المصدر الأول لاخبار اليمن

صحيفة أمريكية تكشف جدلية الصراع حول ولاية عهد الكويت داخل أسرة الصباح

متابعات // وكالة الصحافة اليمنية //

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، الإثنين، أن منافسة صراع حام يدور بين أفراد أسرة “الصباح” الحاكمة بالكويت على منصب ولي العهد، خلفاً لأمير الكويت الحالي “نواف الأحمد الجابر الصباح”، الذي تولى منصب أمير البلاد، بعد وفاة سلفه الراحل “صباح الأحمد الجابر الصباح”.

وتحت عنوان: “مات زعيم الكويت.. قتال بين أفراد العائلة المالكة الآن حول من سيكون ولي العهد!”، ذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن القانون الكويتي يجيز تولي إمارة البلاد فقط في ذرية الشيخ “مبارك الصباح” الذي حكم البلاد حتى عام 1915، مضيفة: “كل من الأمير الراحل والجديد من بين آخر أحفاد (مبارك) والخيار الوحيد المتبقي في هذه المجموعة هو الأخ غير الشقيق، الشيخ (مشعل)”.

لكن “مشعل”، صاحب الشخصية المحافظة، لا يحظى بشعبية بين المعارضة السياسية، بما في ذلك الكتلة الإسلامية القوية، بحسب التقرير، الذي أشار إلى أن حكم الكويت على مدى القرن الماضي تناوبه فرعان من عائلة “الصباح”، هما سلالة “سالم” وسلالة “جابر”، وفي عام 2006 انتهى هذا النمط من التناوب لصالح فرع “جابر”، الذي نظم عزل الأمير “سعد العبدالله السالم الصباح” على خلفية اعتلال صحته.

ومثل أخيه الراحل ينحدر أمير الكويت الجديد “نواف الأحمد” من فرع “جابر”، و”هذا يضعف شيوخ فرع (سالم)، الذين يطالبون بالعودة إلى خط الخلافة خوفًا من الهبوط السياسي الدائم، بحسب زعم الصحيفة الأمريكية.

وإذا كان الأمير الجديد لا يزال يفضل الأقارب من داخل سلالة “جابر” لولاية العهد، فقد يتسبب ذلك في نزاع داخل الأسرة الحاكمة بالكويت، إذ يحتفظ الكثيرون من أفراد فرع “سالم” بنفوذ كبير في البلاد، بمن فيهم وزير الخارجية السابق “محمد صباح السالم الصباح”، بحسب التقرير.

وفي سياق متصل، تشير “واشنطن بوست” إلى منافسة من زاوية أخرى على ولاية عهد الكويت، تتمثل في أبناء الجيل التالي من فرع “جابر”، الذين تدور أعمارهم بين الخمسين والسبعين، وبلغوا سن الرشد بعد حصول الكويت على استقلالها عام 1961، عندما نشأت بالدولة هيئة تشريعية منتخبة وإعلام مستقل ومجتمع مدني.

فبجانب كونهم شيوخا بالعائلة الحاكمة هم أيضا سياسيون قادرون على قيادة “حملات عامة” وشراء الدعم والقضاء على الأعداء، ومحصلة ذلك أن النقاشات حول خلافة الأمير الحالي لن تكون شؤون عائلية خاصة كما كانت في السابق، بل شأنا عاما.

وتشير “واشنطن بوست” إلى مثال هو الأكثر علنية في صراع هذا الجيل بين الشيخ “أحمد الفهد” والشيخ “ناصر المحمد”، اللذان يشنّان حربًا سياسية على بعضهما البعض منذ عقد.

وهناك تفاصيل درامية لهذا الصراع تشمل شرائط فيديو سرية تعرض مؤامرات انقلابية، ورشوة قضائية مزعومة، وحتى محاكمات أمام المحاكم في سويسرا، الأمر الذي كلف الشيخ “أحمد” منصبه في اللجنة الأولمبية الدولية، وفق الصحيفة، التي زعمت أن وزعمت الصحيفة، أن الكثير من الكويتيين يعتبرون أن الأميرين ملوثان.

وبينما يدعم الليبراليون الشيخ “أحمد”، يظل للشيخ “ناصر” النفوذ الأكبر داخل العائلة الحاكمة، وفي الخريف الماضي تم تعيين نجله وزيراً للخارجية، وهو المنصب الذي سبق أن شغله امير الكويت الراحل لمدة 40 عاماً.

لكن “ناصر المحمد” لايزال مثيرا للجدل منذ استقالته من منصبه كرئيس للوزراء في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، بعد أن استهدفته الاحتجاجات الشعبية باتهامات الفساد، ولم يشغل أي منصب حكومي منذ ذلك الحين.

وإزاء ذلك، تشير “واشنطن بوست” إلى أن الشيخ “ناصر صباح الأحمد”، النجل الأكبر للأمير الراحل، ربما يكون المرشح الأوفر حظا في جيله لتولي ولاية العهد، باعتباره صاحب مسيرة في كل جانب من جوانب الدولة الكويتية، ومن المحتمل أن تجلب سمعته من حيث الكفاءة الدعم الشعبي.

غير أن “ناصر صباح الأحمد” منخرط في صراعات أيضا، إذ أثار حفيظة شيوخ بالعائلة الحاكمة بعدما طالب بالتحقيق في تورطهم بفضيحة فساد داخل صندوق الاستثمار التابع للجيش الكويتي، وهي القضية التي تسببت في استقالة الحكومة (نوفمبر/تشرين الثاني 2019) وكلفت “ناصر” منصبه كوزير للدفاع.

ونوهت الصحيفة الأمريكية، في هذا الصدد، إلى “الضغط الشعبي” كأحد العوامل التي يمكن أن تساهم في توتر الصراع على ولاية العهد بالكويت، خاصة أن المعارضة طالما كانت جزءا لا يتجزأ من السياسة الكويتية، في حالة فريدة من نوعها بين ممالك الخليج.

فمنذ انتفاضات الربيع العربي 2011-2012، لم تكن احتجاجات هذه المعارضة متكررة فحسب، بل كانت راسخة أيضا في المطالبة بالقضاء على “الفساد المستشري داخل الدولة والنظام الحاكم”.

ولذا اعتبرت الصحيفة الأمريكية أن تسمية ولي العهد تمثل قرارا حاسما للنظام الكويتي، خاصة في ظل احتمال تسببها في مزيد من الصراع بين أبناء الأسرة الحاكمة، وربما في احتجاجات شعبية من المواطنين الذين يرغبون في التزام موثوق بالإصلاح ومحاربة الفساد، إضافة إلى تقدم الأمير الحالي في السن (83 عاما).

وكانت مصادر كويتية مطلعة قد أفادت، السبت الماضي، بأن “تسوية” جرت بين فروع أسرة “الصباح” الحاكمة حصرت عدد المرشحين لمنصب ولي العهد في 4 أسماء، هم: هم: وزير الدفاع الأسبق الشيخ “ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح”، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ “مشعل الأحمد الجابر الصباح”، ورئيس الوزراء الأسبق الشيخ “ناصر محمد أحمد الجابر الصباح”، ورئيس الوزراء الحالي الشيخ “صباح الخالد الحمد الصباح”، وفقا لما أورده موقع “تاكتيكال ريبورت”.

وتضمنت التسوية سحب فرع “السالم” مرشحيه لكلا المنصبين (ولي العهد ورئيس الوزراء)، المعني بشؤون الاستخبارات، وطلب فرع “الأحمد” من فرع “جابر الصباح” منصب رئيس الوزراء بدلا من ولاية العهد، حسبما أورد الموقع المعني بشؤون الاستخبارات.

فيما رجحت مصادر خاصة لـ”الخليج الجديد” تسمية “مشعل الأحمد” (80 عاما) لمنصب ولي العهد الجديد في الكويت؛ لما يتمتع به من شخصية قوية، حيث رافق الأمير الراحل “صباح الأحمد الجابر الصباح” خلال رحلة علاجه في الولايات المتحدة، وله تأثير كبير بين أفراد عائلة “الصباح”.

و”مشعل” هو الابن السابع للشيخ “أحمد الجابر الصباح”، الذي حكم الكويت بين عامي 1921 و1951، والأخ غير الشقيق للشيخ “جابر الأحمد الصباح” الذي حكم الكويت بين عامي 1977 و2006.

وكان “نواف الأحمد الجابر الصباح” قد أدى اليمين الدستورية أميرا جديدا للكويت خلال جلسة استثنائية لمجلس الأمة، الأربعاء الماضي، وتعهد باستمرار نهج سلفه والعمل على أمن واستقرار البلاد في ظل ظروف وصفها بالصعبة.

 

قد يعجبك ايضا