المصدر الأول لاخبار اليمن

رغم أن العدوان البشع استهداف أراضي صعدة الزراعية الخصيبة.. ما زال الرمان يثمر..!

 

تقرير ميداني خاص : وكالة الصحافة اليمنية

لم يمر في تاريخ البشرية عدوان سافر وبربري مثل العدوان السعودي في إطار تحالف عربي على اليمن، فقد استهدف كل جوانب الحياة في هذا البلد، وسكب حقده وغله على كل شيء فيه من أطفال ونساء وبنى تحتية وأسواق ومدارس ، وحتى الأراضي الزراعية والمزارع.

كان لمحافظة صعدة النصيب الأكبر من العدوان، وقدأمطرتها مقاتلات التحالف بعشرات الآلاف من الصواريخ، فأحرقت أرضها ودمرتها بصورة حاقدة جداً.

وقد لا تبدو حُبيبات الرُمان ذات أهمية عند الحديث عن بشاعة الحرب العدوانية على اليمن، وآثارها المدمرة على الشعب بأطفاله وكهوله وشيوخه، لكن حبيبات الرمان تلك تُساعد في تفسير “لماذا يموت آلاف اليمنيين جوعاً” منذ بدء العدوان في مارس 2015.

قبل العدوان، كان مزارعو الرُمان في مُحافظة صعدة، يُصدّرون منه نحو 30 ألف طن سنوياً، لتُشكل هذه الثمرة الحمراء مصدر دخل رئيسي للمزارعين..في غمار الحرب، تراجعت صادرات رمان صعدة نحو الثلث، ويلقي المزارعون باللوم في ذلك على نقص الوقود والماء وتأثير القصف الجوي من قوات التحالف بقيادة السعودية وبدعم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى.

يقول المزارعون في صعدة إن “استهداف الأسواق والطرق يجعل التنقل أكثر خطورة، ويزيد تكلفة نقل الرمان على متن شاحنات لميناء الحُديدة الرئيسي”، الذي يُعتبر “شريان حياة اليمنيين”.

“رُماننا يموت بسبب العطش… بسبب الحصار”
يقول المُزارع ربيع العبدي في إشارة إلى الإجراءات “الصارمة” التي تفرضها قوات التحالف على الواردات إلى اليمن والتي تسببت في “بطء تدفق السلع التجارية”، والإمدادات الحيوية مثل الوقود والأدوية والمساعدات الإنسانية.

ويقول مدير إدارة التسويق الزراعي في محافظة صعدة، علي صالح: “هذه الحرب تسببت بغلاء الوقود، والضروريات الزراعية بشكل جنوني، وهذا ما أثّر على المزارعين وإنتاجهم”.

لقد عرفت محافظة صعده منذ زمن طويل بسلة الخير ووفرة منتجاتها الزراعية واشتهرت بالأودية والتربة الخصبة خاصة وادي الصعيد الذي تربض على ظهره مديرية سحار ومجز والصفراء وكتاف ويوجد ببطنه حوض صعده المائي وهو الوادي الشهير والمعروف بإنتاجه الكثير من المنتجات والمحاصيل الزراعية وعلى وجه الخصوص محصل ثمرة الرمان الذي اشتهرت به محافظة صعده وأصبح رمزا لها وملازما لاسمها ويعد وجه صعده الاقتصادي والزراعي .

ويعتبر الرمان المنتج والمحصول الأول الزراعي في صعدة والذي يعد منتج الاقتصاد الزراعي لأبناء المحافظة وخاصة المزارعين الذين يعانون من مشاكل تسويقه وكيفية توزيعه لمختلف المحافظات وكذا أسواق دول الجوار.

وتشتهر محافظة صعدة بإنتاج العديد من الفواكة والحبوب كالبن والعنب والمشمش والخوخ، غير أن هذه الأرض الخصبة لم تسلم من العدوان الذي استهدفها بصواريخ طائراته ليقضي على كل ما يمت للحياة بصلة في صعدة.

وقد بلغت خسائر القطاع الزراعي في المحافظة نتيجة الاستهداف المباشر بحسب مكتب الزراعة في المحافظة أكثر من ملياري دولار، ممثلة في استهداف مكتب الإدارة العامة بسبع غارات أدت إلى تدميره بالكامل، وكذا استهداف المجمع الزراعي بوحداته السكنية ، اضافة إلى استهداف المشاتل الزراعية التي تبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي نصف مليون شتلة، واهمها كان المشتل المركزي الذي تم تدميره علماً انه كان أكبر مشتل في الجمهورية حيث تبلغ سعته الإنتاجية حوالي ( 300) ألف شتلة سنوياً.

ويؤكد المهندس عبدالله الوادعي مدير مكتب الزراعة في صعدة أن العدوان استهدف عدداً من المراكز الإرشادية في مختلف مديريات صعدة والبالغ عددها (15) مركزاً ارشادياً نتج عنها تدمير (5) بيوت بلاستيكية خاصة بالمكتب، وأكثر من (500) بيت بلاستيكي قطاع خاص تعرضت لقصف مباشر، وحوالي (40) بيتاً بلاستيكياً تضررت بشكل غير مباشر، بالإضافة إلى استهداف المختبر البيطري الإقليمي والمحجر البيطري في البقع والمحجر البيطري في منفذ علب والوحدة الحقلية للمخازن الخاصة بمكتب الزراعة، إضافة الى استهداف مراكز التخزين الثابتة والبالغة أكثر من عشرين مركز بطاقة تخزينية تقارب نصف مليون سلة.

وأضاف: أما فيما يتعلق بالآلات والمعدات الزراعية فقد دمر العدوان عدد (8) حراثات كبيرة ومتوسطة و(4) حراثات صغيرة، وسبع مضخات للمجمع الزراعي، بالإضافة إلى أن العدوان عمد إلى استهداف وسائل النقل المبردة المخصصة لتصدير الفاكهة الى خارج اليمن والبالغ عددها أكثر من (30) ناقلة مبردة وأكثر من (50) وسيلة نقل للتسويق الداخلي ،إضافة إلى استهداف ستة مصانع تخدم النشاط الزراعي الخاصة بصناعة الدرّاسات (الحصادات) والتدوير البيئي ومصانع للسلال، كما تم استهداف الأسواق المركزية وتدميرها بالكامل الأمر الذي أثر بشكل كبير على عملية التسويق الزراعي، هذا إلى جانب ما لحق بالثروة الحيوانية منها (2) هناجر دجاج تتبع القطاع الحكومي وأكثر من (60) هنجراً تابعاً للقطاع الخاص تم استهدافها بصورة مباشرة، كم تضررت (30) مزرعة دجاج تضرراً غير مباشر، هذا إلى جانب ما تسبب به العدوان في نفوق أكثر من نصف الثروة الحيوانية بالمحافظة وقد لوحظ ولادة مواليد مشوهة من الأبقار والأغنام نتيجة الغازات الناتجة عن الأسلحة المستخدمة الملقاة على صعدة.

قد يعجبك ايضا