المصدر الأول لاخبار اليمن

تقرير فرنسي يؤكد تورط باريس في حرب اليمن ويكشف تفاصيل صفقات الأسلحة

باريس/وكالة الصحافة اليمنية//

تُعدّ فرنسا، بعد الولايات المتحدة، أهم مزود أسلحة للتحالف السعودي – الإماراتي المنخرط في الحرب على اليمن منذ 2015 من الذي يجهز ويصلح طائرات التحالف القتالية؟ أين يتم تكوين العسكريين؟ أين تُنتج القنابل التي تضرب الأسواق والمنازل اليمنية؟ هنا تحقيق عن الشركات الفرنسية الكبيرة التي استفادت من الحرب بدعم من الدولة الفرنسية.

وقال التقرير الذي كتبته ” اريان لافرييو” ونشره موقع “Orient XXI”  أن فرنسا لم تكف عن دعم التحالف ضد اليمن، منذ 2015م، وفيما بررت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورانس بارلي لقناة “فرانس أنتير” الإذاعية  في يناير 2019م، بأن ما تصدره فرنسا للسعودية أسلحة دفاعية، أثبت تحقيق أجراه موقع “ديسكلوز” الاستقصائي، في 15 إبريل2015م، عنوانه “صنع في فرنسا” صادر عن مديرية المخابرات العسكرية “دي أر أم” (DRM)، عكس ذلك. ولم تشارك طائرات ومروحيات ودبّابات ومدافع فرنسية في هجمات التحالف فحسب، بل استُخدمت هذه الأسلحة لاستهداف مناطق مدنية.

وبالمثل قال وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف، في 13 فبراير 2019م، إن فرنسا لا تقدم شيء لسلاح الجو السعودي، وهي كذبة تتجاهل تسليم شحنات من أدوات الليزر لتحديد الأهداف من مجموعة “تاليس”، والتي تمّ إرسالها إلى السعودية على الأقل حتى 2017، فضلاً عن آلاف الصواريخ المصنوعة في فرنسا والتي تم تسليمها لتحالف السعودية العسكري.

 أسلحة فرنسية بضوء أخضر

أعطت فرنسا، سنة 2019 ، الضوء الأخضر لـ47 عقداً لتصدير ذخيرة إلى السعودية، وطوربيدات وصواريخ وقذائف موجهة ومواد متفجرة أخرى، بقيمة إجمالية مليار يورو للسعودية، و3.5 مليارات يورو للإمارات. في العام التالي، 2020، قفزت هذه التراخيص بنسبة 40 في المائة للسعودية و25 في المائة للإمارات.

وتابع التقرير بالقول إنه بين عامي 2015 و2021، سلّمت فرنسا معدات عسكرية وذخائر وخدمات صيانة بنحو 9 مليارات يورو إلى السعودية.

أسلحة فرنسية للسعودية استخدمت في حربها على اليمن منذ 2015

وأشار التقرير إلى ما قام به عمال ميناء (دوكير)  في مرسيليا ولوهافر، الذين منعوا شحنات موجهة إلى السعودية. وفي الجمعية الوطنية الفرنسية، دعا نواب ومنظمات غير حكومية إلى فتح لجان تحقيق وتعليق الصادرات إلى التحالف، وقد أصبح اليوم غالبية الفرنسيين يؤيدون ذلك.

 ولفت التقرير إلى صفقة أخرى في 3 ديسمبر 2021م، حيث نالت شركة تصنيع الصواريخ (MBDA) عقدا بقيمة ملياري يورو لتجهيز 80 طائرة “رافال” طلبتها الإمارات من داسو. حتى لو لم تكن طائرات “رافال” جاهزة قبل عدة سنوات، فإن صواريخ (MBDA) قابلة للاستعمال، بمجرد تسليمها، على طائرات “ميراج” المستخدمة فعلياً في اليمن.

هذه الصواريخ، التي هي في الخدمة أيضاً لدى الجيش السعودي، يتم تجميعها في وسط فرنسا هي الأخرى، وتعد ورقة رئيسية للتحالف، وهي محملة بـ400 كيلوغرام من المتفجرات قادرة على تفجير مبنى بضربة واحدة ويمكن تشغيلها على جميع طائرات التحالف المقاتلة: تايفون، تورنادو وغيرها من طراز ميراج 2000.

 ونوه التقرير إلى أن الترسانة السعودية المدرجة من قبل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إحدى القنابل الرئيسية في كتالوغ مجموعة تصنيع الصواريخ (MBDA): صاروخ بريمستون (Brimstone- “الكبريت”)، والذي يمكن تحميله على الطائرات كما على الدبابات، ويتم تصنيعه في لوستوك، بضاحية مانشستر. كما تم أيضاً اللجوء إلى عمال بورج لتصنيع أول منضدة اختبار صواريخ بريمستون، تم شحنها جاهزة للتشغيل إلى إنكلترا.

في 2016، خططت شركة نكستر لبيع 53 ألف قذيفة و50 ألف مكون متفجر – والتي تسمى “صواريخ مدفعية” في القاموس العسكري- إلى الإمارات، وفقاً لمذكرة من الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني (SGDSN) بتاريخ 1 يونيو 2016، كشف عنها موقع “ديسكلوز”.

في رُوان، حيث توظف ما يقارب 1400 أجير، يقوم مصنعها بتسليم مدافع سيزار التي تعد السعودية أحد أكبر زبائنه. وقد استلمت السعودية، بين 2018 و2021، 42 مدفعا.

الرئيس الفرنسي ماكرون

بعد وصول إيمانويل ماكرون إلى السلطة في 2017، تم الاحتفاظ بعقيدة هولاند مع استثناءات ضئيلة. خلال الولاية الأولى (2017 ـ 2022)، أعطت اللجنة المشتركة بين الوزارات (CIEEMG) ما لا يقل عن 77 رخصة تصدير للذخيرة للسعودية و87 ترخيصاً لحليفتها الإمارات.

تدريب جنود إماراتيين

وتطرق التقرير إلى تواجد 30جنديًا  إماراتيًا في أكبر مدرسة فرنسية في قطاع الطيران والفضاء في 2015م،  في بلدية لا تريسن، بالقرب من بوردو. وهناك دفعة جديدة تنتظر التخرج في 2023. في هذه المرة، تستقبل المدرسة عدة مئات من المتدربين من الإمارات، الذين سيتتالون لعدة سنوات، للتعلم على صيانة أسراب رافال القادمة التي تم تقديم طلبيتها في نهاية عام 2021

أما السعوديين بحسب التقرير فقد أقنعتهم فرنسا بالمجيء للتدرب على استعمال أبراج المدافع في كوميرسي، وهي قاعدة عسكرية سابقة أخليت بعد رحيل فوج عسكري فرنسي.

 لتبرير استمرار عقودهم مع السعودية والإمارات، لا يتوانى الصناعيون في التحجج بحماية مناصب الشغل في فرنسا. لكن الحجة أبعد من أن تصادق عليها النقابات. تخوض الكونفدرالية العامة للشغل (CGT) داخل مجموعة تاليس، منذ عدة سنوات، حركة لوقف بيع العتاد الحربي للسعودية والإمارات المستعملة في الحرب في اليمن. ففضلا عن القنابل المصنعة في وسط فرنسا، فإن مجموعة تاليس هي أيضا المزود الرسمي لأدوات الاستهداف أو “جراب داموكليس” للقوات الجوية السعودية والإماراتية.

وختم التقرير بالقول إن السعودية اشترت حوالي 60 جراباً فرنسياً، تم تسليم آخرها في 2017، لتجهيز طائراتها تيفون وتورنادو (وفقا لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام). نفس الأمر ينطبق على طائرات ميراج للأسطول الإماراتي، وتواصل “تاليس” منذ 2017 ضمان صيانتها.

قد يعجبك ايضا