المصدر الأول لاخبار اليمن

خطاب غربي يستهدف تفخيخ وعي أبناء اليمن حول الوحدة

تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

شهد شهر مايو المنصرم متغيرات كثيرة ترافقت مع مناسبة الوحدة اليمنية في ذكراها الثالثة والثلاثين.

 

وبرزت المواقف الامريكية والغربية كعملة ذو وجهين تؤيد الوحدة اليمنية على الصعيد الظاهري لكن البيانات التي يصدرونها تغرق بعباراتٍ مفخخة تؤكد عكس هذا التوجه.

 

على هذا الصعيد اكد بيان اصدرته المفوضية الأوربية وسفراء الاتحاد الأوربي في اليمن على ”هوية وصوت حضرموت القوي في اليمن” وهو ما ينم عن تراجعٍ اوربيٍ عن مصطلح ”دعم الوحدة اليمنية” الذي خلا البيان من أي اشارة اليها.

 

هذا الموقف الأوروبي ليس يتيماً فقد سبقه تصريحات امريكية متواترة تجاهلت كلها التأكيد على وحدة التراب اليمني وتركت الباب مفتوحاً أمام أي سيناريوهات يمكن ان تفرض على اليمن.

 

وفي مقابلة مع صحيفة ”اندبندت عربية” في سبتمبر الماضي، أشار المبعوث الامريكي إلى اليمن، تيموثي ليندركينج أن ”قرار الوحدة من عدمه متروك لليمنيين”. وفي مقابلة أخرى مع قناة ”الجزيرة القطرية” قال ليندركينج أن ”مستقبل اليمن يحدد من خلال التفاوض”.

 

هذه التصريحات الامريكية تعتبر نكوصا عن التزام واشنطن بقرارات مجلس الأمن التي تؤكد على وحدة اليمن واستقلاله وسيادته على كامل أراضيه لأنها تترك الباب موارباً لطرح أي سيناريوهات تتعلق بمستقبل اليمن بما في ذلك مسألة الانفصال.

 

يتلاعب الخطاب الامريكي الغربي بالوعي الجمعي اليمني بعبارات توهم القارئ بأن الدول الغربية تريد من اليمنيين وحدهم ان يقرروا مصيرهم لكن هذه الدول في الحقيقة من تعتدي على السيادة اليمنية وتشن حرباً على هذا البلد منذ تسع سنين.

 

بدورها تتناغم المنظمات الدولية والاممية في خطابها مع هذا التوجه المفخخ وتعمل على ذات الخطوط الملتوية.

 

على هذا الصعيد اصدر البنك الدولي تقريراً عن آمال وتحديات الاقتصاد اليمني في حال نجاح مفاوضات السلام بين الرياض وصنعاء لكنه عمل على ترسيخ فكرة خبيثة محصلتها ان اليمن المفكك يمكن ان يضمن اقتصاداً مزدهراً للبلاد.

 

وفيما ابدى التقرير تفاؤله بنمو الاقتصاد اليمني في الفترة التي تلحق عملية السلام المفترضة إلا أنه ربط ذاك الازدهار بما قال انه ”اللامركزية الواقعية في اليمن التي يمكن أن تساعد في دعم نمو البلاد المستقبلي”.

 

هذه العبارات التي تم حشرها في تقرير البنك الدولي ليست في حقيقتها اكثر من دعم للأصوات الداعية لتقسيم البلاد بمختلف مسمياتها وأطرافها.

 

تتخادم مفردات الخطاب العام للدول الغربية وتتكامل لمحاولة خلق وعيٍ جمعي يعترف بالهويات المناطقية للأقاليم اليمنية عبر رسائل مبطنة تغذي بها واشنطن والعواصم الغربية مواقفها المتغيرة من الوحدة اليمنية.

 

ووفقاً لمراقبين فإن هذه الرسائل تترجم بصورة مستمرة ويتم تغذيتها في كل البيانات والمواقف الدولية والاممية الصادرة على المدى الطويل.

 

يذكر ان دول التحالف تؤكد في بياناتها الدورية تأييدها للوحدة اليمنية لكن الفصائل المسلحة الموالية لها تعمل على ترسيخ خيار الانفصال كأمر واقع في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وكان ”رئيس مجلس القيادة” الموالي للتحالف تجاهل خلال كلمته عشية الثاني والعشرين من مايو ذكر مصطلح الوحدة اليمنية وقال أن “ابناء المحافظات الجنوبية محقون بشأن التفافهم حول قضيتهم العادلة وفق تعبيره”.

 

ن.ق

قد يعجبك ايضا