المصدر الأول لاخبار اليمن

غياب هادي يثير التساؤلات حول مصيره الغامض

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

شكوك كبيرة اجتاحت الشارع اليمني حول المصير الغامض للرئيس المنتهية ولايته “هادي” منذ تنازله عن السلطة لصالح مكون سياسي جديد موال لدول التحالف.

وتساءل صحفيون وحقوقيون موالون للتحالف، عن مصير هادي، بعد إعلان نقل صلاحياته إلى مجلس الرياض الرئاسي برئاسة رجل السعودية الأول وذراعها الأيمن في اليمن “رشاد العليمي”.

حفلة صورية

 

وأعلن “هادي”، الأربعاء الماضي، استقالته ونقل كامل صلاحيته إلى مجلس رئاسي شكلته السعودية برئاسة رشاد العليمي.

يأتي ذلك ضمن التحوّلات الجديدة التي أجرتها السعودية في شكل السلطة التابعة لها في اليمن، حيث أعلنت وكالة الانباء السعودية انشاء مجلس رئاسي مكون من7 اشخاص ليحل محل “هادي” ونائبه “علي محسن الأحمر”.

ورأي مراقبون، أن تنحي هادي عن السلطة، قد انهى عمليا “الحفلة الصورية” التي تضمنت مشاورات الرياض، لكون المجلس الرئاسي الذي أعلن عن تشكيله، في العاصمة السعودية الرياض، لا يعدو كونه خليط من قادة الميليشيات ورموز الفساد الذين تتقاطع أهدافهم ومصالحهم وولاءاتهم مع مصلحة الوطن، الأمر الذي يجعل الاتفاق فيما بينهم يدخل في عداد المستحيل.

وأكد المراقبون، أن قرار عزل هادي ونقل صلاحياته  إلى أي مسمى جديد، خاصة والجميع يعرف أن هادي قد دخل في بيات شتوي منذ عدة سنوات.

الاعتراف بالعمالة للخارج

وقال “مختار الرحبي” السكرتير الصحفي الخاص السابق لـ”هادي” في تغريدة له على موقع تويتر” أمس السبت: “ما يزال هادي هو الرئيس الشرعي ولم يقدم استقالته فقط فوض الصلاحيات وبطريقة غير شرعية تحت الضغط والتهديد”.

 

 

كما قال في تغريدة سابقة: “يستطيع هادي قلب الطاولة على الجميع ما يزال هو الرئيس الشرعي ما قام به تحت الضغط هو تفويض بصلاحياته”.

 

 

وأعترف الرحبي، أن اليمن تشهد أسوأ مرحلة تاريخية لها، جراء غرق النخب السياسية في العمالة للخارج، قائلاً “نحن نعيش في أسوأ مرحلة في تاريخ اليمن الحديث قائلاً: “لدينا نخبة سياسية وأحزاب  منبطحه للخارج تخاف على مصالحها أكثر من خوفها على مصالح اليمن وقرار اليمن السيادي”.

 

وأضاف الرحبي، “من المحزن ان من يتخذ قرارات مصرية لليمن هي دول خارجية استطاعت الوصول إلى القرار السيادي والتحكم به وأصبحت تقرر من يتولى ومن يغادر الساحة السياسية وفق رؤيتها واجندتها الخاصة “.

 

 

قصة رسمية لعزل وإهانة هادي

 

وكان الرحبي قد كشف في تغريدة سابقة على موقع “تويتر” خفايا ما حصل داخل الرياض أثناء عملية تنحي هادي عن السلطة لصالح مكون سياسي جديد تابع للسعودية قائلاً: القصة الحقيقية

  • تم استدعاء كل القيادات السياسية للديوان الملكي، وتم عزلهم عن بعض من الساعة السابعة إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل دون معرفة أي تفاصيل عن ما حدث ويحدث.

  • تم استدعاء هادي إلى الديوان الملكي على غير العادة حيث يذهب محمد أو خالد بن سلمان إلى مقر إقامة هادي .

  • وصل هادي إلى الديوان الملكي مع أولاده والحارس الشخصي وبعض الموظفين، ثم تم عزل هادي عن كل المساعدين، مع منع كل وسائل الاتصال عن جميع من وصولوا إلى القصر وهو ما يدل على حدوث شيء كبير، هام، مفصلي وخطير.

  • بدأ لقاء هادي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في الساعة العاشرة مساءً الخميس، كان لقاءً ساخنًا، وكان كل شيء جاهز، طلب من هادي التوقيع على القرارات التي قيل له إن كل الأطراف السياسية قد وافقت عليها.

  • كان الخيار الأول أن يستمر الرئيس عبدربه رئيسًا للمجلس، لكن بدون صلاحيات. رفض الرئيس، وفضل أن يخرج من المشهد إذا كانت تلك هي رغبة السعودية ورغبة جميع الأطراف السياسية كما قيل له من السعوديين . ثم طلب من الرئيس قراءة كل القرارات.

  • رفض هادي قراءة القرارات وتم الاتفاق أن يعلن القرار فقط، ثم استدعي وزير الإعلام معمر الإرياني لقراءة القرارات، رفض في البداية، وطلب لقاء هادي وفعلًا، قابل هادي، وبدوره أعطاه الإذن بقراءة تلك القرارات وهو ما حدث وتم بث تلك القرارات عبر القناة الرسمية .

  • تم إعلان قرار إقالة النائب علي محسن والإعلان عن بيان رئاسي في ظل عدم معرفة أي طرف سياسي، كل من كان في الديوان الملكي لا يعرفون أي شيء، ولم يسمح لهم بالخروج من الغرف المتواجدين فيها الا بعد إنهاء كل شيء.

  • بعد أن وقع هادي على القرارات تم وضع كل القيادات السياسية أمام أمر واقع ، إن “هادي” وقع على القرارات وليس أمامكم إلا الموافقة وإصدار بيانات الدعم والاشادة. لم تتح لهم أي فرصة للنقاش أو الرفض .

  • كان الجميع في الديوان الملكي، بما فيهم أعضاء ورئيس مجلس الرياض الرئاسي، أجري لقاء سريع مع هادي وهو ما عرض في وسائل الإعلام، ثم عاد الرئيس هادي إلى مقر إقامته. لكن أولاد الرئيس، ومنهم ناصر وبعض المقربين، ظلوا إلى اليوم الثاني في الديوان الملكي دون معرفة بما حصل.

  • كانت مشاورات الرياض مجرد غطاء فقط لهذه القرارات التي اتخذتها السعودية بعيدًا عن كل الأطراف، بما فيهم هادي ونائبه وكل الأطراف السياسية، وهذا يدل على أن السعودية تريد التخلص من “حكومة هادي” والبدء بمشاورات مع جماعة أنصارالله وإنهاء الحرب.

‏وأختتم الرحبي تغريداته قائلاً: “حتى الآن لا يعرف مصير هادي ولا عائلته،  ولا أحد يعرف كيف سيتم التعامل معه؟ وأين هو الآن؟ حيث لم يتم التواصل معه من لحظة خروجه من الديوان الملكي وحتى هذه اللحظة”.

 

وقال الرحبي في تغريدة أخرى: “منذ 3 أيام ورئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وعائلته في عزلة تامة عن العالم الخارجي ويمنع عنهم استخدام الهواتف، حاولت التواصل معهم وجميع طرف التواصل المعتادة مغلقه بالأمس فقط تم السماح لثلاث شخصيات يمنية بزيارة خاطفة للرئيس استمرت ربع ساعة”.

 

 

 

وبدورها حاولت توكل كرمان الناشطة والقيادية في حزب الإصلاح، والتي تعتمد عليها قطر في اليمن وتوفر لها دعم كبير، إظهار أن هادي قد تعرض للضرب والسجن والاهانة وإجباره على التنازل على السلطة .

وغردت توكل قائلة: “ما حدث بالضبط في الرياض أنهم حبسوا كل واحد من المتشاورين في غرفة عدة ساعات، ثم أمروهم بالتوقيع على بيان هادي، والذي كان محبوسا أيضا في غرفة، ويعلم الله أيش حصل له، ملطام أو تهديد أو إغراء مادي!”.

 

مصير مخزي

وكشفت توكل كرمان على موقع “تويتر” عن مصير مخزي لهادي وعائلته في آخر تغريدة لها: “لا أحد يستطيع ان يتواصل مع الرئيس هادي أو أي من أفراد عائلته، ولا نعلم ماهي الظروف التي هم فيها الآن”.

وأكد “موقع رابطة الصحافة القومية” أن الجناح الذي يقيم فيه هادي مع زوجته لا يزال محاط بقوة من ألأمن السعودي وتم فصل هادي عن جميع اولاده واحفاده الذين اطلق سراحهم مسار الجمعة بواسطة بريطانية ومصادرة كل هواتفهم الشخصية واغلاق الاتصالات والانترنت من القصر ومنع الزيارات او الخروج من القصر.

 

 

سخرية خليجية

وسخر مفكر وباحث عماني من السعودية و إعلان عاصفة الحزم وحربها على اليمن على مدار 7 سنوات لإعادة شرعية هادي للبلاد واصفا أهم إنجازاتها إزاحة هادي من الرئاسة.

وقال الباحث العماني الدكتور أحمد عيسى قطن في مطلع تغريدته: “قام التحالف الخليجي بشن عاصفة الحزم لا عادة شرعية هادي.. واهم انجاز لهذا التحالف بعد 7 أعوام من الحرب الطاحنة هو إزاحة الرئيس هادي”.

وأختتم قطن تغريدته ساخراً” “فنعم الفزعة ونعم التحالف ونعم الحزم!!!”.

 

 

العليمي يمحو هادي

 

وكانت خارجية “حكومة التحالف” قد وجهت أمس السبت، بعثاتها الدبلوماسية في الخارج في الخارج بإزالة صور هادي من البعثات والمقرات الرسمية واستبدالها بصور رئيس المجلس الرئاسي “رشاد العليمي”.

وطالبت مذكرة صادرة عن خارجية “حكومة هادي” في العاصمة السعودية الرياض، إبلاغ الدول اعتماد المخاطبات الرسمية باسم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بديلاً عن “هادي”.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من توجيهات رسمية بإزالة صور هادي من الدوائر الحكومية في المحافظات اليمنية المحتلة.

قد يعجبك ايضا