المصدر الأول لاخبار اليمن

حزب الإصلاح.. بين خيار الاقتلاع و حتمية مواجهة الحقائق

تقرير/عبدالكريم مظهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

تواصل المليشيات الموالية للإماراتية والسعودية في اليمن معركة استئصال ما تبقى من جذور حزب الإصلاح والفصائل المسلحة التابعة له في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن.

ووفقاً للمراقبين فقد دخلت المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف فصلاً جديداً من فصول العنف، وذلك بعد أكثر من 3 أشهر من تشكيل “مجلس الرياض الرئاسي” الذي تم فرضه من السعوديين والإماراتيين، بعد إزاحة المستقيل هادي على يد الرياض وأبو ظبي.

  الفصائل المسلحة المحسوبة على الإصلاح من جهة وبين الفصائل المسلحة المحسوبة على “المجلس الانتقالي الجنوبي” من جهة أخرى

مناورة إماراتية وتكتيك سعودي

التغاضي السعودي تجاه محاولات الإمارات اقتلاع رموز قيادات الإصلاح وميليشياتها بات يوفر غطاء سخياً للميليشيا التابعة لأبو ظبي، أكثر مما كانوا يحصلون عليه سابقاً وذلك في اطار لعبة تبادل الأدوار والتمويه بين السعودية والإمارات.

ويرى مراقبون عرب، أن ادعاء أبو ظبي الانسحاب من الحرب على اليمن منتصف يوليو 2019م، مع تأكيد استمرار تحالفها مع المملكة، وكذا تشكيل “مجلس الرياض الرئاسي” هو مجرد مناورة سياسية وتبادل أدوار بين الرياض وأبوظبي في اليمن، تسعى من خلاله الدولتان إعادة تلميع صورتيهما الإجرامية والاستعمارية للهروب من الملاحقة القضائية مستقبلاً بشأن الجرائم التي ترتكبها دول التحالف ووكلائهم بحق الشعب اليمني، مع الاحتفاظ بما تحقّق لها من نفوذ على الأرض، وذلك من خلال الاستغناء عن خدمات الحليف المحلي المشكوك في ولاءه لصالح قطر وتركيا.

المراقبون أكدوا، أن الانسحاب الإماراتي الشكلي من الحرب على اليمن، بعد أن شكلت ميليشيا مسلحة تابعة لها في المناطق الجنوبية والشرقية وفي سواحل اليمن الغربية ، وتشكيل الرياض لـ”مجلس رئاسي” جديد للتخلص من “حكومة هادي” بعد أن فضحت وسائل إعلام دولية تورطها في تجنيد عناصر إرهابية ضمن فصائلها المسلحة التي تقاتل ضمن صفوف مجندي التحالف، هو بمثابة توجه إماراتي وسعودي فعلي، لتكريس نفوذهما العسكري بشكل نهائي، على أرض الواقع، وهنا تبرزإلى العلن مسألة العلاقة القوية بين الدور الإماراتي والسعودي والمصالح الغربية الصهيونية في اليمن أكثر من أي وقت مضى.

استئصال متوقع

فصائل الإصلاح المسلحة بعد أن تلاعبت بها دول التحالف وأهملتهم العملية السياسية الجديدة لدول التحالف، اتُهموا مؤخراً بالتواطؤ تارة مع العناصر الإرهابية لتنظيمي “القاعدة وداعش” وتارة أخرى مع قوات صنعاء وبأنهم أصل التخريب والاختطاف.

ورجح الكثير من المراقبين، أن الإمارات والسعودية بدأت بالتخلص بشكل عملي من  حزب الإصلاح  حيث استغل البلدان الهدنة الإنسانية في اليمن برعاية الأمم المتحدة لتبدأ عملية تكريس نفوذها بشكل أوسع على حساب أطماع الإصلاح بأن يكون له دور رئيسي في الخارطة السياسية والعسكرية في اليمن، ويتجلى ذلك من خلال العمليات العسكرية ضد عناصر الإصلاح في شبوة وأبين وحضرموت وتسريب مقطع فيديو مثير للسفير السعودي في اليمن بشأن “التخلص من الإصلاح مقابل حليف زيدي جديد”.

سهم الشرق

 

وعلى الرغم من دعوات وقرارات وقف اطلاق النار الصادرة عن “مجلس الرياض الرئاسي” إلا أن الفصائل المسلحة الموالية للإمارات تواصل عملياتها العسكرية شرقي اليمن في محاولة منها لتقليم أظافر الإصلاح المنافس التقليدي للانتقالي ضمن أدوات التحالف المحلية في الحرب ضد قوات صنعاء.

لم تمر سويعات معدودة من نجاح عملية تصفية الإصلاح في محافظة شبوة حتى أصدر “عيدروس الزبيدي” رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” وعضو “مجلس الرياض الرئاسي قراراً ببدء عملية عسكرية جديدة للسيطرة على محافظة أبين أطلق عليها اسم عملية “سهم الشرق”.

وقال “محمد الغيثي” رئيس هيئة التشاور والمصالحة التابعة لمجلس الرياض الرئاسي ورئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية في “المجلس الانتقالي الجنوبي”، في تغريدة له على منصة “تويتر” رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية”: أن جهود مكافحة الارهاب التي تبذلها قواتنا الباسلة تستوجب من شركائنا على المستوى الإقليمي والدولي مضاعفة الدعم لما تمثله الجماعات الإرهابية من تهديد حقيقي على مصالح ومستقبل الجميع”.

وأضاف الغيثي: “لقد حان الوقت الذي يجب ان تنعم فيه محافظة أبين العزيزة بالسلام والأمان كامل الأركان، ولن نسمح باستمرار ضرب أهلنا بالإرهاب الذي يجري على قدم وساق”.

وفي المقابل فان العملية العسكرية الجديدة في أبين لاقت سخط كبير من قبل قيادات ووسائل إعلام تابعة للإصلاح، وقال “مختار الرحبي الناطق الرسمي السابق لـ”حكومة هادي” في سلسلة تغريدات على منصة “تويتر” رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية”: “الانتقالي يحشد ميلشياته العسكرية إلى أبين والرئاسي يوجه بخفض التصعيد”.

وأضاف الرحبي: ” تدفق مليشيات الانتقالي إلى أبين.. لإسقاط المحافظة والتمرد على قرار رئاسي بوقف التصعيد”.

وتابع الرحبي قائلاً: ” توجيهات صريحة من المدعو رشاد العليمي بوقف اي عمليات عسكرية في أبين لكن هذه التوجيهات تدوسها مليشيات الانتقالي كما داست العلم الجمهوري في شبوة”.

وبدوره وجه البرلماني “شوقي القاضي” العضو في الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، تساؤولات لـ”رشاد العليمي” قائلا: “ما هي الصفة الدستورية التي تمنح عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي حق تحريك قوات عسكرية مسلحة أو ميليشيا للقتال؟”.

وأضاف القاضي: “وهل يحق لبقية أعضاء المجلس (العرادة ومجلي وغيرهما) توجيه وتحريك قوات عسكرية مسلحة أو ميليشيا للقتال في أي مكان؟”.

طوق نجاة

وما أن وضعت أحداث شبوة أوزارها سارع العديد من قيادات الصف الثاني لحزب الإصلاح مطالبة قيادة الحزب باتخاذ قرارات صارمة تعيد للحزب مكانته السياسية والعسكرية في اليمن من خلال تصحيح الأخطاء والعودة إلى صف الوطن لمواجهة قوى الاحتلال الأجنبي لليمن.

وقال القيادي في الإصلاح “فهد القرني”” “بعد تمرد مليشيا الانتقالى على الشرعية  وتحركها المناطقى الفاضح ضد قوات الشرعية في ابين مطالبات شعبية بنفير عام في كل المحافظات الجنوبية ضد الامارات ومليشيا الارتزاق”

بينما أكد مختار الرحبي: إنه “لا استقرار في اليمن في ظل تدخل الخارج في القرار السيادي اليمني اذا كان هناك نوايا حقيقية لعودة الأمن والأمان والاستقرار والعودة الى جادة الصواب والحوار الحقيقي علينا جميعا ان نتخلص من تدخل الخارج والارتهان للخارج بعد ذلك يمكن ان يتم إعادة النظر من كل الأطراف في إنهاء الحرب”.

قد يعجبك ايضا