المصدر الأول لاخبار اليمن

كارثة تهز هونغ كونغ.. تفاصيل مثيرة حول جحيم الحريق الأكثر دموية منذ 60 عاماً

هونغ كونغ | وكالة الصحافة اليمنية

 

في ليلة تحولت فيها سماء مدينة هونغ كونغ الصينية إلى جحيم، اندلع أمس الأربعاء، واحد من أسوأ الحرائق في تاريخ المدينة داخل مجمع “وانغ فوك كورت” السكني بحي تاي بو، لتتحول الأبراج الشاهقة إلى أعمدة من اللهب تلتهم كل ما يعترض طريقها.

وفي غضون دقائق فقط، انتشرت النيران بسرعة خاطفة، وارتفع مستوى التحذير إلى الدرجة القصوى، وسط مشاهد وصفت بأنها الأكثر رعباً منذ ستة عقود.

السلطات أعلنت سقوط 55 قتيلاً على الأقل، بينهم رجل إطفاء، فيما لا يزال 279 شخصاً في عداد المفقودين، وسط توقعات بارتفاع الحصيلة مع تواصل عمليات البحث داخل الأبراج المحترقة.

وبحسب التحقيقات الأولية، اشتعلت النيران مساء الأربعاء في سقالات من الخيزران كانت تغطي واجهات أحد الأبراج ضمن أعمال ترميم، مشيرة إلى أن هذه السقالات، المعروفة بخفتها وسرعة اشتعالها، تحولت إلى وقود ضخم صعد بالنيران من أسفل البرج إلى أعلاه، قبل أن تقفز اللهب إلى الأبراج المجاورة عبر شبكات البناء البلاستيكية التي غطّت المجمع بالكامل.

وخلال أقل من ساعة، تحولت عملية ترميم بسيطة إلى كارثة تاريخية، شبيهة بحرائق السنوات السوداء التي عرفتها هونغ كونغ في الستينيات.

الحريق اندلع في مجمع مدعوم حكومياً يضم 8 أبراج شاهقة، بُنيت عام 1983، وتضم أكثر من 1900 شقة، النيران امتدت إلى سبعة أبراج دفعة واحدة، في مشهد وصفه السكان بأنّه “انفجار ناري صاعد”، بينما حاصرت النيران مئات الأشخاص في الطوابق العليا.

وتظهر سجلات العقارات أن المجمع كان يخضع لصيانة ضخمة بتكلفة تتجاوز 54 مليون دولار، وهو ما يفسّر وجود المواد القابلة للاشتعال التي غذّت الحريق.

وفي تطور لافت، أعلنت الشرطة القبض على 3 مسؤولين في شركة الإنشاءات المشرفة على أعمال التجديد، بينهم مديران ومستشار هندسي، فيما كشفت كبيرة المفتشين إيلين تشونغ عن “أدلة قوية على إهمال جسيم” سمح بوجود مواد غير مقاومة للحرارة على واجهات الأبراج، منها ستايروفوم قابل للاشتعال، وشبكات بلاستيكية ساهمت في تسريع انتشار اللهب إلى حد غير قابل للسيطرة.

وعن الضحايا حتى صباح اليوم، أعلنت هيئة المستشفيات نقل 66 مصاباً، بينهم 17 في حالة حرجة و24 إصابتهم بالغة الخطورة. كما لقي أربعة أشخاص حتفهم بعد وصولهم للمستشفى.

ومع اتساع نطاق الكارثة، فُتحت مراكز إيواء مجتمعية استقبلت 900 نازح اضطروا إلى مغادرة منازلهم، ورغم مرور أكثر من 16 ساعة على اندلاع الحريق، ما زالت فرق الإطفاء تصارع نيراناً مشتعلة في عدة طوابق، فيما أشار نائب مدير الإطفاء ديريك أرمسترونغ تشان إلى أن الحرارة الشديدة منعت الطواقم من الوصول إلى بعض الشقق، فيما تشكل السقالات المحترقة والحطام المتساقط تهديداً مباشراً لرجال الإطفاء.

وبحسب المصادر، تشارك في العملية أكبر تعبئة طارئة منذ عقود في هونغ كونغ، حيث تم نشر أكثر من 1200 من رجال الإطفاء والإسعاف، ورغم بقاء الحريق نشطاً، بدأت بعض المدارس والمحال في المناطق المجاورة باستئناف نشاطها الحذر.

قد يعجبك ايضا