صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية //
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى جابر الوهباني أن انعقاد المؤتمر العلمي الأول حول “أضرار القات على صحة الفرد والمجتمع” يمثل فرصة للحديث عن آثاره الصحية والاقتصادية والاجتماعية وإيجاد المعالجات اللازمة المبنية وفق أسس علمية.
وأشار الوهباني في افتتاح أعمال المؤتمر الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام كلية الطب بجامعة صنعاء، بمشاركة أكثر من ألف ما بين أطباء وكوادر تمريض وباحثين ومهتمين، إلى أن زراعة وتناول القات أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد حاضر ومستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية باليمن.
ولفت إلى أن القات له آثار سلبية تتفاقم سنة بعد أخرى على مستوى النشاط الاقتصادي الكلي والفردي، وعلى المحاصيل الزراعية الغذائية والأمن الغذائي والمائي نتيجة التوسع في زراعته على حساب تلك المحاصيل.
وأكد أهمية دور الشباب وتأثيرهم في المجتمع من خلال التوعية بأضرار القات على الصحة، والوضع الاقتصادي.. لافتا إلى أهمية استشعار الجميع للمسؤولية بشأن هذه المشكلة ومعالجتها.
وطالب الوهباني وزارة الزراعة بتشديد الاجراءات الرقابية للحد من استيراد المبيدات الزراعية التي لا تستخدم في أي بلد حول العالم سوى في اليمن، لما تسببه من أمراض خطيرة في مقدمتها أمراض السرطان.
من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور، أن الجامعات ومؤسسات الأبحاث تتحمل مسؤولية مباشرة لدراسة مختلف مشاكل المجتمع وتحديد المعالجات العلمية لها ومنها أضرار القات.

وأشار إلى أن مثل هذه المواضيع لا يمكن التخلص منها إلا بحوار علمي جاد في أروقة الجامعة والكليات والخروج بحصيلة علمية لمجابهة هذه المعضلة .. لافتاً إلى أن الأغلبية الساحقة من أبناء اليمن بما فيهم الطبقة المثقفة، يتعاملون مع موضوع تناول القات بصورة طبيعية رغم إدراكهم لما يحمله من أضرار على صحتهم وجوانب أخرى تتصل بالحياة اليومية.
وذكر أن جمعيات مكافحة القات الموجودة في أمانة العاصمة والمحافظات، لم تقوم بدورها الفاعل وما تزال تتحدث عن أضرار هذه النبتة على استحياء.. مشيراً إلى أن معركة مكافحة القات في أوساط اليمنيين صعبة ومعقدة وهي معركة وعي في الأساس خاصة حينما يُنظر إلى القات بأنه يحل المشكلات في الوقت الذي يمثل مشكلة بحد ذاته.
وقال “اعتقد أن انعقاد المؤتمر اليوم هو البداية الطبيعية في التعامل بمسؤولية علمية تجاه واحدة من مشكلات المجتمع، الذي لن يعالج قضاياه ومشاكله من هم من خارجه، وإنما أبنائه من أساتذة الجامعة الذين يتصدون لكل التحديات المسؤولة عن إعاقة التنمية والتقدم على المستوى الاجتماعي”.
وأضاف رئيس الوزراء” المجلس السياسي الأعلى وهو يقود كل هذه الانجازات والنضالات على مستوى الجبهات والاقتصاد، يخوض في الوقت ذاته معركة التوعية بأضرار القات المباشرة وغير المباشرة على المجتمع”.
ومضى قائلاً “من المهم أن يشارك في هذا النقاش والحضور العلمي أصحاب الفضيلة العلماء، لأنهم يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه وطنهم ومجتمعهم الذي يقدرهم ويجلّهم ويأخذ عنهم”.
واعتبر انعقاد المؤتمر وموضوعه مهماً وحيوياً، يتطلب إقرار نتائجه بمشاركة رجال دين من الوعّاظ والمرشدين لإيصالها إلى المجتمع وتحقيق الوعي المنشود والتأثير المطلوب.
وعبر رئيس الوزراء عن الشكر لرئيس جامعة صنعاء وعميد كلية الطب على تنظيم الفعالية العلمية.. حاثاً بقية الجامعات على إقامة مؤتمرات علمية لمناقشة هذا النوع من المواضع المتصلة بالمجتمع والتوعية بها أكثر فأكثر في أوساط أبنائه.
وفي الفعالية التي حضرها وزراء الزراعة المهندس عبد الملك الثور، والكهرباء أحمد العليي، أشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب بدور جامعة صنعاء وتبنيها معركة الوعي والفكر لمواجهة أضرار القات من خلال أول مؤتمر علمي ينعقد في العام 2022م.
ودعا الجامعات اليمنية للتركيز على القضايا والمشاكل المجتمعية التي أصبحت تؤرق المجتمع وفي مقدمتها زراعة وتناول القات وتأثيره على الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
وطالب الوزير حازب بالبحث عن البدائل الممكنة والمعالجات اللازمة لمزارعي وبائعي القات وتوفير أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والرياضية بما يسهم في تحفيز الشباب على الاقلاع عن تناول القات.. مؤكداً أن توصيات ونتائج أعمال المؤتمر ستكون محل اهتمام ورعاية من الوزارة والمجلس السياسي الأعلى.
