المصدر الأول لاخبار اليمن

تحقيق يكشف عن تواجد اكثر من 500 جندي سعودي في مطار الغيضة

خاص // وكالة الصحافة اليمنية //


كشف تحقيق استقصائي عن تواجد 500 ضابط وجندي سعودي في مطار الغيضة بمحافظة المهرة شرقي اليمن وان القوات السعودية متحكمة بشكل كامل في كل مفاصل السلطة وهناك ممارسات استعمارية وتهميشية للمحافظة في شتى المجالات.

وفي التحقيق الاستقصائي الذي نشره “الموقع بوست” كُشف عن كيفية دخول القوات السعودية على مطار الغيضة والسيطرة على المحافظة وتمكن تلك القوات من إدارة مختلف أنشطتها وأجندتها في المحافظة، والأدهى من ذلك تحويله لقاعدة استجواب استخباراتية، وسجن كبير لمن تعتبرهم القوات السعودية خصوما ومعارضين لها.

وقال التحقيق ان مجمل الأحداث المأساوية التي تعيشها محافظة المهرة اليوم، كان بفعل وصول السعودية للمطار إبان فترة إدارة المحافظ “محمد علي ياسر” لمحافظة المهرة، ووصلت قوات إماراتية إلى المحافظة في العام 2015م تحت غطاء الهلال الأحمر الإماراتي.

وأضاف ان القوات الإماراتية قامت بتجنيد أبناء المهرة أربع دفع، وتضم كل دفعة 500 جندي من الحاملين للشهادات الجامعية، باستثناء الدفعة الأخيرة التي تم تخصيصها لأقارب مسؤولين مدنيين وعسكريين وقبائل سواء من داخل المحافظة أو خارجها، الدفعة الأولى التي تم تجنيدها من قبل القوات الإماراتية في المهرة بلغ عددها 500 جندي، تحت إشراف مسؤولين إماراتيين يعملون في الهلال الأحمر الإماراتي.

 

وبعد عزل المحافظ “ياسر” اعتلى منصب المحافظة المدعو ” محمد عبد الله كدة ” في متوسط 2016 وكشف التحقيق حسب مصدر له أن المحافظ كدة تقدم بمقترح للأمير السعودي فهد بن تركي، قائد القوات التحالف سابقا، يتضمن تأهيل 61 مجندا من الدفعة الأولى التي تم تجنيدها في المهرة في السعودية ليصبحوا أكثر كفاءة في إدارة الشؤون الأمنية للمحافظة. وافق الأمير تركي بن فهد على الأمر، لكنه اختار 21 مجندا فقط، وتم الاتفاق على تأهيلهم عسكريا في قاعدة عسكرية تابعة للقوات السعودية بمدينة الطائف، حيث سافر (21 مجندا) برا عبر منفذ الوديعة السعودي دون علم قوات هادي المتواجدة في النقاط المؤدية إلى السعودية حد تعبيرة.

وفي منفذ الوديعة مُنح هؤلاء الجنود أرقاما عسكرية من الاستخبارات السعودية بالتنسيق مع مسؤول عسكري بسفارة اليمن في الرياض، ونقلوا من منفذ الوديعة إلى شرورة، ثم أقلتهم طائرة عسكرية لاحقا إلى قاعدة الملك فهد العسكرية في الطائف، وبعد إكمال الدورة منحت لهم شهادات تخرج، وتوسط المحافظ كدة لدى “هادي”، لاستصدر قرارا منه بترقية المجموعة من جنود إلى رتبة ملازم ثانٍ كضباط.

يقول التحقيق أن “راجح باكريت” المحافظ الحالي لحكومة هادي، كان مقيما في السعودية وكان على تواصل دائم بتلك المجموعة أثناء تدريبهم في الطائف، وأبلغهم بأنهم سيعملون معه بعد تخرجهم وعودتهم إلى المهرة، وهو ما يفسره أحد المسؤولين المحليين في المهرة بأنه كان يعلم بقرار تعيينه محافظا للمهرة، بدلا عن كدة الذي لم يكن يتوقع حصول هذه التطورات لاحقا.

 

وبحسب التحقيق ان المجموعة العسكرية تحركت إلى محافظة المهرة عبر أطقم عسكرية تابعة للسعودية والإمارات، وصل عددها إلى 20 طقما، يرافقها حراسة أمنية من ثلاثة أطقم، وتقودها مجموعة سعودية مكونة من 11 جنديا وضابطا سعوديا تحت قيادة ضابط سعودي اسمه “أبو علي العتيبي” وقد دخل الموكب محافظة المهرة في العاشرة ليلا، الإمر الذي  جعل القبائل تستنفر لمواجهة المحتل السعودي.

 

يقول أحد المسؤولين عن تلك الدفعة من الجنود: “وقتها أدركنا أن تأخيرنا لمدة 18 شهرا في الطائف وأسبوع في شرورة، كان له علاقة بموضوع دخول السعوديين للمطار، وأن سبب التأخير كان لكسب الوقت، الإ ان السحر انقلب على الساحر  حيث وصل الشيخ علي سالم الحريزي والشيخ عبد الله بن عيسى آل عفرار، واللواء أحمد قحطان، وطلبوا من الموكب المبيت في أحد فنادق الغيضة حتى يتم التفاهم مع حكومة هادي المقمية في الرياض ومعرفة الأمر، ورد قائد الموكب السعودي بأن لديه أمرا بالوصول لمطار الغيضة ودخوله والإقامة فيه، ووسط حالة الجدل وصلت برقية من “هادي” تقضي بنقل الموكب المتضمن الضباط اليمنيين والسعوديين ومرافقيهم من الجانب السعودي إلى اللواء 37 المتواجد في الغيضة، وهو ما تم في الصباح جاءت شخصيات من السلطة المحلية، كما توافدت القبائل لبوابة اللواء تطالب بمنع ذلك الموكب العسكري الدخول إلى المطار، وظل في اللواء لمدة ثلاثة أيام، وفي نفس الوقت ظلت القبائل مرابطة أمام بوابة اللواء، ثم توصلت شخصيات في السلطة المحلية لحل يقضي بدخولهم  للمطار وفق شروط من بينها بقاء المطار بشكله المدني، وعدم تحويله لثكنة عسكرية أو مطار عسكري.

 

وتذكر مصادر بالجيش للموقع بوست طلبت التحفظ على هويتها أن برقية وصلت من مكتب نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر تم التوجيه فيها بالسماح لتلك القوات السعودية بالدخول للمطار، وهناك تمركزت تلك القوات وخصصت مبانٍ للإقامة والعمل مع تلك الدفعة العسكرية من الضباط المحليين الذين جاؤوا برفقتهم.

 

يضيف المصدر ان الجماعات وجلبوا “كونتيرات” خاصة بهم للسكن فيها، بلغت أكثر من 100 كونتيرة، بالنسبة للدفعة من الضباط اليمنيين فقد تم التخلص منهم و توزيعهم على عدة مقار أمنية حكومية في المهرة، من ضمنها ميناء نشطون والأمن العام، والشرطة الجوية في المطار، وأبراج المطار، أما بالنسبة للقوات السعودية، فقد قام الضباط فيها بعد أيام بتفقد المطار، وقدموا وعودا بتأهيله ليمارس دوره المدني بشكل كامل في خدمة السكان كما زعموا.

يقول التحقيق ان تعيين “باكريت” محافظا مثل بداية التواجد السعودي بشكل رسمي في المهرة، خصوصا أن الاستخبارات السعودية هي من رشحته لدى الرئيس المستقيل هادي لهذا المنصب، حيث تعمل تلك القوات في المهرة بنظام التناوب كل ثلاثة أشهر.

على هذا المسار أوضح التحقيق انه المؤن والمعدات العسكرية كانت تصل إلى القوات العسكرية السعودية في مطار الغيضة في شاحنات تنطلق من منفذ الوديعة عبر البر، وجرى إرسال شاحنتين في بادئ الأمر إلى المطار تحملان أسلحة، ومن ثم توقفت الرحلات المدنية من وإلى المطار، وظلت الطائرات العسكرية السعودية وحدها التي تمتلك الحرية الكاملة في الوصول للمطار والمغادرة منه، والتي تنقل في العادة الشخصيات القبلية المؤيدة لها وتحمل جنسيتها، أو تلك الشخصيات التي تعمل معها، كما تقوم تلك الطائرات في الغالب بجلب الأسلحة بمختلف أنواعها، بما في ذلك المدرعات التي تستخدمها تلك القوات عند خروحها من المطار، وكذلك الأسلحة التي تم توزيعها على مشايخ القبائل.

على غرار ذلك اكدت المصادر ان أكثر من 500 جندي وضابط  سعودي، منهم 200 يعملون داخل المطار، بينما يتوزع البقية على المعسكرات التي أنشأتها تلك القوات في أكثر من مكان داخل المهرة، ومن بينهم فريق سعودي يتبع الديوان الملكي في العاصمة السعودية الرياض، وفريق آخر يتبع الاستخبارات السعودية.

قد يعجبك ايضا