رئيس “مجموعة الأزمات” ينصح واشنطن بالتحدث مع “الحوثيين”

خاص// وكالة الصحافة اليمنية//

 

دعا خبير في الشؤون السياسية والأزمات الدولية، الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن “تتحدث مع أنصار الله”، وتجري حوارا مباشرا معهم باعتبارهم “يملكون مفاتيح قرار أو تمديد الحرب” التي تقودها السعودية والإمارات بدعم أمريكي. محذرا من عواقب خطيرة لتجاهل ذلك.

 

وحذر روبرت مالي، رئيس مجموعة الازمات الدولية، من أنه “يمكن أن يشعل صاروخ الحوثي أو الضربة الجوية بدون طيار الموجهة إلى السعودية أو الإمارات أو خطوط الشحن على البحر الأحمر صراعًا أوسع نطاقًا يشمل الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج وإيران”.

 

روبرت تابع في مقال له نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بعنوان “ينبغي على أميركا التحدث إلى الحوثيين”، قائلا: “الحرب الدامية بين أنصار الله، الحركة المعروفة باسم الحوثيين، والتحالف الذي تقوده السعودية والمدعوم من الولايات المتحدة، دخلت عامها الخامس”.

 

وأضاف: “غالبية سكان اليمن البالغ عددهم 30.5 مليون نسمة يعيشون في مناطق يسيطر عليها الحوثيون. البؤس يمتد إلى ما هو أبعد. تصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن الأسوأ في العالم: فثلثا سكانها يحتاجون إلى المساعدة ، ويعاني 10 ملايين منهم من سوء التغذية”.

 

رئيس مجموعة الأزمات الدولية، أشار إلى تفاقم الجوع في اليمن جراء استمرار سيطرة التحالف على الأجواء اليمنية ومياهه الإقليمية وحركة تدفق سفن السلع، واغلاقه مطار صنعاء، امام كثير من المضرطين للسفر للعلاج، وقال: “ما يقرب من ربع مليون يتضورون جوعا حتى الموت”.

 

وأضاف: “يبدو أن سكان صنعاء يشعرون بالدهشة والغضب إزاء ما يرون أنه اهتمام دولي غير متناسب يحظى به كل صاروخ من الحوثيين أو هجوم بطائرة بدون طيار على السعودية، مقارنةً بالضربات المدمرة لطيران التحالف التي تقودها السعودية بشكل منتظم منذ مارس 2015م”.

 

روبرت، مضى يسرد ما عاينه لدى زيارته مؤخرا للعاصمة صنعاء ومدينة عدن، قائلا: “يشعر سكان صنعاء بالغضب من تفجير مقبرة: حتى موتانا غير آمنين، كما يقولون لك”. مضيفا: “معظم الناس في صنعاء، عن حق، يعتبرون الولايات المتحدة متواطئة في الحرب، وتمكين التحالف الذي تقوده السعودية”.

 

في هذا يخلص إلى القول: “إن المشاعر مخفية جيداً. حتى قادة الحزب المقربين تقليديا من السعوديين وعلى خلاف مع الحوثيين عبروا عن غضبهم الشديد من السعودية”. في إشارة لمجازر قصف طيران التحالف المدنيين. مردفا: “المشاعر المعادية للسعودية تتصاعد في قاعات الكونغرس الأمريكي”.

 

ويضيف: “القيادة الحوثية تعرف كل هذا العداء الشعبي تجاه التحالف الذي تقوده السعودية والسيطرة الرائعة التي حققتها الحركة، وتجد مبررات أخرى للثقة بالنفس”. وتابع: “على الرغم من التباينات العسكرية الهائلة، إلا أنها وقفت أمام تحالف من الدول الغنية والقوية المدعومة والمسلحة من الغرب”.

 

لكن الخبير في الشؤون السياسية والأزمات الدولية، تحدث في المقابل، عن تماسك سلطة أنصار الله في مناطق حكمها، واستباب الأمن والاستقرار، ومقومات الضغط التي يملكونها لدفع التحالف بقيادة السعودية والإمارات نحو انهاء الحرب ورفع الحصار الجوي والبحري، ودعم السلام في اليمن.

 

وقال: “يلاحظ زائر في صنعاء أيضا إحساسا مفاجئا بالاستقرار الداخلي. يبني الحوثيون شيئا مشابها لدولة بوليسية تستغني عن وجود نقاط تفتيش أو علامات أمنية أخرى في العاصمة”. ولفت إلى عوامل عدة تجعل “أنصار الله” سلطة فعلية وليس “سلطة اسميا كما هو مع حكومة هادي” حسب وصفه.

 

في هذا، قال روبرت مالي: “الوقت، كما يشعرون، هو إلى جانبهم”. وتابع: “عزل صنعاء يحمل عواقب وخيمة على سكانها. يتحمل الحوثيون مسؤولية، لكنهم يحملون مفاتيح قرار أو تمديد الحرب. إن تجاهل أولئك الذين يحكمونها له تكاليف سياسية أيضاً. إنه يتحدى المنطق بعدم إشراكهم”.

 

وقارن بين مصلحة السعودية وأنصار الله في انهاء الحرب، قائلا: “إن تركيز العالم على عملياتهم عبر الحدود لم يقنعهم إلا أن هذا هو ما يتطلبه الأمر لجذب الاهتمام العالمي وحمل السعوديين على تغيير المسار. المملكة العربية السعودية لديها الكثير لتخسره ؛ اليمنيون لديهم القليل لتخسره”.

 

وأورد مما قد تخسره السعودية وامريكا، مثالا، بقوله: إن “هجوما صاروخيا أو طائرة بدون طيار في توقيت غير مناسب أو غير مناسب يستهدف السعودية أو الإمارات أو ممرات الشحن في البحر الأحمر، يُمكن أن يشعل فتيل صراع أوسع يشمل الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج وإيران”.

 

في المقابل، نوه رئيس مجموعة الأزمات الدولية، روبرت مالي، إلى استعداد المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ للدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب وإحلال سلام عادل وشامل. إنما ليس مع حكومة المستقيل هادي، بل مع التحالف مباشرة، بقيادة السعودية والإمارات، أو مع امريكا.

 

وقال: “على الرغم من ثقتهم، فإن الحوثيين لا يعرفون كيف أو متى ستنتهي هذه الحرب. لكنهم مستعدون للحديث، ليس مع هادي أو مع حلفائه، الذين يصفونه بـ “المرتزقة”، ولكن مع السعوديين الذين يدعون سحب خيوط السيد هادي، أو مع الولايات المتحدة، التي يعتقدون أنها تشد خيوط السعوديين”.

 

مضيفا: “يقدمون خارطة طريق، يعِدون بوقف الهجمات عبر الحدود ضد السعودية إذا أوقف السعوديون الهجمات ضدهم. سوف تنسحب من الأراضي السعودية. إذ اعادة الرياض فتح مطار صنعاء، وسوف يناقشون علاقة طويلة الأمد، كما يؤكدون، ستكون أقرب من علاقات الحوثيين بإيران”.

 

وأشار إلى أن المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ “يتحدثون بصوت واحد عن تسوية سلمية وعلاقات وثيقة مع السعودية. في حالة أخرى يحذرون من المفاجآت المخزنة إذا لم توافق الرياض على وقف إطلاق النار”. منوها بأن أنصار الله “يرفضون تسميتهم وكلاء لإيران، ويشددون على الطبيعة المحلية البحتة لمعركتهم”.

 

رئيس مجموعة الأزمات الدولية، أشار إلى أن انطباع الاخرين عن المعركة “هويتها الإسلامية الأكثر ثورية” لكنه نوه بأن “المسؤولين السعوديين والأمريكيين مشوشون”. ولفت إلى مبادرات المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ لطبيعة التسوية السياسية المحلية بعد وقف السعودية الحرب ورفع الحصار.

 

وأفاد: يقول الحوثيون أنهم سيجلسون مع يمنيين آخرين للتفاوض على تشكيل حكومة تكنوقراطية وانتخابات جديدة ونزع سلاح جميع الجماعات المسلحة”. منوها بشروط “التخلي عن أسلحتهم الثقيلة بمجرد استعادة الثقة”. لكنه يرى أنه “بعد مثل هذا القتال الوحشي، قد يستغرق ذلك فترة طويلة”.

 

يختم الخبير الدولي في الشؤون السياسية والأزمات، روبرت مالي، مقالته بقوله: “من غير المؤكد كيف سيكون رد فعل الحوثيين إذا توقفت الولايات المتحدة عن مساعدة التحالف الذي تقوده السعودية وأنهى التحالف حملته. لكن السنوات الأربع الماضية تعطينا إحساسًا جيدًا بما سيحدث إن لم يكن”.

 

وأضاف: “من المحتمل أن يكون الحوثيين أقوى، والمعارضة أكثر تجزئاً (انقساما)، وإيران أكثر نفوذاً، والمملكة العربية السعودية أقل أماناً وأكثر تشويهاً. واليمنيون أكثر فقرا ويأسا”. مردفا:”عندما غادرنا صنعاء ، سألنا السكان مراراً عما ستفعله الولايات المتحدة لإنهاء بؤسهم. كنا نتمنى أن نتمكن من الإجابة”.