المصدر الأول لاخبار اليمن

تقرير ميداني من بين ركام الموت في نصب الجندي المصري بصنعاء: شاهد صورة حصرية لأطفال الريمي الذين قتلهم طيران التحالف ب5 صواريخ

تقرير ميداني خاص // وكالة الصحافة اليمنية //

– 5 صواريخ خلال نصف ساعة فقط طاردت عائلة الريمي وحولته مع 15 من عائلته بينهم 9 أطفال  إلى أشلاء
– تفاصيل مجزرة العدوان في “عصر”: طائرات إف 16 تشن حرب إبادة

يوم كامل على وقوع المجزرة المروعة التي راح ضحيتها 15 شخص من عائلة واحدة بينهم 9 أطفال،  في منطقة عصر بمديرية الوحدة بصنعاء ، هي عائلة – ” حارس النصب التذكاري ” – علي الريمي .

مازالت رائحة الموت تحيط بالمكان ، يبدو الأهالي المجاورين لموقع الحادث غير مستوعبين ما حدث ، يرتسم الخوف على وجوههم وأغلبهم أطفال ، هم أصدقاء أبناء الريمي الصغار الذين قضوا بقصف طيران التحالف فيما كانوا يتأهبون للذهاب إلى المدرسة.

وفي استخفاف واضح بعقلية المشاهدين قالت  قناة الحدث السعودية إن غارات طيران التحالف استهدفت اجتماعاً لقيادات عسكرية  جوار النصب التذكاري المصري، فيما زعمت قناة العربية أن “الحوثيين” قاموا بإرتكاب  مجزرة بحق مدنيين يمنيين حين قاموا بإطلاق صاروخ من حديقة فرح لاند في عصر أصاب عائلة كاملة جوار النصب التذكاري.

مغالطات اعلامية لا أكثر ، في محاولة للتنصل من عبء المسؤولية وتبرئة الجلاد الذي يواجه حرجاً عالمياً كسفاح قاتل للأطفال والنساء ، فيها روايتان متناقضتان تكذبان بعضهما وتفضحان حالة التضليل الكبيرة التي تتعمد توجيهها تلك القنوات صوب مشاهديها كي تحرف مسار متابعاتهم لأحداث المعارك الرئيسية التي تتكسر فيها زحوفات  قوى العدوان ومرتزقته ..لكن الحقيقة لا يمكن تغييبها أبداً.. فوكالة الصحافة اليمنية زارت موقع الجريمة ونقلت تفاصيل موجزة لما حصل  هناك.

تمام السابعة صباح أمس الاثنين 25ديسمبر 2017 كان علي الريمي وزوجته قد استيقظا مبكرين كعادتيهما ، واستيقظت معهما بقية أفراد الأسرة المكونة من ابنه الأكبر محمد  وزوجته  سامية ، وبقية الأبناء بينهم الطفلة زهور التي كانت قد استعدت للذهاب إلى مدرستها.. أكملت الأسرة المكونة من 16 شخصاً إفطارها وهموا بالذهاب  إلى وجهاتهم المختلفة ، لكن الموت كان يتربص بهم ، هكذا دون مبرر.

عند ال7:27 صباحاً ، طائرات العدوان شنت غاراتها على منزل علي الريمي الكائن داخل أسوار النصب التذكاري المصري الواقع فوق تلة في منطقة “عصر” المطلة على مدينة صنعاء من جهة الغرب. تفاجأ الريمي وعائلته وأطفاله بانفجار مدوٍ أصاب جزء من منزله ومنزل مجاور له وقتل زوجته على الفور ، فما كان من الرجل إلا أن قام بإخراج كل أفراد العائلة خارج منزله وأركبهم سيارته الخاصة ليأتي الصاروخ الثاني بعد 5 دقائق ويستهدف سيارة الريمي مباشرةً بمن على متنها ” جميع افراد العائلة ” باستثناء ولده إسماعيل (21) عاماً الذي عاد إلى المنزل آملاً إسعاف والدته العجوز التي كانت قد فارقت الحياة وبشكل صاعق.

وقف إسماعيل عاجزاً أمام مشهد مأساوي لن ينساه أبداً، ولم يجد له مبرراً ..فقد رأى الشاب العشريني 15 شخصاً هم كل أفراد عائلته يقتلون في ثوانٍ ، فيما أصيب هو بشظايا وكان الناجي الوحيد .

لم يستطع إسماعيل الهروب من موقع الجريمة ، ولم يتمكن من إخراج جثة والدته، فطائرات إف 16 لم تترك له الفرصة وراحت تمطر حقدها على ذات الموقع بثلاثة صواريخ أخرى لتكون حصيلة الصواريخ 5 ، والضحايا 15.

نجا إسماعيل من الكارثة، لكن آثارها المرعبة وتفاصيلها الموحشة لن تغادر ذاكرته أبداً.. كما أنها لن تغادر جيرانه ، والأطفال الذين كانوا يقفون أمام بوابة النصب التذكاري المصري، يشاهدون بأسى منزل أصدقائهم وقد أصبح خراب، فيما تتوزع آثار الدم وما تبقى من سيارة الريمي والصواريخ التي انتهكت الحياة بوحشية سادية.

محمد وهو أحد أصدقاء أبناء الريمي الصغار قال لـ”وكالة الصحافة اليمنية” بصوت مخنوق :” الاطفال الذين قتلوا عددهم 9 وهم أصحابي. .كلهم ماتوا “. ثم صمت محاولاً التماسك  ، فثمة دموع  كانت تتأرجح داخل عينيه الصغيرتين.

كان محمد يحمل صورة لأصدقائه “أزهار ، زهور ، نسيبة ، حمودي ، ملاك ” ، وهو الآن يبدو وحيداً إلا من أسى وحزن عميق وذاكرة مازالت صغيرة جداً على استيعاب ما حصل ولماذا أصلاً حصل.؟!. فأصدقاؤه ليسوا قادةً عسكريين ، كانوا صغاراً جداً على مصادرة حياتهم بوحشية مفرطة.

استأذن محمد وأخوه في الانصراف ، وحين سألتهم “وكالة الصحافة اليمنية” (إلى أين سيغادرون ؟). قالوا أنهم ذاهبين إلى مراسيم تشيع أصدقائهم ودفنهم .. وسريعاً غادروا  كي يلحقوا بركب المشيعين ، في وداع طفولي أخير لأصحاب وجيران أجبروا على مغادرة الحياة دون استئذان.

 ليس ثمة تفاصيل كثيرة عن الحادثة ، فكلالرعب الذي قذفته طائرات العدوان  صوب الريمي وعائلته  كان سريعاً وخاطفاً  ومفزعاً للغاية

احد اقرباء الاسرة المقتولة /  عبدالملك محمد علي

 .

 وبشرح موجز قال  عبدالملك محمد علي مثنى  أحد أقارب الضحايا  لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أن الطائرات التي هاجمت منزل

علي الريمي  لمدة نصف ساعة صباح الاثنين الدامي لم تترك مجالاً للجيران لاستيعاب ما يحدث ، ولا لإسعاف الجرحى وعددهم (4) بينهم عمال بناء..، وبعد زهاء نصف ساعة كاملة بدأت عملية الاسعاف وتتبع أجساد القتلى التي تحولت إلى قطع صغيرة تناثرت في أرجاء المكان.

تدمر منزل الريمي الصغير جداً ، وتدمر أسفل منه منزل آخر ، كما تدمر مبنى حمامات تابع لموقع النصب التذكاري ويبعد بضعة أمتار قليلة عن بوابته الرئيسة ، فيما طالت النصب التذكاري المصري بعض شظايا خدشته قليلاً في أجزاء متفرقة منه وتضررت بضعة منازل مجاورة .

الإمعان في قتل المدنيين والأطفال أسلوب قذر تتعمده طائرات تحالف العدوان لإرهاب المدنيين ..وهي في الغالب تضرب أحياء فقيرة ومنازلاً لأشخاص بسطاء ..ظنوا أنهم آمنون في منازلهم وفي المناطق التي يتواجدون فيها، ولو كانت قريبة لمواقع عسكرية كما تدعي قيادة العدوان لما عرض أولئك المدنيون أنفسهم للخطر  أبداً.

ثمة حرب إبادة تشنها – على اليمنيين – قوى تحالف العدوان ، وبطريقة هستيرية مسعورة تقصف كل شيء ، تقتل أطفالاً ونساء وهم في منازلهم ومدارسهم وحتى مزارعهم وأسواقهم وجميعها ليست مواقعاً عسكرية ولم تكن كذلك في يوم ما.

وتحظر قوانين الحرب المنطبقة على النزاع المسلح في اليمن الهجمات المتعمدة أو العشوائية ضد المدنيين. الهجمات التي لا تستهدف هدفا عسكريا محددا أو لا تميز بين المدنيين والأهداف العسكرية تعتبر عشوائية. ويعتبر الهجوم غير متناسب، بشكل غير قانوني، إذا كانت الخسارة المتوقعة في الأرواح والممتلكات المدنية أكبر من المكاسب العسكرية المتوقعة من الهجوم.

و ردا على الغضب الدولي من الأعداد الكبيرة للضحايا المدنيين في العدوان على اليمن، ادعت السعودية أن التحالف غيّر إجراءات الاستهداف وشدد قواعد الاشتباك للتقليل من الخسائر في صفوف المدنيين. لكنها لم تقدم أي دليل يدعم هذه الادعاءات، وفقا لـ هيومن  رايتس ووتش..وعلى العكس تماماً، استمر تحالف العدوان بقيادة السعودية في ارتكاب جرائم حرب في اليمن .

 لن تستطيع السعودية وحليفتها الإمارات إنكار جرائمهم المتواصلة منذ ثلاثة أعوام بحق المدنيين اليمنيين ، وحصيلة ضحاياهم الكبيرة من الأطفال ستطاردهم كلعنات.. ولابد لعدالة السماء أن تتحقق ..لابد أن تقتص للأبرياء والأطفال ..يراهن اليمنيون على عدالة الله ..الله وحده.

صورة جانب من منزل الريمي صورة جانب من منزل الريمي صورة جانب من منزل الريمي وسيارته التي استهدفتها الغارة الثانية وقتلت 13 فردا من اسرته كانوا بداخلها

قد يعجبك ايضا