المصدر الأول لاخبار اليمن

هل تنجح خطة “صنعاء” في إحكام قبضة طارق صالح على “عدن”?

مخاوف أبناء المحافظات الجنوبية لا تتوقف على تحركات طارق عفاش ، بقدر ما بدأ بعضهم يطلق عنان قلقه من أن تحركات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي لها علاقة بتحركات طارق الذي يخضع هو الآخر لإملاءات الامارات. سيما أن الزُبَيدي ( بضم الزاي وفتح الباء ) هو من أصول شمالية إذ يعود نسبه الى منطقة زُبيد في مديرية عنس بمحافظة ذمار ، والتي انتقل جزء منها الى الضالع في أوقات مبكرة. وبشكل يجعل منه عاملاً هاماً في القبول بأي صفقة مع الشمال.

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية /

تعيش محافظة عدن جنوبي اليمن، حالة غليان وتصعيد يتجه بها إلى آتون حرب أهلية مدمرة ، ليس بإمكان أحد توقع نتائجها ، فيما احتشد إلى العاصمة الاقتصادية لليمن مسلحون تابعون للحرس الجمهوري الموالي لطارق صالح ، مسنودين بكتائب من المقاتلين العقائديين دفع بهم حزب الإصلاح بتوجيهات سعودية شددت على توحد قوات حرب صيف 1994م ، ضد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي بدوره حشد مسلحيه داخل عدن وخارجها.

التحشيدات العسكرية الى مدينة عدن لم تقتصر على طارق صالح وحزب الاصلاح ، فجنرال حرب صيف 94م علي محسن الاحمر ، الذي ترك جراحاً غائرة في قلوب كل ابناء المحافظات الجنوبية في حرب 94 المدمرة ، أرسل أمس الخميس 25 يناير2017م عدداً من الالوية العسكرية من المنطقة الثالثة في مارب الى مدينة عدن يحملون توجيهات عسكرية بالسيطرة على قصر معاشيق الرئاسي في المدينة.

وتضاعف قلق أبناء مدينة عدن من توحد صفوف قوات حرب 94 مجدداً ضدهم اليوم برعاية السعودية والرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي الذي يتخذ من فنادق الرياض مقراً له.

ولا يُخفي أهالي عدن مخاوفهم تجاه حرب على مشارف الضغط على زنادها، وهم الذين لم ينسوا بعد أحداث يناير 86 المأساوية ، ولا حرب صيف 94 التي تعرضوا أثناءها وبعدها للإهانة وهتك العرض والامتهان والاذلال من خلال سلبهم أملاكهم الخاصة وانتهاك حقوقهم كما يقولون من قبل قوات علي محسن وحزب الاصلاح وجامعة الايمان التي كان يملكها ويديرها الشيخ عبدالمجيد الزنداني.

 

تحركات الزبيدي.. لا سند لها دولياً او محلياً

مساء امس الخميس حاول رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي / عيدروس الزبيدي توجيه ضربة استباقية لخصومه، عبر توجيهه لأخيه محمد قاسم الزبيدي بنشر قوات عسكرية في مدينة غازي علوان على الخط بين محافظتي أبين – عدن مدججة بعتادها العسكري.. معلناً عزمه على إسقاط حكومة بن دغر عسكرياً.

هذه التحركات جاءت مكشوفة ولا ظهر لها من القوى الدولية او المحلية المتناحرة في الساحة الجنوبية. وبدا الزبيدي كمن يغرد خارج السرب رغم ما عرفه المجتمع اليمني به من ذكاء ودهاء وفطنة في اتخاذ القرار الصحيح. فيما لم تحرك الامارات ساكناً لا سناد موقف الزبيدي او الاعتراض عليه بقدر ما انها تحركت لتعزيز حضور طارق عفاش في موقف عدائي ضد المجلس الانتقالي.

الزبيدي الذي امهل الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، اسبوعاً للإطاحة بحكومة بن دغر وطرد طارق صالح، قرر تصعيداً حاداً حد اعلان الحرب قبل انتهاء المهلة، وهي مجازفة ربما تودي به وبمجلسه الانتقالي لكنه يراها ضرورية وقد تكون كذلك.

وبالرغم من الصراع بين عيدروس الزبيدي وهادي وبن دغر، إلا أن ظهور طارق صالح ودخوله المفاجئ والغريب في قلب الأحداث الجنوبية خاصة في محافظة عدن يشير إلى أن شماليو اليمن لا يمكن أن يفرطوا في عاصمتهم الاقتصادية ( مدينة عدن ) ، وسيسعون بكل الطرق والأساليب إلى إحكام قبضتهم عليها. لما لها من أهمية استراتيجية في دق المسمار الأخير والأقوى في نعش التحالف الدولي للحرب على اليمن.

تسارع الأحداث في عدن بهذا الشكل المتزامن مع ظهور طارق صالح، أثار تساؤلات الشارع الجنوبي الذي لم يستبعد فرضية هروبه باتفاق مع السلطات في صنعاء مقابل إحكام قبضته على عدن.. فرضية صعبة التصديق لكن الجنوبيين يرونها ممكنة.

 

تشكيك قيادات جنوبية في سلامة نوايا طارق عفاش

وكان سياسي مؤتمري جنوبي بارز، ومناوئ للسلطات في صنعاء قال إن طارق صالح حين استشعر هزيمة عمه قام بعقد صفقة مع “أنصار الله” لإنقاذ حياته ، لم يتم الكشف عن تفاصيلها إلا لاحقاً بعد قرابة الشهرين على مقتل صالح ، وبالتزامن مع الظهور المريب لطارق في شبوة ، ثم توجهه إلى محافظة عدن وقيام الإمارات بتسليمه قاعدة العند الجوية العسكرية بقرار اعتبره الجنوبيون إهانة مباشرة لهم وإعادة مرفوضة لنظام صالح الذي تربطه بهم ذكريات سيئة.

وخلال الفترة التي هرب فيها طارق من صنعاء، رغم أنها كانت تحت حراسة أمنية مشددة ، كان غموض مصير طارق محل اهتمام واسع وتأويلات كثيرة جداً، إلا أنها لم تكن صحيحة إطلاقاً وإنما كانت المسألة إحداث حالة غموض حول مصير الرجل ثم حين يتقرر ظهوره مجدداً يتم تحويل الرجل إلى بطل أسطوري ومنقذ قادم سيحقق انتصارات عجزت عن تحقيقها قوات تحالف العدوان ومليشياتها المحسوبين على هادي والاصلاح والسلفيين والقاعدة.

 

الغموض الذي فرضه الحوثيون على مصير طارق عفاش

الحوثيون في صنعاء أحاطوا مصير طارق صالح بغموض كبير منذ اليوم الأول لمصرع عمه في الرابع من ديسمبر 2017م وحتى ظهوره في محافظة شبوة ، وظل الشارع اليمني يتكهن مصير طارق مقتولاً أو معتقلاً أو محاصراً في أحد المنازل داخل الحي السياسي بالعاصمة صنعاء. إلا ان شيئا من ذلك لم يتمكن أحد من اثباته في ظل هدوء شديد من قبل الاجهزة الامنية واللجان الشعبية التابعة للحوثيين. وسكون اعلامهم حول القضية بشكل تركت دائرة هائلة من علامات الاستفهام في اوساط المراقبين للأحداث ، حينها لم يستطع احد الوصول الى نتيجة مقنعة عن مصير طارق عفاش في ظل تردد معلومات عميقة في أوساط النخب العسكرية والسياسية العليا للدولة عن وجود طارق في قبضة الحوثيين بمنزل الشيخ / محمد يحيى الرويشان في الحي السياسي بصنعاء ، وخضوعه لتحقيقات أمنية واسعة ، تلتها لقاءات سرية مع شخصيات مجهولة لعدة أيام. إلا أن احدا لم يتمكن من تأكيد هذه المعلومات أو نفيها.

وأثارت وسائل اعلام موالية لتحالف الحرب على اليمن تابعة لهادي وحزب الاصلاح ضجيجاً في الحادي عشر من ديسمبر 2017م عن قيام قوات الحوثي بمحاصرة منزل الشيخ الغادر في مديرية خولان الطيال شرق العاصمة صنعاء بحثاً عن طارق صالح. بعد 7 أيام من اختفائه. لكن سرعان ما تلاشى الحدث مع عودة الغموض الملتف حول مصير الرجل المطلوب لقوات صنعاء.

يستنتج المراقبون السياسيون والعسكريون اليوم أن خبر مهاجمة بيت الغادر كان تسريبا مدروساً من صنعاء بهدف خلق الضجيج وصرف الانظار عن حقائق اخرى يشهدها الميدان في العاصمة صنعاء.

وتوالياً بدأت الحقائق حول حقيقة مصير طارق تتضح ، حيث كشفت مصادر قبلية في محافظة مأرب اليمنية أن طارق صالح قائد الحرس الخاص للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح لم يصب في المواجهات التي قُتل فيها الأخير ، وأن الصورة التي نشرت له وهو مصاب قديمة ، وأنه غادر برفقة ثلاثة من مرافقيه بعد مقتل عمه بثلاثة أيام ، بالرغم من عدم قدرة عمه المقتول على الهرب رغم دعم طيران التحالف لمسار تحركه باتجاه مأرب” ؟!!.

التشديدات الأمنية في شوارع العاصمة ومحيطها يصعب على الذبابة اختراقها. ناهيك عن خروج شخصية محاطة بالمسلحين عبر الطرقات المعروفة او السرية التي يتنشر فيها الحوثيون ليل نهار ويفحصون كل صغيرة وكبيرة تدخل او تغادر العاصمة صنعاء. بشكل يستحيل معه عدم كشف هوية أي شخص يتحرك على هذه الطرقات.

 

تغير موقف الاصلاح السريع بعد ظهور طارق

ومع ظهور طارق، كان ناشطو الاصلاح الأكثر تطبيلاً لعودة “طارق”، ثم حين شعروا أن أي تنامٍ لنفوذه سيتعارض مع مصالحهم ويهدد نفوذهم حولوا تطبيلهم إلى قدح وذم وراحوا يفرغون عليه سيلاً من التهم التخوينية ، إلى أن جاءتهم فيما يبدو توجيهات سعودية تأمرهم بتوحيد جهودهم وقواتهم مع ابن شقيق صالح من أجل اسقاط مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي والسيطرة على عدن.

 

لقاء الرياض مع قادة حزب الاصلاح والتحرك الدولي لجذب الحوثيين الى طاولة المفاوضات

الامارات كانت قد عقدت اجتماعاً في الرياض بحضور محمد بن زايد ومحمد بن سلمان مع قيادات حزب الاصلاح المقيمة في الرياض وخرجوا باتفاق يفرض على حزب الاصلاح دعم ومساندة طارق صالح والتحرك مع قيادات المؤتمر التي غادرت اليمن في صف واحد. وبشكل يتنافى كلياً مع مظاهر الصراع السعودي الاماراتي في اليمن. ويكشف ان هناك مخططات أكبر بكثير من الظاهر في الاعلام ، في ظل تحركات دولية كبيرة لاقناع مكون انصارالله بالعودة الى طاولة المفاوضات ، وبشكل يعكس أن ثمة طرف كبير في الساحة اليمنية سيواجه خطر الاطاحة به وشلّ قواه بما يفسح المجال أمام طاولات المفاوضات للذهاب نحو اتفاق سلام ووقف للحرب على اليمن لا يشترط فيه وقف نفوذ الحوثيين او تقليصه بقدر ما يعترف بهم كسلطة أمر واقع يجب على المجتمع الدولي التعامل معهم تحت أي ظرف كان حفاظا على استقرار المنطقة ، وبما يستنى للسعودية التفرغ لمواجهة وضعها الداخلي. خاصة ان مكون انصارالله يرفض كلياً الدخول في أي مفاوضات تنتهي الى اتفاق سلام مع السعودية كطرف وحيد . بل يشترطون ان تكون كل دول التحالف طرفاً واحداً في هذه المفاوضات وعلى رأسها الامارات التي تحتل بقواتها العسكرية عددا من المحافظات اليمنية جنوبا وبعض الجزر الاستراتيجية التابعة لليمن كجزر أرخبيل سقطرى.

طارق يرفض الاعتراف بشرعية هادي

لم يعترف طارق بما تسمى شرعية هادي، لكنه اعلن استعداده التام للتعاون مع السعودية التي لطالما وصفها بالعدوة، وسريعاً أوكلت له مهام قيادية بارزة يبدو الغرض منها التخلص من قيادات عسكرية موالية للتحالف فشلت طيلة الثلاثة الأعوام الفائتة عن تحقيق أي نجاح.

 

اتهامات لصنعاء بالوقوف وراء تحركات طارق

واتهم قائد عسكري جنوبي كبير ، ضلوع صنعاء فيما يجري مؤخراً في عدن ، رافضاً القبول بقصة هروب طارق صالح ، مشيراً إلى أن قصة الهروب تلك مجرد مكيدة الغرض منها أولاً وصول العميد طارق إلى عدن واقناع قيادة التحالف تمكينه من مناصب عسكرية هامة – وهو ما حصل فقد سلمته الإمارات قاعدة العند ووفرت له كافة الإمكانيات لتشكيل معسكر أو أكثر من منتسبي الحرس الجمهوري الموالين لعائلة صالح.. وثانياً يبدأ للتجهيز لمعركة إسقاط عدن واحكام قبضته عليها انجازاً لصفقة مع القوى الوطنية المقيمة في صنعاء.

الانضباط الأمني لصنعاء في الظروف العادية لا تشجع طارق على الهرب

 

السلطات في صنعاء بدورها لم تعلق حول مصير طارق أو هروبه غير تأكيدات مقتضبة تفيد بهروبه.. ولكن كيف سمحت “صنعاء” لطارق بالإفلات ؟!، وهل يعقل أن تفلت شخصية مهمة كطارق بسهولة رغم كل الاحترازات الأمنية التي شهدته العاصمة التي يثني الجميع على انضباطها الأمني في الأيام والأوقات العادية فكيف بأيام عصيبة شهدت فيها مواجهات مصيرية انتهت بسقوط سريع ومدوٍ لصالح ومخططاته، فيما انكشفت حقيقة قوات طارق الخاصة الهشة التي لم تستطع الصمود ليومين أمام القوى الوطنية..؟!.

وثمة تسريبات أشارت إلى أن العميد طارق صالح حين قرر الهرب قال لجنوده :” أخبروا زملائكم أن يدبروا أنفسهم بأي شكل، الوضع ليس في صالحنا”.. ثم راح يحاول التخلص من الحصار بعد تغطية فراره عبر المنازل المحاطة من قبل بعض مرافقيه المخلصين ، وبمساعدة بعض قادة أنصار الله الميدانيين من أصدقائه ، فيما استطاع بعض الجنود الفرار وترك أسلحتهم ، والبعض الآخر قاوم وقُتل، فيما تعرَّض آخرون للأسر”.

هل هناك صفقة فعلاً مع صنعاء؟!!.. المصالح تفرض واقعاً آخراً!!        

وبعيداً عن الإسهاب في تحليلات قد لا تبدو منطقية، إلا أن السياسة لا تعترف بالمنطق، ولا تعتمد على ثوابت، فثمة متغيرات قد لا يتم تقبلها، لكنها تصبح واقعاً تفرضها المصالح.

سواء المصالح التي تملي على طارق القبول بصفقة مع صنعاء لتنفيذ خطة محكمة في الجنوب مقابل استعادة اموال وممتلكات جميع أبناء واقارب الرئيس الاسبق صالح ومنحهم دوراً في الحكم القادم لليمن.

أو تلك المصالح التي تتحكم بالسياسة وتسيرها وفق أجندتها وتبعاً لحساباتها تجعل الجنوبيين بما فيهم البسطاء يتخوفون من إعادة سيطرة الشمال عليهم، مركزين مخاوفهم حول طارق ومعتبرين أن السماح له بالبقاء في الجنوب فضلاً عن تسليمه مهام عسكرية كبيرة، إعادة لإنتاج نظام مازال ثأرهم معه قائماً منذ حرب صيف 1994م.

وقد أشار لذلك المحلل السياسي الجنوبي حسين لقور في اتصال هاتفي مع “سبونتيك” حيث قال : ” الجنوبيون سيكونون سنداً للرئيس هادي في حال ما انقلب عليه الشمال “.

بن لقور أشار صراحة إلى مخاوف القيادات الجنوبية الداعية إلى الانفصال من انقلاب شمالي على الرئيس المستقيل والفار هادي ، ويبدو أن تلك القيادات قد فطنت إلى أن الشمال لن يفرط أبداً لا بعدن ولا بالوحدة ليس فقط لاعتبارات وطنية ، بل واعتبارات سياسية واقتصادية.

ولذلك فقد حاول المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تصرف بمناطقية مقيتة مع أبناء المحافظات الشمالية خلال العامين الفائتين ، أن يحشد أبناء الجنوب إلى عدن تحت ذريعة اسقاط حكومة بن دغر، غير أن ما هو أكيد أن ظهور طارق صالح داخل “العند” أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة بأكملها هو من استفزهم وجعلهم يعجلون في اتخاذ مصير ليس في متناول أيديهم لأنهم مجرد “عملاء” للإمارات المحتلة التي سلموها عدن وشبوة وحضرموت وسقطرى على طبق من “خيانة”.

 الزبيدي من أصول شمالية..             

 

مخاوف أبناء المحافظات الجنوبية لا تتوقف على تحركات طارق عفاش ، بقدر ما بدأ بعضهم يطلق عنان قلقه من أن تحركات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي لها علاقة بتحركات طارق الذي يخضع هو الآخر لإملاءات الامارات. سيما أن الزُبَيدي ( بضم الزاي وفتح الباء ) هو من أصول شمالية إذ يعود نسبه الى منطقة زُبيد في مديرية عنس بمحافظة ذمار ، والتي انتقل جزء منها الى الضالع في أوقات مبكرة. وبشكل يجعل منه عاملاً هاماً في القبول بأي صفقة مع الشمال.

تحركات طارق والاحداث المتزامنة معها

تحركات طارق صالح في جنوب اليمن وشقيقه عمار صالح الذي جهزته الامارات لتسلمه السلطة على اهم الاجهزة الامنية والسجون والمعتقلات في جنوب اليمن ، تبدو مدروسة بعناية ، اذ تتزامن معها تحركات جادة من قبل المجتمع الدولي على رأسه بريطانيا وامريكا لاعادة انصارالله الى طاولة المفاوضات. ومن يسعى لهذا الغرض بلا شك يعمل على إبداء حسن النية وتنفيذ شروط انصارالله للقبول بالتفاوض والوصول الى اتفاق.

محمد عبدالسلام امس الخميس غادر الى سلطنة عمان على متن طائرة عمانية خاصة هبطت في مطار صنعاء لتقله ، وهناك التقى بوزير الخارجية البريطاني الذي كان على موعد مع الرياض أيضاً. لتقريب وجهات النظر بين بن سلمان و انصارالله.

أيضاً تدفع الامارات بقواتها المرتزقة في تعز والساحل الغربي الى محرقة وحشية خلال اليومين الماضيين بشكل ينبئ عن رغبة في التخلص من أكبر قدر ممكن من المعسكرات وضرب معنويات المقاتلين بدفعهم في معارك ضارية غير مخطط لها جيداً.

كما تعرضت معسكرات تابعة لحزب الاصلاح تنظيم القاعدة للقصف الجوي بأربع غارات امس الخميس في مدينة تعز بالتزامن مع اعلان قوات التحالف تنفيذ عملية كبرى لتحرير تعز من قبضة من أسمتهم بالحوثيين.

وتراجعت تحركات قوات التحالف في جبهتي اليتمة والمهاشمة بمحافظة الجوف.

وبالمقابل ايضا ً هناك تحركات لقوات التحالف في حضرموت للقضاء على تنظيم القاعدة بالتزامن مع قرارات عسكرية لتهميش ما يسمى بقوات النخبة الحضرمية ودفعهم الى البحث عن منطقة عسكرية تستوعبهم في قرارات التجنيد دون جدوى.

قد يبدو الوضع مربكاً للمتابعين بسبب تداخل تحركات القوى التي تدين بالولاء للامارات في خطين متغايرين ومتضادين.

إنما تظل قوات ما يمسى بالحراك الجنوبي والتابعة للمجلس الانتقالي هي الطرف الاكثر عرضة للخطر من سواها. فجميع القوى الداخلية والخارجية تتحد ضدها. بشكل يضاعف الريبة في حقيقة ولاء عيدروس الزبيدي.

قد يعجبك ايضا