بنك معلومات استخبارياً ضخماً، ليس عبر أقمار صناعية، ولا جواسيس، ولا عمليات اختراق معقدة، بل عبر صور السيلفي التي كان الجنود ينشرونها بفخر مع دباباتهم.

التحقيق العسكري الإسرائيلي كشف أن الحركة أمضت سنوات طويلة تجمع معلومات حساسة ودقيقة عن قواعد قوات الاحتلال ومعداتها عبر مصدر لا يخطر على بال، من خلال منشورات الجنود على مواقع التواصل، تلك الصور التي ينشرها الجنود بكل فخر بجانب دبابة ميركافا 4 تحوّلت إلى كتيّب تشغيل مجاني بين أيدي حماس.

التقارير العبرية أكدت أن الحركة لم تكتفِ بالمشاهدة، بل بنت قاعدة بيانات استخباراتية كاملة من آلاف الصور والفيديوهات التي نشرها الجنود دون حسيب أو رقيب، وهو ما سمح لمقاتليها يوم 7 أكتوبر 2023 بتعطيل الدبابات ومداهمة القواعد وكأنهم يتبعون “دليل الاستخدام الرسمي”.

الأدهى أن التحقيق يقول إن حماس اكتشفت وجود زر قتل مخفي في دبابة ميركافا مارك 4، معلومة لم يعرفها بعض أفراد الطاقم أنفسهم، واستخدمته بفعالية في هجوم قاعدة ناحال عوز، الذي انتهى بسقوط 53 جنديًا وأسر 10 آخرين.

الصدمة الكبرى جاءت عندما عثرت قوات الاحتلال في أوائل 2024 على مجمع أنفاق أطلقت عليه “إسرائيل” اسم “البنتاغون” وسط غزة، يحتوي على خرائط تفصيلية ومحاكاة ثلاثية الأبعاد ونماذج حقيقية لمعدات قوات الاحتلال، كلها مبنية على معلومات “سربها” الجنود بأنفسهم عبر الإنترنت!

هذا “البنتاغون الغزّي” لم يكن مجرد مخزن معلومات؛ بل مركز تدريب متطور لوحدات النخبة في حماس، حيث جرى تدريب عناصر على تشغيل دبابات الجيش نفسه باستخدام بيانات مفتوحة المصدر جمعها جنود الاحتلال بكل سذاجة رقمية.

والمفاجآت لا تنتهي، فقد كشف التحقيق أن وحدة استخبارات حماس، المكوّنة من نحو 2500 عنصر—أنشأت عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية على السوشيال ميديا، تتبع بها مئات آلاف الجنود، بل واخترقت مجموعات واتس آب داخلية لمعرفة كل شيء، من لحظة تجنيد الجندي، إلى ترقيته، إلى درجة الملل الذي يشعر به في نوبة الحراسة.

وبين 2018 و2023، أنتجت وحدة الاستخبارات في حماس تقارير يومية عن تحركات الجيش، مواقع القبة الحديدية، تغييرات نشر القوات، وحتى تفاصيل روتين الجنود.

أحد الضباط الإسرائيليين اعترف قائلاً: “حماس كانت تعرف القاعدة التي خدمت فيها أكثر مني”، ولم يكتفِ عناصر حماس بالنظر إلى الخرائط؛ بل حللوا آلاف نقاط البيانات واستخدموا أجهزة محاكاة متقدمة لتجهيز مقاتليهم للهجوم، حتى بات بإمكانهم تحديد أفضل توقيت لاختراق قاعدة ناحال عوز، والمدة التي يحتاجها الاحتلال لإرسال تعزيزات، وأفضل الطرق للوصول إلى الهدف.

وبينما كانت قوات الاحتلال غارقة في الثقة والعجرفة، كانت حماس تجمع أدق التفاصيل، أماكن نوم القادة، فعالية الملاجئ، عدد الجنود المسلحين، وأنواع أسلحتهم… كل شيء.

ولذلك لا عجب أن هجوم “طوفان الأقصى” 7 أكتوبر على ناحال عوز، الملاصقة للقطاع، كان الأكثر دقة ونجاحًا، لأن منفذيه لم يدخلوا كـ“مهاجمين مفاجئين”، بل كأنهم طلاب ممتازون دخلوا امتحانًا يعرفون أسئلته مسبقًا.

قد يعجبك ايضا