المصدر الأول لاخبار اليمن

المصالحة السعودية الإيرانية في بكين.. نهاية زمن وبداية أزمنه (الأخيرة)

تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

ننصح بإطلاق الخيال لتصور ماذا ستكون عليه المنطقة والإقليم إذا تحققت المصالحة وتم تصفية ذيول الماضي والتعامل مع استحقاقات الواقع ومسارات المستقبل.

فالمصالحة تنهي ٤٤ عاماً من الأزمات والحروب والتآمر، وقد تكلف العرب والمسلمين ملايين الضحايا ودمار هائل وأنفاق باهض على السلاح والتجنيد وسبك المؤامرات وتنفيذها تجاوز التريليونات من الدولارات، وإلى تدمير معمم وإفقار وجوع، وتخلف وهجرة، ولجوء، من الصومال إلى ليبيا والسودان واليمن وسوريا والعراق ولبنان وصولاً لأفغانستان.

إعادة هيكلة العرب والمسلمين

 

السعودية وإيران قطبان إقليميان قادرتان على حمل العرب والمسلمين إلى العالمية كقطب نشط وقائد

فلنتخيل أن الظروف والبيئات التي انتجت كل تلك الماسي انتهت وانقلب الزمن لتفاهمات وتفاعل وتفعيل المصالح والقدرات..!!

ألن تصير السعودية وإيران قطبان إقليميان قادرتان على حمل العرب والمسلمين إلى العالمية كقطب نشط وقائد؟ اليست الأموية والعباسية والأثيوبية والعثمانية كانت إمبراطوريات كبرى وعالمية وسادت لقرون عندما تألفت شعوب وأمم الإقليم وتوافقت على إدارة شؤونها بالحسنى…؟؟

والمصالحة ان قيض لها التثبيت وتعمقت !! الا تساهم بتسريع تحرير فلسطين، بفعل فقدان إسرائيل لقوى اسنادها وللغلاف المحيط، وباضطرار أمريكا والاطلسي الانحسار من المنطقة ووقف حروبها وتسوية أمورها …!!

من يسند إسرائيل ويحميها ويؤمنها ومن أجل اية وظيفة ودور ومن سيكون بحاجة لها وليتحمل كلفتها..؟؟

ولاية أسباب، ولخدمة من، ولأي صراع سيعطل لبنان ويفسد وينهب ويجوع شعبه؟ ولماذا ستقاطع سوريا وتحاصر وتدمر وتجوع؟ والعراق واليمن وليبيا والسودان والصومال والاخريات لصالح من؟ ومن أجل ماذا تدمر ويشرد شعبها وينهب نفطها وثرواتها؟؟

الم يكن الصراع والاحتراب السعودي الإيراني هو العنصر الأساس في كل تلك الصراعات والحروب وماسيها وكوارثها.؟؟

والمصالحة من شأنها حكما ان تبرد الأزمات وتوفر بيئات احتوائها ومعالجاتها، وتأمين الشعوب، وتوفير أسواق واسعة متكاملة بلا قيود أو شروط واملاءات..

ماذا عن إعادة هيكلة العرب والمسلمين جغرافيا ونظم بعد أن انفجرت الكيانات التي صنعت بناتج الحرب العالمية الأولى ولخدمة المصالح الغربية حصرا ولاستخدام الإقليم والنظم لمحاربة أعداء الغرب واستنزافهم والمساهمة بهزيمتهم ليستمر العالم “الانكلو ساكسوني” مهيمنا.

على ما تقدم والكثير الكثير مما سيتغير وسيكون وعن مستقبل مختلف جوهريا عما كان يمكن اطلاق العنان للتفكير والخيال والمخيلة لاستنباط المعرفة بسيناريوهات المستقبل وتحولاته على كل الأصعدة وبالأخذ بعين الاعتبار ان الجاري اليوم هو عملية قيصرية لتوليد العالم الجديد من رحم العالم القديم بعد أن طال المخاض واستعصت الولادة وفي جغرافيا العرب والمسلمين التي شهدت أقصى وأعنف الحروب والغزوات والمقاومات، ومع المصالحة بين القطبين الإقليميين وانحسار وتراجع فرص استمرار الحروب والفوضى في العرب والمسلمين تتوفر فرص ذهبية لتسريع الولادة واستعجال هزيمة وتراجع الأطلسي والهيمنة الامريكية العدوانية وتزايد فرص واحتمالات صعود “أوراسيا” على جناحيها الروسي والصيني وبشراكة محورية من العرب والمسلمين.

المصالحة بكل تأكيد وبالقطع ان تحققت فستكون نهاية زمن أمريكا والاطلسي والعالم الانكلو ساكسوني وستكون عاملا حافزا ومسرعا لولادة العالم الجديد عالم مطبوع بطابع وقيم الشرق واسيا والعرب والمسلمين شركاء في توليده وفي بنائه وتأمينه.

 

والقادم أعظم

 

أنها نهاية زمن وبداية أزمنه والاتي أعظم

ومن زيارة الأسد لروسيا وما جرى فيها والإصرار الإيراني الروسي على إنجاز المصالحة بين تركيا وسوريا والمصالحة الإيرانية السعودية تستعجلها وتوفر لها المزيد من العناصر الحافزة، وعبرها يكتمل عقد المصالحات والتسويات ويتأسس تفاعل أمم وشعوب ودول الإقليم وبرعاية صينية في الخليج وروسيا في الشمال ليطبق على النفوذ والمصالح والأدوات الأمريكية الأطلسية ويصير البحر المتوسط والأحمر والخليج والأسود والممرات والمضائق بحار متصالحة ومتحررة من الهيمنة الامريكية الأطلسية وتتأمن التجارة العالمية وتسقط حروب الحصارات والتجويع على الشعوب، وبعدها ماذا تبيع إسرائيل؟ وماذا تفعل أوروبا؟ وما دور ومستقبل أمريكا في جزيرتها محاصرة ومأزومة وعاجزة؟؟

المصالحة السعودية الإيرانية في البيت الصيني والمصالحة السورية التركية في المنزل الروسي، ومع تسارع تحرر مصر من التعاقدات والتعامل مع أمريكا والاطلسي الدونية، ستتحقق ظروف وتتجمع معطيات كلها في صالح توفر شروط وفرص استعادة العرب لمكانتهم وحيويتهم وقد لا يكون مهما بقيادة أي عاصمة وبكيفية تعامل الأقوياء فيما بينهم، فالمحقق يؤكد عودتهم إلى الجغرافيا والتاريخ وبعودتهم يعود الإقليم حاكما ومؤسسا في العالم الجديد وفي مستقبل البشرية.

انتهى

 

كاتب ومحلل سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا