المصدر الأول لاخبار اليمن

أزمة وقود هي الأشد منذ بدء الحرب.. حصار وقرصنة بهندسة أمريكية

تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //

 

تتفاقم أزمة انعدام المشتقات النفطية في العاصمة صنعاء والمحافظات التابعة لحكومة صنعاء ، في ظل استمرار جرائم التحالف المتمثلة في القرصنة بحق سفن النفط  القادمة إلى اليمن في البحر الأحمر.

وأدت أزمة انعدام الوقود إلى آثار كارثية انعكست على الأوضاع الإنسانية في اليمن ، في ظل صمت أممي لوضع حد للمعاناة التي تطال اليمنيين نتيجة منع دخول السفن النفطية لميناء الحديدة.

ما يتعرض له شعب اليمن من حصار، يحدث خارج معايير القانون الدولي، ولا يبد أن اللجنة التابعة للأمم المتحدة والمكلفة بتفتيش السفن الداخلة إلى ميناء الحديدة قادرة على انقاذ شعب اليمن، من أبشع عملية قرصنة تهدف إلى قتل شعب بأكمله. حيث تؤكد اجراءات الحصار ومنع السفن من دخول الوقود أن رغبات التحالف أقوى من القانون الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة.

طوابير طويلة تصطف امام محطات الوقود تمتد في بعض الأماكن إلى عشرات الكيلومترات في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى.. الأزمة خلفت شلل شبه تام لحركة السيارات ومركبات النقل وناقلات المواد الغذائية وغيرها، بينما تتفاقم لكارثة لتصل إلى التهديد بتوقف العمل في المستشفيات وكل شئون الحياة وما تخلفه من عواقب وخيمة على السكان العزل وحرمانهم من حياة أمنة ومستقرة.

أزمة نفطية خانقة هي الأشد منذ بداية الحرب على اليمن، بحسب شركة النفط اليمنية في صنعاء والتي بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة  جراء إمعان التحالف في احتجاز سفن المشتقات النفطية، ومنعه بشكل كلي لأي سفينة وقود من دخول الميناء.

وأطلقت شركة نفط صنعاء نداء استغاثة انساني حول انعدام الوقود اللازم لتزويد القطاعات الحيوية وعلى رأسها القطاع الصحي بعد احتجاز سبع سفن نفطية منذ أشهر في عرض البحر ولا سبيل لإدخالها حتى الآن.

 

 

هندسة أمريكية لحصار الشعب اليمني برعاية أممية

 

في الآونة الأخيرة، أخذت أزمة انعدام الوقود وضعاً حاداً، أكثر من المرات السابقة، ويعتقد البعض أن تراكمات الأزمات المتلاحقة، ساهم في تعقيد الوضع بشكل استثنائي أكثر من المرات السابقة، وعادة ما تسمع من الأهالي قصص مؤلمة عن أشخاص عجزوا عن اسعاف احبائهم بسبب انعدام البنزين. توقف الطلاب عن الوصول إلى الجامعات والمدارس، المستشفيات أعلنت انها على وشك الانهيار، مواليد في الحضانات مهددون بالموت، مرضى فشل كلوى، يمكن القول أن انعدام الوقود الوقود في مناطق اليمن المحاصرة خلق أكبر دراما محزنة يمكن أن يعايشها الإنسان في أي مكان في العالم.

شركة النفط كشفت على لسان المتحدث الرسمي لها عصام المتوكل ، عن استمرار الدور الأممي المساند لعمليات القرصنة وتضييق الخناق على اليمنيين.

 وقال “عندما نلتقي مع مسؤولي الأمم المتحدة لا يعطونا إجَابَة صريحة حول سبب قرصنة سفن النفط رغم حصولها على تصاريح أممية”، في إشارة إلى تناغم أممي أمريكي سعوديّ إماراتي لاستخدام الحصار كورقة ضغط على اليمنيين.

ولفت إلى أن الأمم المتحدة عندما تتحرك وتتحدث عن الوضع المأساوي في اليمن فالغرض من ذلك هو ابتزاز الدول المانحة؛ مِن أجل الأموال”، داعيا الأمم المتحدة أن تقف على الحياد فيما يتعلق بالوضع الإنساني والذي يعاني منه جميع أبناء الشعب وألا تقف مع الجلاد ضد الضحية.

 

 

سلسلة ازمات نفطية متعاقبة خلال سنوات الحرب

 

يشهد اليمن سلسلة من الأزمات المتشابكة بسبب انقطاع المشتقات النفطية،ومنذ بدء الحرب على اليمن  انعكست الأزمات النفطية على شكل صدمات قوية أثرت بشدة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وأوضاع الأمن الغذائي والمعيشي للسكان.

 وقد اتسمت هذه الأزمات بالتكرار بين فترة وأخرى، لتشمل جميع أنواع المشتقات النفطية لتكون سبباً رئيسياً للعديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الأخرى بما في ذلك اتساع معدلات الفقر والبطالة وكذلك ارتفاع الأسعار وصعوبة الوصول إلى الخدمات الرئيسية.

ويتعمد التحالف للسنة السابعة على التوالي إطالة فترة احتجاز السفن حتى تتساوى غرامات التأخير لكل سفينة مع قيمة حمولتها من المشتقات، وأحياناً تتجاوز غرامات التأخير ضعف قيمة الحمولة، ناهيك عن تلف حمولة سفن الغذاء والدواء، وقد سُجلت العديد من حالات التلف في السنوات الماضية، والنتيجة زيادة الأعباء على اليمنيين، وزيادة معاناتهم وعذاباتهم، والحكم عليهم بالموت البطيء.

كما يسعى التحالف إلى تدمير ممنهج للاقتصاد الوطني اليمني، من خلال استهداف نشاط القطاع الخاص، وإيصال مُستوردي المشتقات النفطية في صنعاء تحديداً إلى حالة الإفلاس، وبالتالي تسليم الاسواق الشمالية لتاجر النفط العيسي الموالي للتحالف، وتسليم الاسواق الجنوبية لشركة أبو ظبي للخدمات النفطية.

فالتحالف مستمرٌ في تقييد الواردات اليمنية بأريحية ومباركة أممية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، ومنعها من دخول اليمن، بلا كلل ولا ملل ولا ضوابط أخلاقية ولا إنسانية ولا دينية، والضمير العالمي مستمرٌ في إجازته المفتوحة ما دامت بقرة التحالف مستمرة في إدرار حليبها الممزوج بدماء اليمنيين.

 

طوابير السيارات أمام محطات الوقود في صنعاء

قد يعجبك ايضا