المصدر الأول لاخبار اليمن

عون: أملي أن تفكروا جيّداً بآثار التكليف على التأليف

 عربي (وكالة الصحافة اليمنية)

قال الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الاربعاء في كلمة للشعب اللبناني: رأيت من واجبي اليوم انطلاقاً من قسمي ومن مسؤوليتي الدستورية ورمزيّة موقعي أن أتوجه إلى الشعب اللبناني كما إلى نواب الأمة من منطلق المصارحة الواجبة خصوصاً على مشارف الاستحقاقات الكبرى التي يتم فيها رسم خرائط وتوقيع اتفاقيات وتنفيذ سياسات توسعية أو تقسيمية قد تغيّر وجه المنطقة.

واضاف عون: لقد شهدت منطقتنا تغيّرات سياسيّة كثيرة وعميقة بفعل عوامل إقليميّة ودوليّة، وهذه التغيّرات لم تظهر كلّ نتائجها بعد على صعد كثيرة، وقد تقلب الأمور رأساً على عقب.

وتسائل الرئيس اللبناني: هناك سؤال مصيري وحتمي: أين نحن وأين موقع لبنان وما هي السياسات التي علينا أن ننتهج إزاء التغيّرات والتفاهمات المحوريّة الكبرى كي لا يكون لبنان متلقّياً وغير فاعل فيما نشهده فيغدو فتات مائدة المصالح والتفاهمات الكبرى؟

وتابع عون: أعيش وجع الناس وأتفهم نقمتهم لكن الحقيقة توجب علي أن أذكّر بأنّ بعضاً ممن حكم لبنان منذ عقود ولم يزل بشخصه أو نهجه قد رفع شعارات رنّانة بقيت من دون أيّ مضمون كانت بمثابة وعود تخديريّة لم يرَ الشعب اللبناني منها أيّ إنجاز نوعي يضفي على حاضره ومستقبله اطمئناناً.

وأكد عون: الإصلاح بقي مجرد شعار يكرره المسؤولون والسياسيون وهم يضمرون عكسه تماماً ينادون به ولا يأتون عملاً إصلاحياً مجدياً بل يؤمنون مصالحهم السلطوية والشخصية بإتقان وتفان حتى وصل بنا الأمر إلى أن أصبح الفساد فساداً مؤسساتياً منظماً بامتياز متجذراً في سلطاتنا ومؤسساتنا وإداراتنا

وقال الرئيس اللبناني: حين كنت ما أزال مُبعداً إلى فرنسا كان شعار الإصلاح يصدح في لبنان، ولم أرَ منه حين عدت أيّ أثر من أيّ نوع كان.

واضاف عون: حملت مشروع التغيير والإصلاح في محاولة لإنقاذ الوطن من براثن المصالح الفئويّة والشخصيّة والسلطويّة التي أودت بنا جميعاً إلى ما نحن عليه اليوم

وأكد الرئيس اللبناني: حين حملت مشروع التغيير والإصلاح في محاولة لإنقاذ الوطن رفع المتضررون المتاريس بوجهي

وأكد عون: ما زالت صفحات الإعلام المكتوب والمواقف في سائر الوسائل الإعلاميّة شاهدة على تصميم ممنهج من هؤلاء بعدم تمكيني من أيّ مشروع إصلاحي بمجرّد أنّه نابع من اقتناعي ونهجي

وتسائل الرئيس اللبناني: أين الاقتصاد بعد أن أكل ريعه مدخرات اللبنانيين وجنى عمرهم في حين أننا كنا ننادي وما زلنا بالاقتصاد المنتج؟ أين الخطة الاقتصادية ومن أفشل تطبيقها؟ أين برنامج الاستثمار العام (CIP) ومن أبقاه حبراً على ورق؟ أين الخطط الإنمائية القطاعية التي وضعها مؤتمر CEDRE ومن تقاعس عن تنفيذها؟

وتابع عون: اين خطة الكهرباء التي تنام في الأدراج منذ سنة 2010 ولم يحدد لها أيّ اعتماد أو إطار تنفيذي بالرغم من إصرارنا عليها كي لا يظلّ اللبنانيون أسرى العتمة وكلفة المصادر المتعددة للطاقة المحرزة؟ أين خطة السدود من تجميع ثروة لبنان الطبيعيّة المياه التي تنبع من جوف أرضنا وتذهب سدى من أنهرنا إلى بحرنا؟

 

وأكد الرئيس اللبناني: في بدايات عهدي أيقظت مراسيم الاستكشاف والتنقيب عن الغاز في بحرنا بعد سبات عميق والغاز ثروة طبيعيّة لها حجمها وآثارها الإنقاذيّة لأوضاعنا الاقتصاديّة المتردية في حين أنّ التشكيك لا يزال سائداً لدى مروّجي التشاؤم من بعض من يتولّى الشأن العام

كما تسائل عون: أين اقتراحات قوانين الإصلاح من استعادة الأموال المنهوبة والتحقيق التلقائي في الذمّة الماليّة للقائمين بخدمة عامة والمحكمة الخاصة بالجرائم الماليّة؟ أين نحن من هدر المال العام والحسابات المفقود أثرها في وزارة المال ومشاريع قطوعات الحسابات؟ أين نحن من هيئة الإغاثة ومجلس الإنماء والإعمار وصندوق المهجرين وصندوق الجنوب والمؤسسات العامة غير المنتجة والتي توافقنا على إلغائها لوضع حدّ للنزيف المالي الحادّ فيها ومن جرّائها؟ أين نحن من مبادرة الإنقاذ مما حلّ بنا سواء اقتصاديّاً أو اجتماعيّاً أو نقديّاً أو ماليّاً أو لجهة إعادة إعمار بيروت بفعل انفجار المرفأ المأساوي؟

وأكد الرئيس اللبناني: قلت كلمتي ولن أمشي بل سأظلّ على العهد والوعد وأملي أن تفكروا جيّداً بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح

 

قد يعجبك ايضا