المصدر الأول لاخبار اليمن

البعد الغائب لزيارة غريفيث إلى عدن

تحليل/ وكالة الصحافة اليمنية//

أثارت زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى عدن مؤخرًا الكثير من التساؤلات عن طبيعة الزيارة والهدف منها ومغزاها الحقيقي.. كما خلفت ورائها انزعاجا كبيرًا لدى السياسيين والمتابعين والمراقبين لما يجري في اليمن.

زيارة في غير محلها وتوقيتها تمت إلى مدينة شبه مدمرة تحكمها مليشيات مسلحة، رائحة الموت والدم تفوح من أحيائها وشوارعها، يسكنها الخوف والقلق الأمني المعيشي، أفقها مسدود ومستقبلها غامض، وعودة الحياة الطبيعية إليها شبه مستحيل في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها والتي تحكمها المظاهر المسلحة وصراع الموت بين المليشيات المتصارعة.

يأتي المبعوث الأممي غريفيث في هذه الأجواء الملبدة إلى عدن في زيارة أدق وصف لها بأنها زيارة شكلية فارغة المحتوى للتغطية على استمرار الحصار والعدوان وتجاهل المعاناة الإنسانية التي يُعاني منها أبناء الشعب اليمني المتمثلة في إغلاق الموانئ والمطارات والحصار الشامل على البلاد.

الشيء المؤكد أن تحركات غريفيث غير موفقة، ووجهة نظره تحكمها معايير مزدوجة، وإلا كيف يتم فهم زيارته لمدينة عدن في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه المدينة، ومع من سوف يتفاوض؟ وهل الموجودين في عدن يمتلكون ولو حتى أدنى قدر من المسؤولية والقرار للتباحث معه والخروج على الأقل بتفاهمات لحل المشكلة اليمنية.

لقد أعطيت لمارتن غريفيث الفرصة الكاملة والكافية لإيجاد مخرج يفضي إلى حل للمشكلة اليمنية؛ لكن اتضح أنه يسوق لحوارات عدمية لا تفضي إلى أي حل، فالأمم المتحدة التي يتحرك غريفيث باسمها هي بموقفها وعملها أشبه ما تكون أنها تبيع الوهم، وهذا ما حصل خلال سنوات من الحوارات المضنية والفارغة المحتوى.

الشيء المؤكد أن التعويل على الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث لم يعد له جدوى وغير ذات معنى، من خلال سنوات مضت لم تستطع الأمم المتحدة أن تفعل شئيا لحل المشكلة اليمنية ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، وفك الحصار المفروض على الموانئ والمطارات.

قد يعجبك ايضا