المصدر الأول لاخبار اليمن

مرتبات موظفي تعز… وعود تصرفها مناطقية بن دغر ، وتلطشها عنصرية عدن

تحقيق // وكالة الصحافة اليمنية //

قبل أكثر من عام والنصف خرج موظفو تعز إلى ما أسموها ساحة الحقوق والحريات وسط المدينة، التي تسيطر عليها المليشيات التابعة للرئيس الفار هادي وتحالف العدوان ، للمطالبة بمرتباتهم ، ومذّاك الحين وحتى الآن ما يزال عشرات الآلاف من موظفي تعز يناشدون الرئيس المستقيل هادي وحكومة بن دغر بتسليم مرتباتهم.. وبلا جدوى.

يستجدي موظفو تعز رواتبهم من رئيس فار كان سبباً رئيساً في ما يعانونه هم وجميع موظفي الدولة بقطاعيها العسكري والمدني، كونه أصدر قراراً بالتعاون مع الهيئات الأممية بنقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن، متعهداً بصرف الرواتب لكل الموظفين في كل المحافظات دون استثناء، أسوةً بما كانت تفعل السلطات في صنعاء التي لم تقطع الرواتب أو توقفها حتى على العسكريين الذين التحقوا بقوات العدوان على اليمن.

كانت الرواتب تصرف من البنك المركزي في صنعاء منذ بداية العدوان على اليمن بصورة منتظمة إلى أن تم نقل البنك في سبتمبر 2016، ومنذ ذلك الحين دخلت الرواتب في لعبة السياسة اللعينة، فدفع مليون و200 ألف موظف يمني ثمن ألاعيب السياسيين خاصة أولئك الذين ارتهنوا لدول العدوان وجعلوا من الرواتب وسيلة ضغط على “صنعاء”، فشملت المعاناة كل المحافظات اليمنية.

وفي ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء، ثمة عدد كبير من أبناء محافظة تعز ممن اضطرتهم ظروف العدوان والحرب على النزوح.. تجدهم يحرصون على الالتقاء بصورة شبه يومية، حيث يجمعهم وجع واحد، وحالات حنين واشتياق لمنازلهم وحاراتهم ومن تبقى من أقاربهم أو أصدقائهم وجيرانهم.

ولأنهم في الغالب موظفين ينتسبون لقطاعات الدولة المختلفة، تجدهم لا ينسون الحديث يومياً عن رواتبهم التي أوقفت حكومة بن دغر في عدن صرفها منذ عام ونصف.

معاناة انقطاع الرواتب، ليس محصورة في أبناء تعز وحدهم، فأغلب المحافظات – خاصة الشمالية- تعيش ذات المعاناة، لكن الأمر مختلف هنا كون تعز مازالت تستخدم كوقود لمعركة لا يمكن أن تكون رابحة فيها أبداً.

وبالرغم من استغلال الرئيس الفار وقيادة العدوان لبعض أبناء المحافظة الحالمة في حرب بالإنابة عنهم.. إلا أن هادي والعدوان لم يلتزموا بأي وعد قطعوه لأبناء “تعز”، وتركوهم عرضة للموت إما جوعاً بسبب انقطاع مرتباهم منذ عام ونصف، أو قتلاً في جبهات حرب ضد أخوتهم اليمنيين.

وكالة الصحافة اليمنية رصدت في استطلاع خاص، من ميدان التحرير في صنعاء قصة معاناة الموظفين من أبناء تعز مع رواتبهم التي قطعتها حكومة عدن منذ عام ونصف، وكيف خدعتهم وكذبت عليهم بعشرات الوعود، مستخفة بهم وغير أبهة لأحوالهم المعيشية الصعبة.

المساومة على المرتبات؟!

 

بيان نقابة المعلمين في تعز للمطالبة بالمرتبات من بن دغر والرئيس المستقيل هادي

“الرواتب لا علاقة لها أبداً بأي صراع سياسي في البلد، فلماذا يتعمد هادي وبن دغر تحويله إلى أداة ضغط، وحدهم الموظفين ومن يعولونهم المتضررين منها؟!”..هكذا تحدث عبدالسلام العديني الموظف في أحد المكاتب الإدارية في محافظة تعز، لوكالة الصحافة اليمنية.

وتسأل العديني :” كيف يريدنا هادي ومن معه تصديق أنهم “شرعية” وهم يساوموننا على رواتبنا التي هي حق كفله لنا القانون والدستور؟! ولماذا يتعاملون معنا بمناطقية طافحة ولا يأبهون لمعاناتنا ؟!ألا يكفي جلبهم العدوان على بلدنا وكل هذا الدمار والتشريد الذي تسببوا فيه؟!.

ويشتكي محمد عبدالعزيز وهو موجه تربوي يقترب في العمر من ال60 عاماً، من هوان أبناء تعز وبقية المحافظات على هادي وبن دغر اللذان وعدا أنهما سيلتزمان بصرف الرواتب، ليس لتعز فقط وإنما لكل المحافظات اليمنية، بعد نقل البنك المركزي إلى عدن وطباعة 400 مليار ريال كانت كافية لصرف مرتبات 7 أشهر.

ويقول عبدالعزيز :”استلمت 3 رواتب من عدن منذ أكثر من عام ونصف.. وكنت قبل نقل البنك استلم رواتبي بانتظام رغم ظروف العدوان ، لكني ومعي مئات الآلاف من الموظفين أعيش حالة كفاف واضطررت إلى الانتقال للسكن في منزل لا يصلح أبداً أن يكون سكناً آدمياً”.

وتحدث الحاج محمد هزاع عبدالولي بحرقة لوكالة الصحافة اليمنية عن معاناته وعائلته المكونة من 10 أشخاص ،2 من أبنائه موظفين مدنيين في تعز فيما هو متقاعد عسكري وجميعهم يعيشون مضطرين داخل منزل مكون من 3 غرف ضيقة.

ويقول الحاج هزاع أنه نزح إلى صنعاء هرباً من الحرب الدائرة في تعز بينما بقي أحد أبنائه الذي لم يتجاوز 21عاماً بحجة الانتباه على منزل العائلة وقد كانوا يمدونه بمصروف شهري لكن وبعد انقطاع المرتبات لم يعد باستطاعتهم تأمين مصاريفهم الأساسية ولذلك قطعوا مصروف ولدهم.

وتحت تأثير الظروف السيئة اضطر ولده الحاج هزاع إلى قبول فكرة حمل السلاح والسير مع عناصر يقاتلون في صفوف تحالف العدوان كي يستطيع أن يجد مالاً يؤمن له متطلباته الخاصة وعلى الأقل ” أكله وشربه”.

لا يبدو الحاج هزاع راضياً عن خيار ولده في حمله السلاح ،ويقول:” لا أتخيل ولدي رافعاً سلاحه في وجه يمنيين يدافعون عن بلدهم ضد عدوان غاشم”.

ويؤكد الحاج هزاع :”متى سيقتنع أبنائنا في تعز من أنهم مجرد وقود لعدوان تستغلهم فيه السعودية والإمارات من أجل احتلال اليمن، ونهب خيراته.. ومتى سيقتنع أبنائنا أنهم يدفعون للموت في الجبهات الخاطئ، مع عدو حرمهم حتى من رواتبهم وكان سبباً في تشريد اسرهم وتدمير مدينتهم”.

ويضيف:” كيف يصدقونهم وهم يفرضون حصاراً ظالماً على كل الشعب اليمني بلا استثناء، ويمنعون عنهم الرواتب منذ عام ونصف، وحتى في عدن يتعاملون معهم بمناطقية مقيتة.. هل من المنصف والمقبول أن يدفعوا بأبنائنا إلى الموت، فيما هم ينعمون بالعيش المريح داخل القصور والفنادق؟!.

 

إهانة متعمدة

ويؤكد نجيب سعيد “تربوي” أربعيني أن هادي وبن دغر يتعمدان إهانة أبناء الشعب بأكمله ويأتي أبناء تعز في مقدمة المهانين.

وأضاف :”لم يلتزما بوعد قطعاه بخصوص المرتبات وصرفها، ثم نقضا وعودهما وحصروا صرف المرتبات على بعض المحافظات الجنوبية.. وحين تصاعدت الاحتجاجات في تعز قالوا سنصرف لما اسموها المناطق المحررة ، ومن بينها تعز.. لكننا منذ عام ونصف اكتشفنا أننا ضحية فاسدين نهبوا رواتبنا”.

ويتطرق جمال غالب إلى مسألة هامة تتلخص في أن ال400 مليار ريال التي طبعت في روسيا وتم تسليمها على دفعتين لحكومة بن دغر بشرط صرفها كمرتبات للموظفين في كل “اليمن” ولم تلتزم ” حكومة العملاء” وقامت بالصرف لبعض المحافظات الجنوبية.

وأضاف غالب :” 3 محافظات جنوبية تقريباً صرفت حكومة بن دغر رواتبها، وهي ذات كثافة وظيفية قليلة قياساً على الكثافة السكانية، مقارنة بمحافظات كتعز والحديدة وصنعاء.. مايعني أن 400 مليار ريال التي كانت ستغطي مرتبات 7 أشهر لكل موظفي الدولة ، تم نهبها عن طريق الاحتيال”.

ويواصل :” أولاً قاموا بمنع الصرف عن كل المحافظات الشمالية مؤكدين أن الصرف سيقتصر على المحافظات التي اسموها محررة والتي يكذبون عبر وسائل الإعلام الموالية لهم وللعدوان أنها 80% ، فلماذا لم يشمل الصرف تلك المحافظات والمناطق؟!”

ويختم جمال حديثه:” الخلاصة أنهم لصوص نهبوا ال400 مليار ريال ولم يصرفوا منها إلا أقل من 20% وهاهي تعز لم تستلم إلا ثلاثة مرتبات منذ عام ونصف والمنطق يقول أننا يجب أن نستلم 12 مرتب على الأقل”.

وعود كاذبة وتعامل مناطقي

مطلع العام 2017 أكدت الأخبار القادمة من “مالية وبنك” محافظة عدن أن صرف مرتبات تعز سيكون أواخر يناير بعد أن تقوم كل الجهات والمكاتب والمؤسسات بتسليم كشوفات موظفيهم لمكاتب الخدمة المدنية بالمحافظة كي تقوم بمطابقتها بكشوفات ديسمبر 2014.

أنذاك أبلغت الجهة المسئولة عن صرف مرتبات تعز أنه بعد المصادقة على كشوفات الموظفين من قبل مكتب الخدمة المدنية سيتم صرف مرتبات شهري ديسمبر 2016 وبعد اسبوعين مرتب يناير 2017، محددين فترة زمنية لتسليم الكشوفات منتصف يناير.

في أقل من يوم خاطبت لجنة المراجعة في مالية عدن مكتب الخدمة المدنية في تعز بضرورة تسليم كشوفات مرتبات 2014 كي يتم مطابقتها مع كشوفات ديسمبر2016 الأمر الذي لم تستسيغه الخدمة المدنية وكل المكاتب التابعة لها كونها قد سلمت كل الوثائق المطلوبة وتم مطابقتها ومع ذلك تم تسليم كشوفات جديدة.

تصريحات تضليلية

 

 

في ال13 من فبراير ومع تزايد تساؤلات موظفي تعز عن أسباب عدم إيفاء عدن بصرف مرتباتهم تسربت اشاعة تفيد أن مصرف الكريمي رفض استلام المرتبات.. الذين قاموا بتسريب تلك الشائعات استغلوا تعرض مصرف الكريمي لعملية سطو من قبل عصابة تابعة لإحدى المليشيات التابعة لقوى العدوان قامت بالاستيلاء على سيارة المصرف وعلى متنها 40 مليون ريال.

نهاية يوم 13 فبراير تناقلت مواقع الأخبار إفادة مديري الخدمة المدنية ومدير المالية في تعز بشأن صرف مرتبات الموظفين وقد أكدا بأن الكريمي استلم الشيكات الخاصة بمرتبات مكاتب تعز وسيتم الصرف يوم 15 فبراير.

ذلك الخبر تم تعزيزه بخبر أخر يؤكد فيه علي المعمري المحافظ المعين من قبل الرئيس المستقيل إتمام توقيع الشيكات الخاصة بصرف مرتبات الموظفين في تعز غير أن ما جاء في سياق الخبر لم يكن متطابقاً مع عنوانه ، فقد جاء في التفاصيل أن المعمري قال أن السلطة المحلية قاربت على استكمال كافة الإجراءات المتعلقة بصرف مرتبات الموظفين في القطاع المدني ،مؤكداً أن مرتباتهم ستصرف قريباً مرجعاً أسباب التأخير إلى عدم اكتمال بيانات الموظفين في بعض الأجهزة والمؤسسات.!!.

بعد مرور أسبوع تناقل الموظفون خبر صرف راتب شهر يناير 2017 فيما راتب فبراير سيكون في مدة أقصاها اسبوعين بينما تأجل صرف راتب ديسمبر 2016، أما مرتبات أكتوبر ونوفمبر 2016 فسيتم جدولتها بحيث يتم صرفها لاحقاً.

وفي 19 من فبراير بثت قناة مكتب التربية والتعليم في محافظة تعز على تلجيرام خبر لقاء مع نائب مدير مكتب التربية محمد الجلال بمدير مصرف الكريمي سلام الكريمي ومدير فرع المصرف في تعز في المقر الرئيسي للمصرف في شارع جمال وسط مدينة تعز، مؤكدة أن اللقاء تم فيه مناقشة الجوانب الإدارية للصرف والترتيبات والفنية التي يقوم بها المصرف للاستعداد للصرف لموظفي تعز بما في ذلك التربية والتعليم ..إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث!!.

بخيبة لم تخفي نفسها على وجوههم، خرج مئات الموظفين إلى ساحة الحريات والحقوق وسط المدينة للمطالبة بصرف رواتبهم ، لكن أصواتهم المبحوحة كانت بلا صدى ولم تلقى تجاوباً مسئولاً من حكومة بن دغر ، رغم أن الاعتصامات تلك امتدت أسبوعاً كاملاً!!.

مرتبات تصرف إعلامياً فقط!

 

بداية مارس تواصلت احتجاجات واعتصامات موظفي تعز، وما زاد من غضب الموظفين ورود خبر في قناة العربية “السعودية” يؤكد أن حكومة بن دغر سوف تقوم بصرف مرتبات تعز أبتداءً من الأسبوع المقبل.

مضى الأسبوع وجاء آخر ولم تصرف المرتبات ، بل وبعد استيفاء كل إجراءات الصرف جاءت التوجيهات بحجز مرتبات تعز بحجة الحفاظ على قيمة العملة اليمنية من التدهور.

تصاعدت الاحتجاجات التي حملت مسميات عدة منها “فكوا حصاركم عن رواتبنا”، إلا أن حكومة بن دغر تعاملت باستخفاف مع تعز وأكثرت من التصريحات الكاذبة وفي ال3 من مارس قال غمدان الشريف السكرتير الصحفي لبن دغر أن موعد صرف رواتب موظفي تعز ابتداء من الأسبوع المقبل حيث سيبدأ الصرف أولاً للتربويين ..وقد أكد علي المعمري المحافظ المعين من قبل هادي في الخامس من مارس عن بدأ تحويل المرتبات عبر الكريمي على 3 دفعات، وأتضح أن الموظفين في تعز يستلمون رواتبهم أسبوعياً ولكن في القنوات الإعلامية والمواقع الإخبارية.

وفي ال8 من مارس نظمت مسيرة احتجاجية في تعز تحت شعار “البطون الخاوية” وأستمرت الاحتجاجات ، وحاولت بعض المؤسسات الإلتقاء ببن دغر بطريقة منفردة والحصول منه على توجيهات بصرف مرتباتها كما حصل مع مؤسسة الجمهورية للصحافة التي حصلت فعلاً على توجيه بصرف مرتباتهم اعتباراً من نوفمبر 2017.

مسيرة البطون الخاوية هي تكتل اجتماعي من كافة شرائح المجتمع بمحافظة تعز، شكلت للمطالبة بسرعة صرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين في تعز.

تهديد البطون الخاوية بالقصف

وفي الخامس من إبريل أقرت اللجنة الإشرافية لمسيرة البطون الخاوية برنامج تحضيري وجدول زمني لإنطلاق مسيرتها الراجلة السلمية إلى عدن في الأول من مايو، لتأتي الأخبار من عدن عن اجتماع لحكومة بن دغر في 8 إبريل وأقرارها بالإجماع تسليم مرتبات المدنيين بمحافظة تعز وكذا المحافظات التي يسمونها محررة وقد رحب المشاركين في الوقفات الاحتجاجية بذلك القرار إلا أن قرار الإجماع ذاك لم ينفذ فما كان من اللجنة الإشرافية لمسيرة البطون الخاوية إلا تصعيد وقفاتها الاحتجاجية وأقرت مسيرة راجلة من تعز إلى عدن.

تصعيد خطير أقلق الأحزاب داخل تعز قبل بن دغر وحكومته، فتصرفت بطريقة غير مسئولة، وقد تسابقت تلك الأحزاب وفي مقدمتها الإصلاح والاشتراكي لإصدار بيانات خذلت أبناء تعز ولم تساندهم في مطالبهم الحقوقية المشروعة لأنها تستثمر معاناتهم – كما يفعل حزب الإصلاح – في الدفع بهم إلى جبهات الموت، ليس فقط في تعز ولكن في مناطق عديدة خارجها.

إزاء التصعيد الحاصل في تعز خرج بن دغر بتصريحات صادمة كاذبة مؤكداً أن حكومته تصرف مرتبات الموظفين في المحافظات التي أسماها محررة نهاية كل شهر بانتظام ولا يوجد موظف في تلك المحافظات بدون راتب.. وبالتزامن قال الرئيس المستقيل في الأمم المتحدة أنه وحكومته قد صرفوا رواتب الموظفين..!

تصريحات بن دغر “الكاذبة” استفزت الموظفين في تعز الذين صعدوا احتجاجاتهم وبدأوا في الاستعداد لمسيرتهم الراجلة إلى عدن فقام الرئيس المستقيل هادي بتشكيل لجنة وساطة اعتبرتها اللجنة الإشرافية لمسيرة البطون الخاوية استهتاراً وانتهاكاً لحقوق الإنسان وإهدار لحقوق الموظفين، مطالبين البنك الدولي تولي إدارة البنك المركزي في عدن.

وفي الأول من مايو تحركت المسيرة الراجلة للبطون الخاوية إلى عدن، لكن قوات الاحتلال الإماراتي تعاملت معها بعنف ومنعت اقترابها من حدود عدن وقال أحد القادة الإماراتيين أن ميزانية مرتبات تعز لم تدخل أصلاً ضمن الميزانية، كما أنه هدد المشاركين في المسيرة في حال لم يرجعوا إلى تعز فأنه سيوجه الطائرات بقصفهم.

تصعيد يقابله تهرب

 

أساليب تصعيدية كثيرة استخدمتها اللجنة الإشرافية للبطون الخاوية والنقابات العمالية منها رفع دعوة قضائية في محكمة شرق تعز، لكنها انصدمت بجدار اللامبالاة وقلة الاحترام والشعور بالمسئولية تجاه “تعز”.

وفي أواخر سبتمبر صدر بلاغ صحفي عن وفد ساحة الحقوق والحريات حول لقائه مع بن دغر صباح السبت 23سبتمبر وتم مناقشة إشكالية صرف مرتبات تعز، وقد تم الاتفاق مع بن دغر على البدء من يوم الأحد -اليوم التالي للاجتماع -بصرف المرحلة الرابعة من راتب ديسمبر 2016، وصرف مرتب أغسطس 2017 لجميع الموظفين قبل يوم 26 سبتمبر 2017 ، وصرف راتب شهر سبتمبر 2017 بالتزامن مع صرف مرتبات محافظة عدن لنفس الشهر ، ومع استمرار حكومة بن دغر بصرف مرتبات الموظفين شهرياً.

وبالرغم من ذلك لم تسر الأمور حسب الإتفاق مما اضطر علي المعمري المحافظ المعين من قبل هادي للاعتصام أمام البنك المركزي في عدن  وبعد شد وجذب، تم صرف مرتب شهرين لبعض المؤسسات وراتب شهر للبعض الأخر نهاية سبتمبر.

اكتفت حكومة بن دغر بصرف راتبين ثم ألحقته براتب من أصل مرتبات عام ونصف ، وقد كانت المرتبات التي صرفت لشهر ديسمبر 2016 وسبتمبر وأكتوبر 2017 ثم أوقفت الصرف الذي صاحبه عديد إشكاليات متعمدة، كما أن حكومة بن دغر لم تلتزم بإتفاقها مع وفد ساحة الحقوق والحريات كاملاً، ولم تتعامل مع تعز التي تقول أنها محررة كما تتعامل مع عدن والضالع مثلاً.

حتى المحافظ الجديد أمين أحمد محمود، المعين من قبل الرئيس هادي بضغط إماراتي في 24 ديسمبر 2017 ، كانت مرتبات تعز قضية ثانوية بالنسبة له.. وبعد شهر ونصف من تعيينه وصل أخيراً إلى تعز في المناطق التي يسيطر عليها المسلحين الموالين للتحالف.

مسلسل التسويف والمماطلة والتعامل المناطقي، والكذب المفرط مازال أسلوب يراه بن دغر وحكومته الأمثل في التعامل مع موظفي تعز..و3 رواتب من أصل 16 تؤكد أن تعز مجرد مدينة يراد مزيداً من المعاناة التي تستخدم للمزايدة السياسية لا أكثر.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com