المصدر الأول لاخبار اليمن

ملامح المعركة القادمة بين اليمن والكيان الإسرائيلي تتكشف

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية

تتزايد المؤشرات السياسية والعسكرية التي توحي بأن هناك جولة قادمة من الحرب بين “إسرائيل” واليمن ، هذه المؤشرات لم تعد مجرد تحليلات، بل باتت تصريحات معلنة وتحركات ميدانية تكشف بوضوح ملامح المعركة القادمة.

 

في خطابه الجمعة الماضية ، أكد السيد عبدالملك الحوثي حتمية الجولة القادمة من الحرب مع “إسرائيل”، مشدداً على أن الاحتلال الإسرائيلي، وبشراكة أمريكية، يُعدّ للمزيد من التصعيد والجولات المقبلة، ويتوعد بها بشكل واضح.

وقال السيد عبدالملك الحوثي إن “الجولات المقبلة مع العدو الإسرائيلي جولات مؤكدة ولا شك في ذلك”، في تأكيد صريح على أن المواجهة لم تنتهِ، بل جرى تأجيلها ضمن سياق أوسع من التحضير وإعادة التموضع .

 

 

التحركات “الإسرائيلية ” في المنطقة

لم تمر سوى يومين على إعلان “إسرائيل” اعترافها بـ”أرض الصومال” كدولة مستقلة، حتى بدأ الإعلام العبري بالكشف عن الأهداف الحقيقية لهذه الخطوة ، حيث نقلت صحيفة “معاريف” عن مسؤولين “إسرائيليين” أن هذا الاعتراف يمنح “إسرائيل” عمقاً استراتيجياً وخيارات جديدة لسلاح الجو، ما يفتح الباب أمام استخدام جغرافي جديد يخدم الأهداف العسكرية “الإسرائيلية” في المنطقة.

و كشفت الصحيفة العبرية عن مصدر أمني أن رئيس جهاز الموساد أنشأ خلال الفترة الأخيرة بنية تحتية في أرض الصومال بهدف تعزيز العلاقات الأمنية، في مؤشر واضح على أن التحركات “الإسرائيلية” في هذه المنطقة ليست طارئة، بل تأتي ضمن تخطيط استخباراتي وعسكري .

هذه المعطيات التي كشف عنها الإعلام العبري، تؤكد صحة ما ذهب إليه السيد عبدالملك الحوثي، من أن “إسرائيل” تُحضّر بالفعل لجولة حرب قادمة مع اليمن، وتسعى إلى تلافي الإخفاقات التي واجهتها في المواجهة السابقة.

 

 

تلافي الإخفاقات السابقة

خلال معركة “طوفان الأقصى”، اضطرت “إسرائيل” إلى الدخول في حرب مباشرة مع صنعاء، وذلك بعد هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية وانسحابها من المواجهة، والتوصل إلى تهدئة مع صنعاء، والتخلي عن دعم “إسرائيل” ميدانياً.

إلا أن “تل أبيب” لاقت الهزيمة نفسها التي مُنيت بها واشنطن، لعدة أسباب، أبرزها البعد الجغرافي، حيث كانت الطائرات “الإسرائيلية” تضطر لقطع مسافات شاسعة لتنفيذ أي هجمات جوية على اليمن.

إلى جانب ذلك، أظهرت الضربات “الإسرائيلية” التي استهدفت الأعيان المدنية والبنى التحتية افتقار “إسرائيل” إلى المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، ما أدى إلى فشلها في تحقيق أي تأثير حقيقي على قدرات صنعاء.

في المقابل، واصلت صنعاء عملياتها التي استهدفت العمق “الإسرائيلي” ونجحت في استمرار منع الملاحة “الإسرائيلية” في البحر الأحمر، ما شكّل ضغطاً استراتيجياً واقتصادياً كبيراً على الاحتلال وكان له تأثيراته على نتائج العدوان الاسرائيلي على غزة .

ورغم أن صنعاء أوقفت عملياتها العسكرية بمجرد دخول وقف اطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي ، إلا أن تصريحات قادة الاحتلال لم تتوقف، وكان آخرها تصريحات ما يسمى بوزير الدفاع “الإسرائيلي” يسرائيل كاتس، الأربعاء الماضي، الذي توعد بمواصلة العمليات العسكرية في عدة دول في المنطقة، ومن بينها اليمن، في تأكيد جديد على أن خيار العدوان ما زال قائماً على طاولة القرار “الإسرائيلي” .

ومن هذا المنطلق، يمكن فهم الاعتراف “الإسرائيلي” بأرض الصومال على أنه جزء من التحضير المباشر لعدوان جديد على اليمن، حيث تسعى “إسرائيل” إلى استخدام أرض الصومال كقاعدة عسكرية واستخباراتية متقدمة للعدوان القادم على اليمن .

 

 

استعدادات صنعاء

في المقابل، تبدو صنعاء – بحسب ما تؤكده تصريحات قيادتها – على استعداد كامل لمواجهة أي عدوان “إسرائيلي” ، فقد شدد السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير على أن “هناك استعداداً للجولة القادمة وقال : نعمل على هذا العنوان ليل نهار، لأننا ندرك ما يحدث وما يسعى له الأعداء ويخططون له”، مضيفاً: “نحن لا نغمض أعيننا ونتجاهل ما يحصل .

ومن خلال هذه التصريحات، يتضح أن صنعاء ترصد التحركات “الإسرائيلية” في أرض الصومال، وتتعامل معها كجزء من استراتيجية المواجهة القادمة مع “إسرائيل” مؤكدة جاهزيتها للتعامل مع هذا الخطر وفق ما تفرضه معادلات المعركة المقبلة.

وبين تهديدات قادة الاحتلال، والتحركات “الإسرائيلية” والتي يقابلها خطاب واضح من قيادة صنعاء وتحضيرات عسكرية مستمرة، تبدو المعركة القادمة بين “إسرائيل” واليمن حقيقة ماثلة، تتكشف ملامحها تدريجياً، وتؤشر إلى مرحلة قادمة من المواجهة .

قد يعجبك ايضا