المصدر الأول لاخبار اليمن

ثورة 14 أكتوبر.. قراءة في التجربة التاريخية والمهام التحررية الراهنة

ملف: أنس القاضي//

تحل على شعبنا مناسبة الذكرى الـ57 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة ، وتتعانق ثورة 21 سبتمبر مع ثورة 14 أكتوبر في مسيرة شعبنا التاريخية لانتزاع الحرية والاستقلال.

يَعود الاستعمار البريطاني اليوم بمشاريع استعمارية جديدة كطرف أساسي في تحالف العدوان، وشعبنا اليمني أيضا، ناهض للثورة ودفن الغزاة.

 

الاستعمار العسكري

لقد كان الجانب السياسي العسكري هو السمة الرئيسية للاستعمار البريطاني في جنوب بلادنا، والذي استمر 139 عاماً، وقبل ثورة أكتوبر المجيدة كانت عدن قد تحولت إلى مقر للقيادية الاستعمارية البريطانية في بلدان الجزيرة والخليج العربي، والشرق الأوسط.

كما أمست عدن محطة ترانزيت لتزويد الاساطيل التجارية الانجليزية بالوقود، وكقاعدة عسكرية تؤمن حماية الطُرقات والممرات البحرية إلى مناطق الهند وشرق أفريقيا.

مطلع الستينيات كانت القوات الانجليزية المسلحة في عدن مزودة بأسلحة محرمة. خُزنت الأسلحة النووية في منطقة البريقة وفي العوالق وحضرموت ومكيراس والضالع وبيحان وجزيرة سقطرى ومضيق باب المندب، ومثلت عدن من بعد الحرب العالمية الثانية نقطة ارتكاز ورأس جسر عسكري لحلف الأطلسي للقيام بأعمال عدوانية ضد حركات التحرر الوطنية العربية والأفريقية.

كما أنشأ الانجليز في جزيرة كمران مطارات حربية إضافية الى المطار الرئيسي الواقع في خور مكسر القريبة من عدن، والى جانب عدن تمركزت الفرق الحربية البريطانية في مكيراس والضالع وبيحان ولحج وغيرها من المشيخات والسلطنات جنوب اليمن.

هذه الأطماع العسكرية السياسية الاقتصادية في عدن مازالت حاضرة في الذهنية الاستعمارية البريطانية، وهذه الأطماع هي الدافع الرئيسي لانخراطهم في العدوان على اليمن منذ مارس 2015م.

الاستعمار الاقتصادي

أرتبط الوجود الاستعماري بإفقار الشعب اليمني وحطم الاستعمار البريطاني الاقتصاد الطبيعي في المدينة والريف جنوب بلادنا وأصبحت المناطق الجنوبية اليمنية بمدنها وأريافها ، سوقاً مفتوحاً لمنتجات الشركات الاحتكارية الأجنبية ، كما قضت السلع البريطانية على ما كان موجوداً من الورش والصناعات الحرفية الوطنية، فأصبحت الأقمشة وكل الملبوسات والمفروشات والأدوات المنزلية تستورد من الخارج.

اقتصر اهتمام المُستعمرين على تطوير الجوانب الخدمية في مستعمرة عدن ، كالتسهيلات التجارية والمالية ، وعلى حساب نمو الصناعة والزراعة ، مما أوجد اقتصاداً طفيلاً مشوهاً، وكانت أوضاع الريف اليمني في جنوب الوطن أكثر رداءة وتخلفا في ظل الهيمنة البريطانية.

ودعم الاستعمار البريطاني العلاقات الاقطاعية المتخلفة التي شكلت حاجزاً أمام تطور القوى المُنتجة في الريف، كما أقام المستعمرون تحالفاً سياسياً مع السلاطين الاقطاعيين وذلك لأجل فرض الهيمنة والسيطرة الاستعمارية على كُل أجزاء البلاد.

الحكم بالقمع والوحشية المباشرة

قامت السيطرة البريطانية على أساس قمع الغالبية الشعبية وتقريب حفنة من المرتزقة المنفتعين من الاستعمار ، وكان في عدن رجل بوليس واحد لكُل 250مواطن من السُكان ، وفي الوقت نفسه في إنجلترا نفسها وجد بوليس واحد لكل 750 مواطن.

أعطيت قوت الاحتلال البريطانية من قبل الادارة الاستعمارية حق التعرض والتفتيش لأي مكان وحق الاعتقال والتحقيق مع أي شخص ومصادرة وثائقه ونزع اللوحات والأعلام ووضع أي منظمة جماهيرية تحت الرقابة.

الحكم عبر الوكلاء المرتزقة

بعد الحرب العالمية الثانية ومع صعود نضال حركات التحرر الوطنية في العالم، غيرت بريطانيا من استراتيجيتها فرق تسد إلى استراتيجية وحد تسد.

نفذت بريطانيا استراتيجيتها الجديدة من خلال لم شمل السلطنات والمشيخات العميلة في كيان سياسي واحد يكون قادراً على حماية مصالح الاستعمار ومواجهة النشاط الثوري الوطني اليمني. وهكذا ففي العام 1959م أعلن عن قيام ما سُمي “اتحاد إمارات الجنوب العربي”.

وأكدت نصوص الاتفاقية التي بموجها أُعلن قيام اتحاد امارات الجنوب العربي بأن من حق الانجليز توزيع قواتهم في أراضي الاتحاد وإقامة القواعد العسكرية عليها واستخدام القوات المسلحة للاتحاد لحماية مصالح بريطانيا وقد رُبط جيش الاتحاد بوزرة الدفاع البريطانية.

كما اشترطت الاتفاقية استمرار سريان مفعول الاتفاقية السابقة بشان ما سميت باتفاقيات الصداقة والحماية بين انجلترا مع حكام الامارات والسلطنات.

ووفقا لهذه الاتفاقية فقد حصلت بريطانيا على حق التدخل في الشؤون الداخلية للاتحاد في حالة وجود اضطرابات أو ثورات.

في العام 1962 تم التوصل الى اتفاق يقضي بضم عدن الى عضوية الاتحاد ابتدأ من مارس 1963م. وهكذا فإن اتفاقية ضم عدن إلى اتحاد الجنوب العربي عزز سيطرة بريطانيا على عدن وجعل وجود القاعدة الحربية الانجليزية قانونيا.

الاتحاد الشعبي الديمقراطي في صدارة الوعي السياسي الوطني

ناضل ابناء عدن ضد قيام الاتحاد وضد الحاق عدن بالاتحاد مطالبين بمنح الاستقلال لعدن والمحميات الجنوبية اليمنية. وقوبلت التظاهرات والنضالات الجماهيرية اليمنية في عدن ضد المشاريع الاستعمارية الجديدة بالقمع.

جا في بيان الاتحاد الشعبي الديمقراطي صادر في العام 1962:

“إن الاتفاقية بصفة عامة هي تعزيز لمراكز الاستعمار وعملائه وتمهد الطريق نحو اقامة دولة واحدة من عدن وإمارات الجنوب مستقلة استقلالا اسميا زائفا لغرض إضفاء الشرعية على الوجود الاستعماري وتشديد استثمار ونهب الخيرات وموارد شعبنا والمحافظة على قواعده العسكرية في بلادنا وقطع الطريق على الوحدة اليمانية.

إن القضية هي قضية يمانية هذه الأجزاء عدن وإمارات الجنوب اليماني المحتل وتحريرها من النير الاستعماري.

ان السبيل الوحيد لإحباط مشاريع الاستعمار وتحقيق اهداف الشعب هو الوحدة الوطنية وتشديد النضال ضد الاستعمار والرجعية من اجل التحرر الوطني والوحدة اليمانية والديمقراطية والتقدم من اجل حق شعبنا اليماني في تقرير المصير، وليس هناك سبيل آخر”.

حرب التحرير الشعبية

يعرف المناضل عبد الله باذيب ثورة 14 أكتوبر على نحو دقيق قائلاً:

“ثورة 14 أكتوبر كانت نتيجة طبيعية لتطور حركة التحرر الوطنية في الجنوب اليمني، واستمراراً للنمو اللاحق للثورة في الشمال ، وجزء من الثورة العربية العامة الموجهة ضد الاستعمار والامبريالية والاستعمار الجديد. وإذا كانت مُطالبة الانجليز لأبناء ردفان بتسليم السلاح والخضوع لسلطة أمير الضالع العميل هي السبب المُباشر لانتفاضتهم ، فإن السبب الحقيقي يكمن في ظروف القهر والاستغلال الاستعماري وللطغيان السلاطيني، التي عاشها شعبنا في ظل الحكم البريطاني”.

احتضن شمال الوطن التحضيرات الأولى لثورة الـ 14 من أكتوبر.وفي مايو من العام 1963 جرت في شمال اليمن مفاوضات بين حركة القوميين العرب مع المنظمات السياسية السرية والعلنية من الجنوب اليمني.

أفضت المفاوضات إلى تشكيل الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وأقرت الجبهة القومية انتهاج الكفاح المُسلح كأسلوب أساسي لطرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن.

مثلت الصدامات العسكرية في ردفان بتاريخ 14 أكتوبر 1963م شرارة هذه الثورة المجيدة.

عند عودة الشيخ لبوزة ومجاميعه العسكرية من شمال الوطن اصطدم بالقوات الانجليزية التي طالبت منهم تسليم أسلحتهم والخضوع لسلطة أمير الضالع العميل.

انتقلت الثورة من ردفان إلى مناطق اخرى في الجنوب اليمني، أستخدم الانجليز في عملياتهم الحربية ضد الثوار المدفعية الثقيلة والمدرعات وآلاف من الجنود. لكن الثوار كانوا صامدين حملوا على عواتقهم مهام نضالية كبيرة، وحملوا الأجيال القادمة وصية الحفاظ على أهداف الثورة.

المناضل علي عنتر:

: “نقول لأجيالنا القادمة بأن الاستقلال أتى بعد نضال طويل، كانت نتيجة هذا النضال طرد الانجليز وكنس عملاء الانجليز، وإسقاط الإمارات والمشيخات، وكان 30 نوفمبر هو يوم توحيد شعبنا، يوم اسقاط العملاء، وإسقاط الانقسام في الشطر الجنوبي من الوطن، نعم نقول الشطر الجنوبي، ونتلطع الى اليوم العظيم الذي يتوحد به اليمن، وتقع على ذلك مسؤولية كل الاحرار والشرفاء من شمال الوطن وجنوبه. فمثل ما توحد شعبنا في الجنوب سيتوحد شعبنا اليمني شمالاً وجنوبا، وبدون وحدة الشعب اليمني، نعتبر استقلالاً ناقصاً وحريتنا ناقصة، وانجازاتنا ناقصة”.

ابتداءً من ديسمبر 1963م وصلت المواجهات العسكرية إلى مدينة عدن ونجح الثوار في تفجير مطار عدن في الـ 10 من ديسمبر وأدت عملية المطار إلى إصابة القائد الأعلى للقوات البريطانية في عدن المدعو كينيدي تريفاسكس ومقتل مساعد القائد ومعه 22 جندياً بريطانياً.

كان الاتحاد الشعبي الديمقراطي هو التنظيم السياسي الوحيد من خارج الجبهة القومية الذي أظهر موقفاً مبدئيا الى صف الثورة ، فيما اتخذت القوى والأحزاب السياسية العميلة في عدن موقف الرفض تجاه الثورة واعتبرتها عملاً مغامراً.

عندما أدركت القوى العميلة بأن الثورة صامدة وماضية نحو التحرر من الاستعمار ومخلفاته، شكلت هذه القوى الاقطاعية والسلاطينية العميلة ما سمي بجبهة التحرير دخل في هذه الجبهة العميلة حزب الشعب الاشتراكي المرتبط بحزب العمال البريطاني، ورابطة ابناء الجنوب العربي، والسلطان أحمد بن عبد الله الفضلي، والأمير جعبل بن حسين.

صعدت هذه القوى العميلة من نشاطها السياسي المُعادي لثورة 14 أكتوبر، كما دعت في عام 1964 إلى عقد مؤتمر دستوري في لندن يحضره ممثلوا الأحزاب والتنظيمات السياسية الرجعية المُتحالفة مع بريطانيا.

هدفت جبهة التحرير إلى حرف ثورة أكتوبر وإفشالها من الداخل. وقد لقيت جبهة التحرير الانتهازية دعماً من الاوساط الرجعية في حكومة اليمن الشمالية ، وغيرها من الاوساط العربية الذين لم يكونوا من أنصار الكفاح المسلح.

قامت ما تسمى بجبهة التحرير بأعمال اجرامية استهدفت الثوار والوطنيين من الجبهة القومية والاتحاد الشعبي الديمقراطي ، إلا أن محاولاتها منيت بالفشل بفضل صلابة الثوار والجبهة القومية قائدة الثورة واسمرت الثورة تتقدم بصلابة وتتحمل حملات الاستعمار العدوانية المعززة بالطيران التي وصلت إلى تدمير المنازل وإحراق الحقول والمدرجات الزراعية.

 

مرحلة الحسم

في السادس من نوفمبر 1964 بعد زيارة وزير المستعمرات البريطانية انتون جرييمفود إلى عدن اتقدت نيران الثورة المسلحة. وقد دخلت الثورة في مرحلة الهجوم الحاسم بعد المؤتمر الأول للجبهة القومية والذي جرى في جبلة خلال الفترة من 22 إلى 25 يونيو 1965م

سير الأحداث الثورية في صيف وخريف 1967 غير جميع الخطط الانجليزية والخطط العميلة لجبهة التحرير. النجاحات العسكرية الحاسمة في هذه الفترة برهنت على أن الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل هي الممثل الوحيد للشعب اليمني في جنوب الوطن والمهيأة لاستلام السلطة.

في 20 يونيو عام 1967 استولت الجبهة القومية على كريتر حيث مقر القوات الاستعمارية البريطانية حينها اعلنت بريطانيا استعدادها للرحيل من جنوب البلاد وتسليم السُلطة للجبهة القومي.

في 29 نوفمبر من عام 67 خرج آخر جندي بريطاني من عدن. وفي 30 نوفمبر أعلن الاستقلال وقيام جمهورية اليمني الجنوبية الشعبية، والتي غيرت أسمها لاحقا إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

يلخص ذلك المناضل عبد الفتاح إسماعيل:

” ان المعركة المُسلحة من أجل السُلطة السياسية، والاستقلال الوطني انطلقت من الريف في الأساس لتلتحم بنضال الطبقة العاملة والمُثقفين الثوريين وسائر الكادحين في المدينة، الذين كانوا يؤمنوا بالنضال المُسلح، وبالموقف السياسي لثورة 14 أكتوبر، وقد استطعنا في الجبهة القومية عبر توحيدهم، وعبر النضال الطويل والتضحيات، وقوافل الشهداء استطعنا أن نُحقق النصر لثورة 14 أكتوبر في 30 نوفمبر 1967م”.

 

الاستعمار الجديد والثورة المتجددة

ذهب الاستعمار البريطاني القديم، ليأتي استعمار جديد فالدول الاستعمارية الأوربية مازالت تظل تنظر إلى مستعمراتها السابقة وكأنها صحابة الحق في اعادة استعمارها وفي التدخل في شئونها ففيما تظهر التدخلات البريطانية في اليمن والعراق نجد التدخلات الفرنسية في لبنان وسويا.

الوثائق الصادرة عن الاستخبارات العسكرية اليمنية قبل 21 سبتمبر تستفز كل وطني يمني لحساسية المعلومات السيادة عن البحرية اليمنية التي أخذتها بريطانيا. إن سعي بريطانيا لأخذ هذه المعلومات العسكرية اليمنية عن القوة البحرية، يؤكد استمرار نظرتها الاستعمارية لليمن.

تُعد بريطانيا الفاعل الدولي الأول في الأوضاع الراهنة من العدوان على اليمن. وتمارس بريطانيا استراتيجياتها الاستعمارية القديمة والجديدة عبر دويلة الإمارات التي تحتل معظم السواحل اليمنية في جنوب البلاد وغربها.

يقوم العدوان الراهن على الإرث السياسي والخبرة التاريخية البريطانية، فبريطانيا صاحبة العلاقات والروابط مع القوى المحلية العميلة في اليمن ومشيخات الخليج.

جدير بالذكر أن بريطانيا حين خرجت ذليلة من جنوب اليمن بقوة ثورة 14 أكتوبر المجيدة فقد نقلت ثقلها الاستعماري من عدن إلى أبو ظبي.

إن جوهر السياسة الاستعمارية البريطانية الذي يجري تطبيقها، مع استيعاب التطورات هو تقسيم الجنوب اليمني إلى اقليمين فدراليين.

هذا التقسيم الذي اقره “هادي” من خارج التوافق الوطني ليس اعتباطياً بل رُسم وفق حدود التقسيم الاستعماري القديم لجنوب اليمن إلى محميتين شرقية وغربية.

حين قررت بريطانيا الانسحاب من عدن في ستينيات القرن الماضي، قامت بتشكيل ما سمي “بحكومة اتحاد الجنوب العربي” و”الجيش الإتحادي”، وذلك لضمان مصالحها الاستعمارية.

عملاً بذات النهج الاستعماري البريطاني القديم تقوم الإمارات اليوم بدعم المجلس الانتقالي العميل وأحزمته الأمنية لفرضه طرفاً فاعلاً معترفاً به وإعطائه حكماً ذاتياً للمحافظات الجنوبية اليمنية ليضمن للإمارات وبريطانيا المصالح والطموحات الاستعمارية.

من المعلوم تاريخيا بأن “السير وليام لوس” المستشار البريطاني المعتمد في عدن الذي هندس تشكيل ما سمي”اتحاد امارات الجنوب العربي” عام 1959م، وهو نفسه الذي هندس تشكيل “دولة الامارات العربية المتحدة” عام 1971م.

وليس من المصادفة بأن يكون “هاني بن بريك” قائد القوات التكفيرية في الانتقالي، إذا ما عرفنا بأنه من أُسرة عرف عنها التعامل مع بريطانيا ففي 30 مايو 1976م عين العقيد ناصر بريك قائداً لجيش ما سمي بـ” اتحاد امارات الجنوب العربي”.

 

استكمال مهام الثورة

تنظر ثورة 21 ايلول سبتمبر إلى قضية الغزو والاحتلال الأجنبي كأحد أبرز قضايا ومهامها الوطنية، وفي كل مناسبة تؤكد القيادة الثورية والسياسية ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط على الالتزام الوطني والديني والأخلاقي بطرد الغزاة وتطهي كل شبر من الأرض اليمنية وصون سيادتها الوطنية في البر والبحر والجو.

لثورة 14 أكتوبر مكانة خاصة لدى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يدعوا إلى استلهامها في مواجهة العدوان والاحتلال الجديد:

“ذكرى الرابع عشر من أكتوبر ، من ذكريات العز والمجد والحرية لشعبنا العزيز، حينما تحرك الأحرار في هذا البلد في مواجهة المحتل المستعمر البريطاني آنذاك وصولا إلى طرده من البلاد، ولهذه المناسبة دلالات مهمة ، اليوم نحن في أمس الحاجة إليها ونحن نواجهة هذا الغزو وهذا العدوان وهذا الاحتلال الهمجي من قوى الشر وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل والنظام السعودي ومن معهم من أذيالهم وأذنابهم”.

أولى الصماد اهتماما ومتابعة للدور الاستعماري البريطاني، إذ يرى بان نفس التهديدات والأطماع الاستعمارية لبريطانيا سابقا من تمزيق الوطن والسيطرة على المرات البحرية تعود اليوم مرة اخرى عن طريق أدوت استعمارية جديدة ممثلة بدولة الإمارات.

تنبه الرئيس الشهيد الصماد في خطاباته بشكل دقيق إلى تهديد الامبريالية الحديثة ووكلائها الاستعماريين للوطن اليمني، من حيث متابعته وتحليله، لممارسات قوى الاحتلال في الجنوب ذات الطابع المحفز للنعرات المناطقية. وقد جاء في كلمة الرئيس الشهيد صالح الصماد في مناسبة الذكرى 53 لثورة 14 أكتوبر:

إن الاحتفال بثورة 14 من أكتوبر يظل احتفالا منقوصا مادام هناك جندي إماراتي أو سعودي أو أمريكي على تراب الوطن شماله وجنوبه وكما احتفلنا بجلاء أخر جندي بريطاني سنحتفل بإذنه تعالى بجلاء آخر جندي إماراتي أو سعودي. وما بين 14 أكتوبر 1963م و14 أكتوبر 2016م لا زالت الأطماع هي الأطماع فقط تغيرت أدوات الإستعمار”.

المراجع:

• تاريخ اليمن المعاصر 1917- 1982 م مجموعة مؤلفين سوفييت. مكتبة مبلولي القاهرة 1991م

• النجم الأحمر فوق سماء اليمن. د أحمد عطية المصري. مؤسسة الأبحاث العربية. لبنان. 1974م

• حول بعض قضايا اقتصاد اليمن الديمقراطي . علي صالح عبد الله. دار الهمداني عدن. 1984م

• علي عنتر لقاء تلفزيوني في الذكرى العاشرة للاستقلال الوطني. 1983م

• عبد الله باذيب كتابات مختارة

• كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة العام الهجري وذكرى 14اكتوبر. 14 اكتوبر 2015م

• كلمة الرئيس الشهيد صالح الصماد في مناسبة الذكرى 53 لثورة 14 أكتوبر . 2016م

……………………………..

المصدر: مركز البحوث والمعلومات بوكالة الأنباء اليمنية “سبأ”

قد يعجبك ايضا