186 جزيرة يمنية.. غيبتها الحكومات السابقة عمداً وحضرت في أجندة الأطماع السعودية والإماراتية
ملف: عبدالملك الهادي: وكالة الصحافة اليمنية//
في حين كانت الأنظمة السابقة الحاكمة لليمن تجتهد في اقناع الشعب بأنه يعيش في بلد فقير بلا موارد وليس أمامه فرصة للازدهار، كانت دول جارة تنصب لليمن فخاخ غلها، لأنها تعرف ما يمتلكه هذا البلد من ثروات متنوعة وهائلة، ومن أبرزها الجزر التي تتمتع بمزايا استثنائية وتنتصب على شريط ساحلي طويل جداً وفي مواقع استراتيجية لافتة ومهمة.
كانت الإمارات والسعودية، جارتا السوء، تدركان أن جزر اليمن المهملة كفيلة بجعل هذا البلد الأول في المنطقة، والمتحكم بممر الملاحة الدولية ومنتفع منه بصورة تجعله في غنى عن المساعدات الزهيدة والمهينة التي كانت الأنظمة السابقة لا تجد حرجاً من مد يدها بطريقة مذلة لتتسولها.
في ثنايا، هذا الملف، سلطت “وكالة الصحافة اليمنية” الضوء على الجزر اليمنية، وعددها وأهميتها، وكيف أنها لم تستغل، ليدرك الشعب اليمني لماذا تشن السعودية والإمارات حرباً عداونية على اليمن بتوجيهات أمريكية إسرائيلية، من ضمن أهدافها، هي احتلال تلك الجزر لتحرم اليمنيين من خيراتها تماماً مثلما فعلت بالنفط والغاز وغيرها من الثروات .

ساحل على امتداد 2500 كيلو
تمتلك اليمن ساحل بحري يمتد من منطقة ميدي الواقعة على ساحل البحر الأحمر في محافظة حجة، وصولاً إلى امتداد الساحل اليمني إلى مدينة المكلا بحضرموت الواقعة على البحر العربي، حيث يبلغ طول السواحل اليمنية حوالي 2,500 كيلومتر مربع.
هذا الامتداد البحري أدى إلى امتلاك اليمن لمجموعة كبيرة من الجزر والارخبيلات التي يبلغ عددها حوالي 186 جزيرة يمنية، تنتشر على امتداد البحر الأحمر والبحر العربي.
ووجدت هذه الجزر اليمنية وجدت ملايين السنين، لكن العجيب أن بعض هذه الجزر ولدت حديثاً من العدم، وظهرت للسطح من قاع البحر الأحمر خلال سنوات العقد الأخير. وما يزال بعضها ينمو جراء الأنشطة البركانية في القشرة الارضية في اعماق البحر الأحمر بحسب تصنيف العلماء.
وفقاً للمصادر، كان عدد الجزر اليمنية يبلغ 184 جزيرة حتى العام 2010، لكن منذ العام 2011 حتى العام 2013، شهدت أعماق البحر الأحمر أنشطة بركانية هائلة للغاية، سببت حركة في الصفائح التكتونية للقشرة الأرضية في اعماق البحر الأحمر.
أدت هذه التحركات في صفائح القشرة الارضية التي صاحبها ضغط هائل مع درجة حرارة عالية للغاية، الى حدوث انشطة زلزالية مستمرة، نتجت عنها مجموعة من البراكين النشطة التي ظهرت من وسط البحر الأحمر نتيجة قوى دافعة للألواح الصفائحية لقشرة المحيط. مما أسفر عن ولادة جزر جديدة قبالة الساحل اليمني، والتي عرفت في نطاق مجموعة جزر “الزبير” اليمنية، والتي نشأت من عمق البحر الاحمر.
بحسب المصادر تتكون مجموعة جزر الزبير اليمنية القريبة من محافظة الحديدة من 10 جزر بركانية كبرى، وهي تبعد عن الشواطئ اليمنية مسافة تقدر بحوالي 50-60 كيلومتر، وهي على قمة بركان درعي في البحر الأحمر، يصل ارتفاعها إلى 191 متر (627 قدم) فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ طول أكبر هذه الجزر في مجموعة الزبير، وهي جزيرة جبل الزبير ما بين 5-7 كيلومتر. وعلى مدى الأزمنة التاريخية أستمر هذا البركان بالثوران.
ولادة جزيرتين
تلك الانشطة البركانية الهائلة، أسفرت عن ولادة جزيرتان بركانيتان واللاتي ظهرتا حديثًا في وسط البحر الأحمر، وأسفرت عن صور مذهلة لظهور الجزيرتان اليمنيتان والتي التقطتها اقمار وكالة الفضاء الاميركية ناسا. حيث زودت هذه الصور العلماء برؤى جديدة حول وجود شق غير معروف في داخل قشرة الأرض.
وقد ظهرت كلتا الجزيرتين في منطقة أرخبيل الزبير، وهي سلسلة صغيرة من الجزر البركانية، التي يملكها اليمن، والتي ترتفع من البحر الأحمر بين إفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
وظهرت أول الجزر اليمنية الجديدة، التي تسمى حالياً جزيرة شولان، في ديسمبر من العام 2011، حيث وقع الانفجار البركاني الأول في 19 ديسمبر 2011 في قاع البحر الاحمر.
وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية لمركبة تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، سحابة بركانية في وسط البحر الأحمر بين جزيرة “هايكوك” اليمنية، وجزر “وعرة”.. وتصاعدت هذه الحمم البركانية لمسافة 30 متر فوق سطح البحر. وكان انفجار تحت الماء، قد أدى لظهور جزيرة جديدة، بين “وعرة” و”جزر هايكوك”، وقد سميت الجزيرة باسم جزيرة شولان اليمنية.
2013: ظهور جزيرة ثانية
يقول موقع “حلم أخضر” أنه ووفقاً لمعلومات بثتها وكالة الفضاء الامريكية، ظهرت الجزيرة اليمنية الثانية، المسماة جزيرة جديد، في 28 سبتمبر العام 2013، حين بدأ انفجار جديد تحت مياه البحر الأحمر في نفس المكان، إلى الجنوب الغربي من موقع الانفجار الذي حدث في سنة 2011-2012، مع حدوث تلون لمياه البحر الأحمر وخروج سحابة بخار كبيرة منها.
وبحسب الموقع اليمني المهتم بالبيئة، يقدر علماء الجيولوجيا أن السبب حدوث ثوران بركاني يجري على انخفاض 100 متر تحت سطح الأرض، وهذا يعني أن مرحلة جديدة من ثوران سيرتزي بدأت.
وأستمر النشاط في الموقع إلى منتصف أكتوبر لسنة 2013، مع تولد سحابة بخار كبيرة، وفي أواخر أكتوبر 2013، حتى ظهرت جزيرة جديد في البحر الأحمر قبالة الاميال البحرية اليمنية.
