المصدر الأول لاخبار اليمن

كيف تتلاعب المراكز البحثية الأمريكية بالعدوان على اليمن؟

خاص // وكالة الصحافة اليمنية // على موقع مجلس العلاقات الخارجية الامريكي يوجد دليل تفاعلي للنزاعات العالمية، ويقدم هذا الدليل مركز العمل الوقائي (CPA) بغرض تعقب الصراعات وتوصيفها وتأثيرها على مصالح الولايات المتحدة، بالاضافة عن معلومات عن هذه الصراعات وحالتها الراهنة ودرجة تطورها. وقبل ان نورد ما جاء بخصوص العدوان على اليمن في هذا الدليل […]

خاص // وكالة الصحافة اليمنية //


على موقع مجلس العلاقات الخارجية الامريكي يوجد دليل تفاعلي للنزاعات العالمية، ويقدم هذا الدليل مركز العمل الوقائي (CPA) بغرض تعقب الصراعات وتوصيفها وتأثيرها على مصالح الولايات المتحدة، بالاضافة عن معلومات عن هذه الصراعات وحالتها الراهنة ودرجة تطورها.

وقبل ان نورد ما جاء بخصوص العدوان على اليمن في هذا الدليل التفاعلي، يمكن استعراض بعض ما جاء بخصوص النزاعات الدولية الأشهر ونظرة المركز الأمريكي لها، وهي نظرة تعكس بقدر كبير الحقائق الاستراتيجية التي تتعاطى بها امريكا مع هذه الصراعات.

ويمكننا هنا أن نلقي الضوء سريعا على ابرز الصراعات وتقييم المركز لدرجة تأثيرها على مصالح امريكا ووصفها وتعريفها للصراع كما يلي:

الصراع في اوكرانيا: التأثير على مصالح الولايات المتحدة كبير ونوع الصراع نزاع اقليمي.

الحرب في ليبيا: التأثير محدود ونوع الصراع حرب اهلية.

في افغانستان: التأثير حرج ونوع الصراع حرب اهلية.

في فنزويلا: التأثير كبير ونوع الصراع عدم استقرار سياسي.

وفي كوريا: التأثير حرج ونوع الصراع دولي.

وفي بحر الصين الشرقي: التأثير حرج والنوع نزاع اقليمي.

وفي بحر الصين الجنوبي: التأثير حرج والنوع نزاع اقليمي.

والمواجهة بين امريكا وايران: التأثير حرج ونوع الصراع دولي.

وفي باكستان: التاثير كبير ونوع الصراع ارهاب دولي عابر للاوطان.

وقبل ايراد ما جاء بشأن اليمن ومحاولة تحليله، يجدر استنتاج عدة ملاحظات من رؤية المركز للصراعات الوارد ذكرها:

 

أولا: توصيف امريكا لتأثير الصراع بأنه حرج يرتبط بعدة أمور، أبرزها انها تكون بالصراع طرفا مباشرا عبر وجود قوات لها مثل افغانستان او كمواجهة سياسية مباشرة مثل ايران وكوريا الشمالية، وكذلك عند توصيف الصراع بأنه دولي او اقليمي في بقعة استراتيجية يمكن تصنيفها انها مركزية في الصراع الدولي مثل نقاط السيطرة على اوراسيا.

 

ثانيا: هناك تلاعب في توصيف الصراعات وان استخدمنا مصطلح اخر غير التلاعب، فلنقل انه وصف لمحصلة الصراع او وضعه الراهن دون النظر لأسباب نشوئه ومن كان وراء تفجره من الأساس، وذلك ينطبق على حالة افغانستان وليبيا على سبيل المثال، حيث تم التوصيف على ان الصراع عبارة عن حرب اهلية، دون عودة لمقدمات الصراع والتي كانت امريكا والناتو سببا في اشتعاله ووصول الاوضاع لهكذا حالة ينطبق عليها بالفعل مصطلح “حرب أهلية”.

بينما جاءت اليمن ووضعها كما يلي في هذا الدليل:

التأثير على مصالح الولايات المتحدة: محدود

حالة الصراع: غير متغيرة

نوع الصراع: حرب اهلية

وهنا لا بد من وقفة أمام توصيف الصراع وتأثيره على أمريكا، فنحن هنا امام حالة من حالات التلاعب الصريح وتصدير صورة زائفة والباسها ثوب الرصد والتقييم البحثي والاستراتيجي، وذلك لعدة اسباب:

1/ ان كان التأثير الحرج يرتبط بالصراع الذي تكون فيه الولايات المتحدة طرفا علنيا اما بقوات او بمواجهة سياسية مباشرة، فإن الحالة اليمنية هي نموذج لذلك، والعالم كله يعرف الداعم الاكبر للعدوان وراعيه الرسمي ومن يقف دوليا حائلا دون محاسبة المعتدين على جرائم الحرب، ناهيك عن السلاح الأمريكي والدعم الاستخباراتي المعلن، فكيف يكون التأثير هنا محدودا، كما أن النزاعات الاقليمية والدولية التي تجعل من تأثير الصراعات على مصالح امريكا حرجة، هي منطبقة على الحالة اليمنية، حيث مضيق دولي هو الأهم في طرق نقل الطاقة ناهيك عن اهمية المنطقة في طرق التجارة الدولية!

2/وصف الوضع اليمني بأنه حرب أهلية، هو تزييف صريح للحقيقة، حيث ان اي احتراب اهلي حادث هو نتاج التدخلات العدوانية ونتاج الحيلولة دون انفاذ الشعب اليمني لارادته في الاستقلال والتحول الديمقراطي بمعزل عن اجندات الغرب، ناهيك عن اعداد الحرب الاهلية اعدادا متعمدا عبر تشكيل الميليشيات والايعاذ لها بالتحرك لفرض تقسيم مخطط له.

 

ان امريكا تخادع عبر مراكز ابحاثها ورغم ان وكلائها في الخليج وخاصة السعودي والاماراتي يكفلان الدعم المالي كما يكفلان تلقي سهام المقاومة والانتقادات الدولية نيابة عن امريكا، الا ان هذا لن يغير من حقيقة الصراع شيئا ولن يغير من تأثيره الحرج على مصالح امريكا ومن ورائها العدو الصهيوني، فهو صراع ارادات بين معسكر الاستعمار وبين المقاومة، وهيبة امريكا ومكانتها الاستراتيجية على المحك، ولن يغير ذلك تلاعب بحثي يتم تصديره لأًصحاب العقول الاستراتيجية الخاوية، او كدليل عمل للباحثين المأجورين!

إيهاب شوقي – يمني برس

قد يعجبك ايضا