المصدر الأول لاخبار اليمن

العين على الميدان ووحدة الجبهات

تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

 

 

العين على الميدان لا على الالسن والشفاه. فراقبوه لتعرفوا ماذا جهزنا واعددنا للحرب الكبرى التي بشرتكم بها منذ سنوات، واخبرتكم اننا اكملنا العدة والعدد. واخبرتكم ان وحدة الساحات تحققت في جولة سيف القدس وتثبتت في جولة ثار الاحرار، وتتحقق في حربنا الكبرى الجارية  وحدة الجبهات وستكون وهي حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر.

فما يفعله الميدان هو مغير الاحوال والاوزان والتوازنات، والميدان الذي يجب تتبعه ومراقبته، هو ميدان الجبهات التي التهبت ودخلت حربا هي واسعة وكبرى واقليمية. ويصفها كبار الخبراء الجادون والمعروفون بفصاحتهم بالعالمية الثالثة او على تخومها وكذا كبريات الصحف التي وصفت السيد حسن نصرالله بالرجل الذي بيده مفتاح الحرب العالمية.
الميدان هو الاصل والمغير حقا ولو ان شفتا السيد ولسانه بكل ما نطقه في خطابي طوفان الاقصى وما جرى على شفتيه من حروف وكلمات هي بفاعلية المسيرات والصواريخ الدقيقة، وتبعث العزيمة في الزنود والقلوب التي تقاتل في شوارع غزة وتسجل الاساطير والبطولات التي ستترك بصمتها على جبين مستقبل تاريخ البشرية الجاري تأسيسها على قواعد وقوانين عصرية وجديدة تنهي العمل بقواعد وقوانين ونظم معاهدة وستفاليا التي اطلقت العالم الانكلو ساكسوني المتعجرف والعدواني والاحتلالي الاستيطاني وتكشف عسفه وطبيعة امريكا واسرائيل الدولتين اللقيطتين والمصنعتين في خدمة الشركات واباطرة الاقتصاد والمال والنهب المتعسف.
العالم الانكلو ساكسوني الهرم والمتداعية اركانه وقواعد ارتكاز بنيانه.
تشكل حرب طوفان الاقصى العملية القيصرية الثانية بعد الحرب الأوكرانية التي وقعت لتسريع ولادة العالم الجديد من الخاصرة الاوكرانية بعد ان تعثرت واشتد وطال المخاض في بيئة وجغرافيا العرب والمسلمين وتركزت حروبها لخمسين سنة في بر وساحل الشام وفي جغرافيا العربية القديمة في جنوبها اليمن وشمالها الشام والرافدين.
فالميدان هو الاشتباك الجاري دعما واسنادا لأبطال غزة، واشغالا للعدو الامريكي الذي تولى الحرب وادارتها والمسؤول عن قتل اطفال ونساء غزة وتدمير مشافيها وقتل الاعلاميين والمسعفين تجسيدا للطبيعة العدوانية ونموذج ابادة الشعوب لاستيطان اوطانها وتستعر بتوجيه الضربات للمحتل الامريكي في سورية والعراق، وقد تعصف حالما تطلب ذلك غزة واو يتورط الامريكي وينخرط بصورة مباشرة.
واليمن الذي ابهر العالم بقتاله، وبجيشه وبأسه، يتحين الفرصة ويستعد للجولة الفاصلة وحماية غزة والمحور من احتمالات حرب التدمير الشامل، فمزيد من الصواريخ والمسيرات لاستهداف جنوب فلسطين وتعرية وفضح مصر والسعودية والاردن وعرب الخذلان والتواطؤ والعجز، هو فعل ثوري وجبهة حرب حقيقية تساند وتستنزف وتشتت.
فباب المندب والبحر الاحمر يمثل موقعا مفصليا في استعجال انفجار اوروبا وانهيار الاقتصاد الليبرالي الانكلو ساكسوني.
فالجبهات توحدت ووحدتها فائضة كثيرا عن وحدة الساحات، التي انجزت وحدتها واسست لوحدة الجبهات المعمدة بالدم والتضحيات وجوع الشعوب وتدمير بنيانها. فكل حروب امريكا، توطنت في العرب والمسلمين وحشدت قواها وتحالفاتها واختبرت جيوشها واسلحتها فيها وفيها هزمت وعبرها وبتضحياتها شعوبها ومحور المقاومة تأسست شروط وظروف وتوفرت بيئات وفرص صعود اوراسيا والجنوب والتأسيس للعالم الجديد، الذي سيطبع بطبائع العرب والشرق والنموذج الاسيوي.
الميدان الذي يجب التركيز عليه وعلى افعاله ونتائجه في الجنوب اللبناني حيث تسطر المقاومة بطولات وافعال لا تقل اهمية وجدوى واحداث تغييرات في الحروب وطبائعها عما تنتجه غزة وشعبها ومقاتليها الاشاوس.
في الجنوب جبهة لا تهدأ وتستمر في الابداع وتقديم الجديد في تكتيكات حروب المقاومة.
وفي الاهم انها حققت غاية ان المحور في استراتيجية الهجوم الاستراتيجي، فعملية طوفان الاقصى كانت الايذان العملي بالهجومية وبتوفير كل شروط الحرب الكبرى لتحرير فلسطين من البحر الى النهر واستعجال امريكا التورط بالحرب وادارتها دبلوماسيا وعسكريا وضع الهدف الثاني المباشر للحرب تصفية وطرد الوجود الامريكي من سورية والعراق تمهيدا لترحيله من العرب والمسلمين ودفع الاطلسي الى الانكفاء لبلدانه لتنفجر على نفسها وتتصاعد ازماتها.
الميدان وافعاله البديعة والاسطورية كما في القتال كذلك في السياسة والدبلوماسية وغاية كل قتال ان يستثمر في السياسة والدبلوماسية والهدف لاستعادة الحق القومي المغتصب والذي لا يقبل القسمة او المساومة او  التسوية كما تؤكد مجريات الحرب، ونتائجها المرتقبة والتي ستعزز مقولات ودروس الازمنة والتواريخ والجغرافية فابادة الهنود الحمر لبناء امريكا استحال في الحقل الفلسطيني والعربي والاسلامي.
الميدان يفعل ويغير والكلام يجب ان ينطق ويشرح ويتابع والاهم ان يقرأ في الابعاد الاستراتيجية لمنتحبات الميدان وتجسيد وحدة الساحات والجبهات المقاتلة.
فوحدة الساحات تحققت منذ زمن ونحن الان في زمن وحدة الجبهات.

*كاتب ومحلل سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com