المصدر الأول لاخبار اليمن

التحالف يصل إلى ذروة الانقسام.. مخاض جديد يعصف بالمشهد جنوب اليمن

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

يبدو أن عملية استبعاد عيدروس الزبيدي رئيس “المجلس الانتقالي” تتواصل على قدم وساق باتفاق جميع أطراف التحالف.

أخر المستجدات الواردة حول عملية اقصاء الزبيدي، وردت الأربعاء، اثناء اجتماع افتراضي عقدته “الحكومة” الموالية للتحالف عبر تقنية الاتصال المرئي، والذي تم خلاله تجاهل وضع اسم رئيس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، أسفل صورته على الشاشة، أسوة ببقية المشاركين في الاجتماع، والاكتفاء بوضع عبارة ” غير معروف” في مربع الزبيدي.

وقد ساهم نشر صورة الزبيدي مع التوصيف المرافق لها ” غير معروف” في وكالة الأنباء الرسمية التي تصدر من الرياض، بالتأكيد أن ما حدث كان متعمداً ويحمل الكثير من الدلالات.

حيث اعتبر عدد من المراقبين الواقعة بمثابة خطوة جديدة تضاف إلى سجل اجراءات الإطاحة برئيس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، من المهام التي تقلدها ضمن طاقم ” مجلس القيادة الرئاسي” الذي نصبه التحالف بدلاً عن “عبدربه هادي” في السابع من ابريل الماضي.

 

مواقف شخصية وليست استراتيجية

بينما أفادت تسريبات جديدة من قيادات المجلس الانتقالي، أن احتجاز الزبيدي في الرياض منذ الثالث من أكتوبر الماضي، “ناجم عن مواقف شخصية اتخذها النظام السعودي ضد رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، وليست ضد المجلس الانتقالي”.

الصورة المتداولة للزبيدي “غير معروف”

ويأتي وصف الزبيدي بـ”غير معروف” في خضم سلسلة من الأحداث في المناطق اليمنية التي يسيطر عليها التحالف، يعتقد مراقبون أنها قد تتمخض عن تغيير في شكل التركيبة السياسية التي وضعها التحالف للحكم في المناطق الواقعة تحت سيطرته، في إطار مراجعة الرياض وأبو ظبي للموقف، بعد أن أدى تنصيب “مجلس القيادة الرئاسي إلى تعقيدات في المشهد تجاوزت الحدود التي يريدها التحالف وقد يؤدي استمرارها إلى خروج الموقف عن السيطرة” حسب بعض المراقبين.

مجلس تمثيل المصالح ومخاوف دفع الوضع خارج دائرة السيطرة

 

حيث أدى تباين المواقف بين أعضاء مجلس القيادة الثمانية، إلى خروج الخلافات بين الرياض وأبو ظبي إلى العلن، مما دفع البعض إلى الاعتقاد أن السعودية وأبو ظبي قامتا بإنشاء المجلس الرئاسي على أساس تمثيل المصالح بينهما، إلا أن الخلافات أخذت تتفاقم بين أعضاء المجلس الرئاسي بشكل ينذر بخروج الأمور عن السيطرة. حيث لم تعد الصراعات منذ تشكيل ” الرئاسي” تقتصر على تلك النزاعات بين الفصائل التابعة للإمارات مع حزب الإصلاح، بل تجاوزت ذلك إلى خلافات بين مكونات المعسكر الواحد كما حدث بين طارق صالح وعيدروس الزبيدي المحسوبين على الإمارات. بينما اتضح لاحقاً أن السعودية لا تمانع في إقامة علاقات وثيقة مع طارق صالح لمواجهة عيدروس الزبيدي، في إطار دوامة من الصراعات “خلطة الحابل بالنابل”، واصابة المجتمع المحلي بالدوار قبل المجتمع الدولي، وتسببت بفقدان السعوديين والإماراتيين القدرة على ضبط إيقاع المشهد، “مندفعين وراء مواقف لحظية، تحركها النكاية بالآخر أكثر من كونها مواقف سياسية مدروسة” من وجهة نظر بعض المراقبين.

مسار حتمي

على أن قواعد علم السياسية تفيد بأنه لا يمكن لدولتين تتقاسمان احتلال بلد ما، أن تكونا على وفاق مهما حاولتا تقديم التنازلات لبعضهما، حيث تظهر أنواع من نوازع الكرامة لدى كل طرف تحتم عليهما في نهاية المطاف الوصول إلى مفترق طرق، كما هو حاصل اليوم بين السعودية والإمارات جنوب وشرق اليمن. مع العلم أن شواهد التاريخ تفيد بأن البريطانيين والفرنسيين على سبيل المثال اضطرا إلى تقاسم احتلال الصومال اثناء الحقبة الاستعمارية الأوربية لدول العالم خلال القرن الماضي، ولم يسبق أن تعرضت دولة لاحتلال واحد من قبل دولتين في نفس الوقت والمكان، وهو وضع لا يمكن استثناء السعودية والإمارات منه في اليمن، حتى وإن كانتا مجرد واجهة لمشروع الهيمنة الأمريكية في اليمن والمنطقة.

الاتفاق على مخطط التقسيم

ورغم أن التسريبات الواردة حتى الآن تؤكد أن الرياض وأبو ظبي، تتفقان على بقاء الكيان الانفصالي الذي أوجده التحالف جنوب اليمن منذ العام 2016 تحت مسمى ” المجلس الانتقالي الجنوبي” إلا أن هناك توقعات بأن تقوم الرياض ايضاً بإعادة هيكلة ذلك المجلس وعدم تركه تحت إدارة أبو ظبي، ويعد احتجاز الزبيدي والخلافات التي طرأت بين قيادة الانتقالي مؤشراً على انتهاء فترة الوئام والمسايرة السعودية لأبوظبي في اليمن، والتي أفصح عنها بعض الصحفيين السعوديين بتلميحات غير مباشرة تجاه الرياض خلال الأسابيع الماضية، إلى جانب التهديدات السعودية الصريحة للمجلس الانتقالي، لإجبار الأخير على تغيير توجهاته الموالية لأبو ظبي.

قد يعجبك ايضا