المصدر الأول لاخبار اليمن

صراع السعودية والإمارات يمتد إلى البحر الأحمر و واشنطن تحرج الطرفين لتدارك الموقف

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

في سياق معركة “كسر العضم” المستعرة بين السعودية والامارات أعلنت ابوظبي أمس الأربعاء إنها انسحبت قبل شهرين من شراكة بحرية تقودها الولايات المتحدة في البحر الاحمر.

وقالت الخارجية الإماراتية في بيان أوردته وكالة أنباء الإمارات الرسمية أنها اتخذت هذه الخطوة ”نتيجة للتقييم المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء”.

البيان الاماراتي جاء مبهماً وفق تأكيد، المستشار السياسي السابق لمحمد ابن زايد الذي قال ان ”ما هو غير معروف عن اسباب القرار اكثر مما هو معروف” متسائلاً عن الأسباب الحقيقة للانسحاب.

وفق بيان انشاءها فإن هذه القوة البحرية الموحدة العاملة هي قوات بحرية دولية تقودها الولايات المتحدة وتشترك فيها 38 دولة بينها دول الخليج الست والبحر الاحمر والخليج العربي هي ميدان عملها.

لكن الإعلان الاماراتي عن الانسحاب من هذه القوة البحرية جاء غامضاً كما كان الاعلان عن انشاءها والشركاء فيها غامضاً فقد قيل يومها أنها قوات دولية لـ”مكافحة الإرهاب والقرصنة وحماية خطوط الملاحة الدولية” حسب التصريحات الأمريكية.

الحقائق على الأرض تؤكد ان هذه القوة البحرية التي قيل انها دولية ليست سوى قوة مشتركة بين الامريكيين والسعوديين والاماراتيين وبقية القوى الشريكة في التحالف الذي يقود الحرب على اليمن.

بدت محاولة تدويل مهمة هذه القوة التي تديرها القيادة المركزية الامريكية كمحاولة تحويل التحالف الذي قاد الحرب في اليمن لتحالف اسلامي واسع وهو ما فشلت فيه الرياض يومها.

 

على أن هناك اجماع بين الخبراء والمحللين الاستراتيجيين على مستوى العالم، أن واشنطن لن تفوت فرصة الحرب التي تديرها على اليمن، دون تحقيق حلمها القديم بالسيطرة على باب المندب، والجزر اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي. بغرض التحكم بطرق الملاحة  لمواجهة التهديدات الاقتصادية التي تواجهها الولايات المتحدة من قبل الصين، إضافة إلى اخضاع بقية دول العالم لشروط المرور الأمريكية.

بالعودة للخبر الرئيسي المتمثل في إعلان ابوظبي الانسحاب من هذه القوة البحرية فإن صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية قالت ان “ابوظبي ارادت من خلاله ابداء غضبها من تجاهل واشنطن لسيطرة ايران على ناقلتي نفط انطلقتا من موانئ اماراتية خلال الشهرين الماضيين”.

لكن الخارجية الاماراتية اكدت أنها لا تقبل أي توصيفات خاطئة” لمحادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن الأمن البحري.

اللافت هو مسارعة القيادة العسكرية الامريكية لنفي هذا الانسحاب وكأن ابوظبي لا تملك قرارها على هذا الصعيد.

في هذا السياق نقلت ”قناة الحرة” عن المتحدث باسم الأسطول الأميركي الخامس أن ”الإمارات لا تزال شريكا في القوات البحرية المشتركة”. أما الموقع الإلكتروني للقوات البحرية المشتركة فأكد أن الإمارات لا تزال موجودة في عضوية هذه الشراكة البحرية التي تقودها واشنطن.

بعيداً عن الذرائع التي تسوقها الامارات لتبرير انسحابها والاصرار الامريكي على ان الامارات لا تزال ضمن هذا التحالف الغامض فإن الحقيقة تؤكد ان ما يجري يتجاوز العتب والتباين في وجهات النظر بين الشركاء.

محللون سياسيون ربطوا هذا التحرك الاماراتي بما تقوم به السعودية في محافظة حضرموت وبقية المحافظات الجنوبية لاستبدال الفصائل الموالية لأبوظبي بأخرى تتبع المملكة لتنفيذ اجندات الرياض فيها.

واكدوا ان ابوظبي لن تقف ساكنة امام سعي الرياض لاحتواء الفصائل الموالية لأبوظبي في المدن الخاضعة لسيطرة التحالف وتقويض تأثيرها على الأرض.

يذكر ان السعودية تستضيف هذه الأيام اجتماعات لمكونات حضرمية كما تعمل على تعزيز تواجد الفصائل المسلحة الموالية لها لرسم ما يمكن وصفه بالملامح المستقبلية لهذا لمحافظة حضرموت.

ن . ق

قد يعجبك ايضا