المصدر الأول لاخبار اليمن

مخطط ضخم يمتد لسنوات طويلة قادمة..تهويد مدينة القدس

تقرير:وكالة الصحافة اليمنية//

تتسارع وتيرة الإجراءات الإرهابية التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تهويد مدينة القدس المحتلة وتغيير معالمها التاريخية وبنيتها الديمغرافية عبر إعلانها عن مخطط ضخم تنوي تنفيذه في مركز مدينة شرقي القدس، ويمتد لسنوات طويلة قادمة .

وأودعت اللجنة اللوائية الإسرائيلية بالقدس المحتلّة قبل نحو شهر ونصف المخطط التهويدي، تحت مسمى “مشروع مركز شرق المدينة” وأعلنت عنه مؤخرًا من خلال تعليق يافطات خضراء داخل المدينة للاعتراض عليه خلال 60 يومًا تنتهي بتاريخ 23 ديسمبر القادم، وفقاً لتقرير خاص بوكالة سبأ.

وبحسب متابعين ومراقبين فإن وتيرة المحاولات الاسرائيلية لتهويد مدينة القدس المحتلة تسارعت بشكل ملفت حيث حذرالمختص بشؤون التنظيم والبناء المحامي مهند جبارة من هذا المخطط التهويدي الضخم، قائلًا إنّ “هذا المخطط محاولة لتغيير ملامح القدس العربية والفلسطينية، ومحاولة خطيرة للحدّ من التكاثر الديمغرافي الفلسطيني في القدس، حينما يحددون إمكانية البناء في المنطقة فقط لخمس طبقات، ولا يمكن الفلسطينيين من التكاثر وبناء السكن”.

ويقول جبارة “كل من يدقق في هذا المشروع يكتشف أن هناك محاولة لتفريغ القدس من سكانها الفلسطينيين، وهو جزء من مخطط كبير تسعى إليه الهيئة العامة الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية ممثلة ببلدية القدس والداخلية؛ للسيطرة على المدينة، وتهويد جزء كبير منها وربط شرقي المدينة بغربيها، وإزالة ملامحها العربية والفلسطينية والدينية، من خلال فرض طوق كامل من المخططات الاسرائيلية التي تربط الشطرين الغربي مع الشرقي

وأشار جبارة إلى أن اللجنة منحت السكان فرصة حتى الـ23 من الُشهر المقبل للاعتراض على المشروع، لافتا إلى أن المشروع يتضمن الكثير من التغييرات في المدينة بما في ذلك تحويل شارع صلاح الدين لشارع للمشاة.

وبين جبارة أن المخطط تفصيلي عملت عليه بلدية الاحتلال منذ 20 عاما، ويؤثر عمليا على 300 ألف شخص شرق القدس المحتلة، ومع ذلك فقد أعدته البلدية دون التشاور مع السكان وأصحاب المحال التجارية في الشوارع والأحياء التي يشملها المخطط.

ويؤكد أنّ مخطط مشروع “مركز شرقي المدينة” يعتبر امتدادًا لمشروع ما يسمى “وادي السيلكون” في حي واد الجوز بالقدس، وهما المشروعان اللذان يهدفان إلى طمس الهوية الفلسطينية وفرض السيادة الاسرائيلية على شرقي القدس المحتلّة.

وكانت بلدية الاحتلال قد أعلنت قبل نحو أسبوعين عن إطلاق خطة تهويدية جديدة في شرق القدس، تشتمل على مشروع ضخم لإنشاء وادي السيلكون وهو عبارة عن خطة، بموجبها سيتم توسيع مساحات قطاع المال والأعمال والمحال التجارية والغرف الفندقية بحجم كبير شرق القدس على حساب المنطقة الصناعية التي ستدمر بالكامل.

ويعتبر هذا المشروع هو الأضخم منذ العام 1967، ويهدف إلى تطويق البلدة القديمة من الجهة الشرقية، ودمج شطري المدينة وتكريس السيادة الاحتلالية الإسرائيلية في القدس. ويؤدي المشروع إلى تطويق البلدة القديمة وعزل الأحياء الفلسطينية، والسيطرة على 2000 دونم في منطقة حساسة، وإزالة 200 محل تجاري وكراج في وادي الجوز بعضها تلقى إنذارات بالإزالة بالفعل.

ويمتد تنفيذ المخطط حتى العام 2023 بتكلفة 2.1 مليار شيكل، ويشمل وادي السيلكون توسيع مساحات الأعمال والمحال التجارية والغرف الفندقية شرقي المدينة. وتروج سلطات الاحتلال للمخطط الاستيطاني بزعم أنه سيوفر فرص عمل ومساحات ضخمة للأعمال التجارية والصناعية والتكنولوجية.

وفي السياق المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) كشف في تقرير أن هناك مخطط إسرائيلي جديد لتهويد القدس وتغيير ملامحها وطابعها العربي – الإسلامي تحت غطاء “التطوير”.

وحسب هذا التقرير تتعرّض مدينة القدس منذ احتلالها عام 1967 لعملية. تهويد و”أسرلة” ممنهجة حيث دأبت حكومات إسرائيل المتعاقبة على وضع مجموعة كبيرة من الخطط والبرامج وإصدار العديد من القرارات وتنفيذها ضمن استراتيجية استعمارية واضحة لتهويد المدينة المقدّسة وتغيير طابعها العربي، وذلك من خلال إلباسها ثوباً يهودياً- صهيونياً في إطار عملية “المحو والإنشاء” التي تعرّضت وما تزال تتعرّض لها المدينة وغيرها من الأماكن والمدن الفلسطينية الأخرى.

وقد اشتدّت وتيرة المساعي الإسرائيلية هذه خلال العقود الأخيرة التي شهدت هجمة استيطانية تهويدية مكثّفة من خلال “الخطط الخمسية” المتتالية والتي تخصّص وترصد لها موازنات ضخمة تحت مسمّيات مضلّلة تخفي النوايا الحقيقة الكامنة والأهداف المرجوة منها. ويشير “مدار” للخطة الجديدة الواردة في سياق الهجمة الإسرائيلية المسعورة على الحقوق الفلسطينية، وتلك الساعية لتهويد وأسرلة مدينة القدس كمقدّمة لضمّها .

وتتبع إسرائيل منذ اللحظات الأولى لاحتلالها القدس عام 1967، سياسة عدوانية عنصرية تجاه الفلسطينيين المقدسيين؛ بهدف إحكام السيطرة على مدينة القدس وتهويدها وتضييق الخناق على سكانها الأصليين؛ وذلك من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية والتي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.

قد يعجبك ايضا